«ألترا ليزك».. أحدث تقنيات تصحيح عيوب الإبصار

«ألترا ليزك» عملية تستغرق دقائق. تصوير: محمود الخطيب

لم يعد التخلص من النظارات وتصحيح عيوب الإبصار من الأمور الصعبة مع تطور عمليات الليزر، حيث أصبح في إمكان الذين يعانون من عيوب في الإبصار البعد عن الجراحات المعقدة التي تتطلب وقتاً للتعافي والرجوع إلى الحياة الطبيعية، حيث حققت التقنية الجديدة نتائج مضمونة، وتمنح المريض فرصة العودة بشكل سريع إلى أنشطته وحياته العادية.

وقال الاختصاصي في طب العيون في مركز الشريف للعيون الذي اعتمد أخيرا لتدريب الأطباء في منطقة الخليج على «ألترا ليزك» الدكتور خالد الشريف إن «التقنية الجديدة أحدث ما توصل إليه طب العيون في مجال تصحيح عيوب الإبصار»، وأضاف «العملية مضمونة النجاح بنسبة 99٪، وقادرة على تصحيح طول النظر وقصره والانحراف. وتتميز بأن مختلف مراحلها تتم عبر الليزر من دون تدخل آلي، ويمكن أن يعود الإنسان إلى حياته الطبيعية في اليوم التالي بعد إجرائها»، موضحا أنها تتميز أيضاً بأنها تخلص المرء من النظارات أو العدسات.

ولفت الشريف إلى التطور الحاصل في عمليات تصحيح عيوب الإبصار من «التشطيب الذي كان يتم باستخدام مشرط، إلى الليزر الذي هو أشعة توضع على القرنية، وتنجح في تصحيح النظر لحد خمس درجات». ونوه إلى أنها كانت لا تعالج الانحراف بطريقة جيدة»، وأضاف «بعد تقنيات الليزر أتت تقنية الليزك التي توضع أشعتها على غشاء رقيق تحت القرنية، وتخفف من الآلام بعد العملية، حيث لا يتم لمس سطح القرنية».

وأفاد بأن الغشاء الرقيق كان يتم صنعه عبر آلة تفتح سطح القرنية، وكانت نسبة نجاح العملية فوق الـ95٪، أما التقنية الأحدث، وهي «ألترا ليزك»، فتتم بكل خطواتها عبر الليزر، وتكون على مرحلتين ، تشمل الأولى صنع الغشاء، والثانية تصحيح تحدب القرنية. وتتم صناعة الغشاءمن خلال الأشعة التي تولد 60 ألف تردد في الثانية . وبالتالي، تولد تحت سطح القرنية مليون فقاعة هواء تشكل الغشاء، وبالتالي يتم فصل الأنسجة بالهواء من دون أي مشارط .

 روّاد فضاء


ذكر الاختصاصي في طب العيون الدكتور خالد الشريف أن وكالة ناسا الفضائية اعتمدت تقنية «ألترا ليزك» لتصحيح عيوب الإبصار، بعد أن كانت ترفض خضوع رواد الفضاء لعمليات الليزر الأخرى، وأن نسبة نجاح العملية أعطى الثقة للوكالة الفضائية لإجراء العملية،كما أنها شجعت أطباء العيون أنفسهم على إجرائها.


وأوضح الدكتور خالد الشريف أن الفقاعات الهوائية تمنح العملية الأمان والنجاح والدقة بنسبة 99٪، وعزا نسبة 1٪ الذين لا تنجح معهم العملية إلى طبيعة الالتئام لديهم، لأن هناك اختلافاً بين الخلايا البشرية.

فحص مبدئي
وتتم معرفة ضرورة إجراء العملية من خلال سؤال المريض عن الوقت الذي يرتدي به النظارات، إذ في حال كان المريض لا يعاني من درجات ضعف قوية، ويرتدي النظارات لساعتين في اليوم، لا ينصحه الشريف بإجراء العملية. أما المرضى الذين يمكن إجراؤها لهم فيتم تحديدهم من خلال الفحص المبدئي الذي يستغرق ساعتين.

والأمور المهمة التي يجب أن يتأكد الطبيب منها في هذا الفحص هي ثبات درجة ضعف النظر، وأهمية أن يكون المريض فوق 18 سنة وتحت 70 سنة، أما التأكد من تضاريس القرنية فهو من المسائل المهمة، فمريض القرنية المخروطية لا يمكنه إجراء العملية، كما أن الشبكية السلمية وضغط العين يجب أن يؤخذا بعين الاعتبار .

ولفت الدكتور خالد الشريف إلى أن «ألترا ليزك» تعالج 15 درجة قصر نظر، وست درجات انحراف ولغاية ست درجات طول نظر. ولكن، هناك نسبة قليلة من الناس الذين يشكون من درجات تفوق هذا العدد، و«هؤلاء لا يمكننا إجراء العملية لهم، لأن القرنية عندهم رقيقة جداً»، بحسب توضيحه، والحل لهم «زراعة عدسة تحت القرنية، حيث يتم إدخالها من فتحة طولها 1 ملم، وهي مصنوعة من مواد لا يمكن أن يرفضها الجسم».

وذكر أن المريض الذي يضع العدسات اللاصقة معرض لمضاعفات ناتجة عن استخدام العدسات، كالجفاف أو التقرحات، فيما الذي يجري الجراحة لا يتعرض لأي نوع من المضاعفات على المدى الطويل.

تحضير ومحاذير
وقال عن تحضير المريض للعملية «يجب أن تمتنع النساء عن وضع الماكياج على العينين، وننصح المرضى بعدم وضع العطور قبل نصف ساعة من إجراء العملية، لأن كحول العطور يؤثر في أشعة الليزر». وفي أثناء العملية، فإن تقنية الجهاز المتطورة تجعله قادراً على أن يتبع حركة العين، وبالتالي تحرك المريض لا يشكل خطورة على الإطلاق.

وأضاف الدكتور الشريف «مكننا تطور جهاز العميات من إجرائها للمرضى الذين يعانون من حركة البؤبؤ المستمرة، كونه قادراً على تتبع حركتهم . وعلى الذين يضعون العدسات اللاصقة الامتناع عن وضع العدسات قبل أسبوع من إجراء العملية، في حال كانوا يستخدمون العدسات اللينة، وقبل ثلاثة أسابيع، في حال كانوا يضعون العدسات الصلبة». وعن مرحلة بعد العملية، ذكر أنه توجد «قطرة توضع داخل العين، وعلى المريض تجنب التركيز في القراءة أو القيادة. ولكن، في اليوم التالي يمكنه أن يمارس حياته كالمعتاد»، مستدركاً أن هناك بعض الموانع في الأسبوع الأول بعد إجراء العملية، منها «الابتعاد عن الرياضات القتالية، وتجنب السباحة كي لا يدخل الكلور أو مياه البحر إلى العين، وعدم وضع الماكياج على العينين، لعدم فرك العين خلال تنظيفها من بقايا الماكياج».

وأفاد بأن تكلفة العملية تراوح بين سبعة و10 آلاف درهم للعين الواحدة، لأن تحديد السعر يختلف مع اختلاف درجات الضعف وما تتطلبه من جرعات ليزر. وعن الفرق في النتيجة بين العملية القديمة و«ألترا ليزك»، أوضح أنه مع الليزك تكون القيادة أوضح في الليل، ويمكن أن يعود المريض إلى حياته الطبيعية بوقت أسرع.

 

تويتر