الإنسان طبيب ذاته النفسي في علاج الضغوط
مع تطور تقنيات الطب النفسي الحديث، أصبح في إمكان الفرد المـساهمة في علاج نفسه من الضغوط الناجـمة عن المشـكلات المختلفة، أسرية أو زوجية أو دراسية، أو حتى وظيفية، في محاولةٍ لإدارتها والسيطرة عليها، من خلال برنامج إدارة الضغوط بواسطة تقنية «إي إم - ويف».
وأوضح الممارس المعتمد لبرنامج إدارة الضغوط بواسطة تقنية (إي إم - ويف)، مدير مركز الراشد للتنمـية البشرية في دبي، الدكتور علي مرزوق، أن الفرد يستطيع علاج ذاته من دون الاستعانة بطبيب، ووضع خطة موضوعية استراتيجية لتنمية ذاته، وإيجاد غايات وأهداف جديدة لحياة ناجحة. وأنه «مع تزايد الضغوط على الفرد، والتي تتنوع في مصادرها، تولدت الحاجة الماسة لاكتسابه مهارة إدارتها، والقدرة على قهر التفكير السلبي والقلق الذي تنتجه، مع محاولة الحفـاظ في المقابل على مستوى مناسـب من التفكير الإيجابي». مشيراً إلى أن هذه التقنية نتجت عن أبحاث طويلة، تكاتفت فيها علوم الفسيولوجيا، والأشعة، والنفس.
وقال لـ«الإمارات اليوم» «يعد برنامج إدارة الضغوط بواسطة التقنية الجديدة أسلوباً مبتكراً للتدريب الشخصي الذي يساعد الأفراد على اكتساب مهارة إدارة الضغوط المختلفة، وقهر التفكير السلبي والقلق الذي تنتجه، والحفاظ في المقابل على مستوى مناسب من التفكير الإيجابي، كما يعطي مؤشراً لثقة الفرد بنفسه، وقدرته وتحكمه في ذاته، وتأثيره في الآخرين».
علاج أفاد مدير مركز الراشد للتنمية البشرية في دبي الدكتور علي مرزوق بأن من أهم المشكلات والاضطرابات النفسية المتنوعة التي يسهم العلاج الذاتي في علاجها «القلق المرضي، والضغوط النفسية، والمخاوف ونوبات الذعر، والوسواس القهري، والاكتئاب، ومشكلات المراهقة». |
آلية العمل
وشرح مرزوق آلـية عمل التقنـية الجديدة، وقال «بعد رصد الحالة الانفعالية للشخص بكل دقة، من خلال قياس درجة الضغوط والقلق، ودرجة الصراعات النفسـية، ودرجة الطاقة التي تعـكس الانسـجامية ما بين القلب والعقل والروح، عبر تعريض إصبع السبابة لكاميرا صغيرة غاية في الدقة والحساسية، تعرض كل المؤشرات الحسية والفسـيولوجية التي يتم تحويلها إلى مكون آخر في الجهاز، يسمى (الثالوث الوسيط) ويحوّل هذه المؤشرات الحسية والفسيولوجية من الكاميرا إلى بيانات وأرقام وألوان تظهر كمية الضـغوط النفسية والصراعات، والطاقة ومدى الانسجامية، ومدى مناسـبة نبضـات القلب، وأسلوب التعامل ما بين القلب والعقل، إلى برنامج خاص في جهاز الكمبيوتر».
وأضاف «يعبر اللون الأحمر في البرنامج عن نسبة الضغوط، والأزرق عن الصراعات التي لا نأخذ فيها قراراً، أما الأخضر فيشير إلى الانسجام بين العقل والقلب والروح»، لافتاً إلى أنه لضمان تحقيق الانسجام ما بين العقل والقلب والروح،فإن الأمر يتطلب عملية استرخاء كاملة، كما أن اتباع عملية التنفس الصحيحة تلعب دوراً كبيراً في إعطاء النتائج والبيانات الصحيحة للفرد، «وهذه العملية تحتاج إلى خمس جلسات تحت إشراف الطبيب المختص، وتمتد بين الساعة إلى الساعة والنصف تبعاً لشدة الحالة، ويمكن أن تتم بشكلٍ فردي، كل فرد على حدة، أو بشكل جماعي».
وأكد أن برنامج إدارة ضغوط العمل بواسطة تقنية (إي إم - ويف)، نجح في علاج 250 حالة تعاني من مشكلات وضغوط مختلفة، خلال أربعة أشهر فقط.
جزء من برنامج
واعتبر مدير مركز الراشد للتنمية البشرية برنامج إدارة الضـغوط بواسـطة تقنية (إي إم - ويف)، «جزءاً لا يتجزأ من العلاج الذاتي الذي غالباً ما يهدف إلى التعرف إلى نظريته العلمية والتطبيقية وأحدث الاكتشافات فيه، وتعلم الطرق المختلفة للعلاج النفسي والتنمية الذاتية، واكتساب مهارة العلاج الذاتي للمشـكلات النفسية المختلفة كالوسواس والقلق والكآبة، والتعرف إلى مفاتيح النجاح وتنفيذها عملياً»، موضـحاً أن أهم المفاتيح «الدوافع، والطاقة، والمهارة، والتصور، والفعل، والتوقع (الطريق إلى الواقع)، والالتزام (بذور الانجاز)، والمرونة (قوة الليونة)، والصبر (مفتاح الخير) والانضباط (أساس التحكم في النفس)».
وأضاف «يتوجه العلاج الذاتي للراغبين بتطوير ذاتهم، كمشرفي الأعمال والأقسام والإداريين والقادة والمدربين، والمراهقين في سن ما تحت الـ20 لتطوير ذاتهم، ومدربي ومستشاري المؤسسات والشركات الاستثمارية والإنسانية والخيرية، وربات البيوت والآباء».
وقال علي مرزوق «يسعى الإنسان جاهداً للتعرف إلى ذاته وفك شفرة شخصيته، وبمجرد أن يحدث ذلك ينطلق نحو النجاح والتقدم، وتتفتح له جميع المجالات التي يستطيع من خلالها إثبات ذاته، ويلعب العلاج الذاتي دوراً كبيراً في ذلك، الأمر الذي يختصر على الفرد الجهد والوقت الطويلين».
مشيراً إلى أن مدارس عديدة للعلاج النفسي الحديثة تعترف بأن الإنسان قادر على تعديل سلوكه من خلال المعرفة الواعية والتدريب المنظم، ومع ازدياد وعي الفرد بنفسه، وحرصه على علاج ذاته، يصبح أكثر قدرة على علاجه، وأكثر توافقاً معه».