ليلة الحلم.. تصاميم وماكياج «ألف ليلة وليلة»
بين العروس البسيطة والعروس التي تعشق التعقيد، احتار حضور عرض أمسية للمصمم جورج حبيقة، أقامتها «ميك أب فور ايفر» احتفالاً بمرور 25 عاماً على تأسيسها، بين أربعة تصاميم . وبين فساتين الأعراس الأربعة والإطلالات المختلفة التي تميزت بها العارضات، من حيث الماكياج وتصفيف الشعر، قدمت أربعة نماذج لليلة الحلم، وأخذ كل نموذج اسماً مختلفاً يجسد الطريقة التي وضع بها الماكياج.
وتميزت هذه النماذج التي قدمت أول من أمس في فندق وان أند ذا أونلي رويال ميراج في دبي، بكونها تحضر إلى الأذهان قصص ألف ليلة وليلة بتفاصيلها الصغيرة، لأن العارضات لم يقطعن أمام الحضور بالطريقة المعتادة، بل كان هناك اعتناء بالتفاصيل الصغيرة التي ترافق كل عروس في ليلة حلمها.
تميزت العروس الأولى بإطلالتها السحرية، وكان تصميم الفستان الأول مكشوف الكتفين يظهر أنوثة المرأة بأسلوب واضح ومبهر. وكما هو معروف عن المصمم حبيقة الذي يهوى البساطة مع الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، بدت هذه النزعة واضحة مع هذا التصميم الذي كان يبدأ التطريز الخفيف فيه عند منطقة الصدر الضيقة القصة، ثم ما يلبث أن يختفي التطريز تماماً من منطقة الصدر وإلى الأسفل، ثم يعود ويظهر مجدداً في أسفل الفستان مع قماش الشيفون المكون من طبقات كثيرة. وتميزت قصة الفستان في الوسط بكونها منتفخة، في حين أن اتساع فستان الزفاف كان متوسطاً، ولكن من دون أن يغيب الذيل الطويل عن التصميم. وكان الماكياج الذي أطلق عليه اسم الماكياج اللبناني يعتمد على الألوان الخفيفة من تدرجات البيج الذهبي والنحاسي والكستنائي، ليظهر جمال المرأة المتكامل في كل الأوقات والمناسبات.
زفّات وديكور
بدا عرض تصاميم جورج حبيقة غير اعتيادي، وأخذ الحضور إلى أجواء الزفاف الحقيقية، إذ كانت كل عروس تدخل على وقع موسيقى الزفة. وقدمت فرق الزفة التي حضرت في الحفل أربعة نماذج مختلفة من الزفاف، تتناسب مع الفكرة التي تجسدها العارضة. وكانت البداية مع الزفة اللبنانية ثم الخليجية وزفة ألف ليلة وليلة، وكذلك زفة العروس الأميرة التي دخلت وهي تمشي على الورود التي رشت على المنصة. وكان الديكور كذلك يتبدل في كل مرة، ليناسب الفكرة الخاصة التي تجسدها العارضة.
|
خليجية
وبخلاف المتعارف عليه من حب المرأة الخليجية للبذخ في التطريز، وكذلك عشقها للتصاميم الغنية بالكريستالات الكبيرة، قدم جورج حبيقة تصميم العروس الخليجية بفستان شبه خالٍ من التطريز، وبساطته حتماً ترضي ذوق المرأة الغربية. وتميزت قصة الفستان بكونها مكشوفة الكتفين، وضيقة من منطقة الصدر وحتى الركبتين، حيث تتسع تدريجياً من الأسفل ليدخل على قماش التافتا قماش الشيفون من الأمام فقط. وقد طرز حبيقة الشيفون بحبيبات الكريستال الصغيرة والخفيفة، ما جعل التصميم متميزاً ببساطته المطلقة، وجعله خالياً من التفاصيل التي أظهرت قليلاً العمل على ذيل الفستان الطويل والمنتفخ.
وجاءالماكياج العربي الذي قدم قوي الألوان، واعتمد على اللمعة القوية و الألوان القوية، كالأزرق والأخضر، بالإضافة إلى التركيز على الحبوب التي تضفي لمعة فوق العينين. واختلف تصميم «ألف ليلة وليلة» عن التصميمين الأولين، من حيث القصة أو من حيث التطريز، وكذلك التفاصيل الموجودة فيه. وركز حبيقة في هذا التصميم على القصّة التي تظهر الكتفين وتغطي اليدين، مع أكمام متوسطة الطول. وميز التطريز الفستان بكونه احتل معظم القماش، ولكن بطريقة ناعمة ومتباعدة قليلاً، فيما اكتظ التطريز عند الصدر والأكمام. أما ماكياج العروس فهو معتمد على البنفسجي، بدرجاته الداكنة فوق العينين، ما منح العروس مزيداً من الرومانسية.
وكان ختام العرض مع العروس الأميرة، التي تميز تصميمها بكونه ارستقراطياً، وكذلك ليس بالأبيض السادة كما هو معتاد، بل تدخل في قماش هذا الفستان النقوش، التي هي باللون الأبيض أيضاً. وتتسع قصته الضيقة من الصدر قليلاً حتى الأسفل. وعلى الرغم من غياب الاعتناء بالتفاصيل الصغيرة من الأمام، فقد برز ذلك في خلف الفستان الذي اعتنى حبيقة بذيله الذي كان لافتاً في تفاصيل خياطته الدقيقة. أما ماكياج العروس الأميرة فيعتمد على اللون البنفسجي والدخاني عند العينين، مع الشفاه الوردية.
هندسة الأزياء
تميز المصمم اللبناني جورج حبيقة بتصاميمه التي تبرز عشقه لعمله، إذ تنضج بالأنوثة والإحساس، وتعبر عن المرأة الرقيقة بشكل لافت. ويستغرب بعضهم النجاح الذي حققه حبيقة، كونه لم يبدأ مسيرته في عالم الموضة في وقت مبكر، فقد تخصص في الهندسة المدنية، وكان في الوقت نفسه يتمتع بالشغف تجاه مجالي الهندسة والرسم. لكن عمل والدته في الخياطة أوجد لديه الولع للتعرف إلى هذه المهنة. لذا، كان ميالاً لمتابعة خطوات والدته في فن الخياطة، إلى أن بلغ اهتمامه عالم الأقمشة، وبدأ بتصميم ملابسه الخاصة. ذهب جورج حبيقة إلى باريس في 1994 ،حيث تدرب في أبرز دور الأزياء العالمية، منها دار شانيل. ومنذ ذلك الحين، أخذه عالم الأزياء حتى أصبحت مهنته التصميم. عاد إلى لبنان، يرافقه حلم افتتاح مشغله الخاص في بيروت، والتحضير لبصمته الخاصة، ليستحق المنصات الباريسية في 2001 .وعاماً بعد عام، بدأت باريس تنتظر مجموعاته الجديدة، إلى أن تخطت إنجازاته عاصمة الموضة إلى عواصم أوربية أخرى. في ،1995 عاد إلى وطنه، وبدأ بتقديم مجموعته من الأزياء الراقية الخاصة بالمناسبات وفساتين الزفاف. ثم افتتح مشغله الخاص بمساعدة 150 موظفاً. وقدم عرضه العالمي الأول في2001 في باريس، وأصبح اليوم أحد المصممين العالميين الذين تنتظر عروضهم في عواصم الموضة العالمية كبار الشخصيات وألمع النجمات والمشاهير. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news