نظام الغذاء المتوازن ينتصر على «الحميات»
مازال اختصاصيو التغذية يقدمون إلى اليوم نظريات متناقضة حول أنظمة تخفيف الوزن، فمنها ما يبيح السعرات الحرارية، فيما تعتمد أخرى على موازنة نسب الكربوهيدرات والبروتين، بما يتوافق مع طبيعة الجسم. لكن، هناك فئة ثالثة لا تعتمد الحميات الغذائية على الإطلاق، وترى أن الحفاظ على الوزن المثالي يتطلب ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن ومدروس، وهذا ما أشار إليه الكاتب والاختصاصي في التغذية، الهندي سورياديل نيليات، الذي ذكر أن نظام الغذاء المتوازن انتصرت نتائجه على حميات كثيرة، مشدداً على ضرورة حضور العنصر الأخضر من المأكولات في الوجبات، وتعويد الأبناء على طهو الأم، بعيداً عن الأكلات السريعة التي تؤدي إلى البدانة.
وعدّد نيليات في كتابه الذي صدر أخيراً تحت عنوان «فيتنيس ريفيليشنز» (الكشف عن اللياقة) نتائج خطرة للبدانة، منها مساعدتها على امتصاص السموم التي يكتسبها الجسم من البيئة، متطرقاً إلى السبل المؤدية إلى تخليص الجسم من السموم، والتي لا تكون إلا من خلال الحفاظ على وزن مثالي، وكذلك بالاتجاه للأخضر في المأكولات.
وقال المؤلف لـ«الإمارات اليوم» عن أسباب تقديه الكتاب «أردت أن أقدم معلوماتي للناس، لأن هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الزيادة المفرطة في الوزن»، مشيراً إلى أن هناك أسباباً مختلفة للبدانة، ولا يمكن تعميم المفاهيم نفسها على الناس.
لكن، في المقابل نوه إلى وجود عوامل بيئيةتؤثر في الأفراد بشكل واضح، منها «التلوث في المجتمع والتدخين، والتي تعد عوامل تدخل السموم إلى الجسم، وبالتالي فإن زيادة الدهون تعمل على امتصاص السموم أكثر».
مخزن سموم
وحذر الكاتب والاختصاصي في التغذية من أن لوجود الدهون في الجسم ضرر كبير، لأن السموم عندما تمتص تختزن في الدهون، وحين ينقص المرء وزنه تنتقل السموم إلى الدم في حال خسر الفرد أكثر من كيلوغرامين في الأسبوع. وهذا يزيد من الأمراض الأخرى، حسب نيليات الذي أضاف «لا يمكن تجنب هذه السموم الموجودة في الحياة، ولكن يمكننا تخليص الجسم منها من خلال الرياضة، والاعتماد على المأكولات الخضراء، وشرب ماء كثير، وإجراء حمام من البخار أو الساونا مرتين في الأسبوع»، مشدداً على ضرورة اتباع نظام صحي جيد في الحياة، يعتمد على الموازنة بين الأغذية.
وعن كيفية اتباع نظام صحي في الحياة، أوضح نيليات أن عوامل كثيرة تتعدى الغذاء، ويجب أن يوليها المرء اهتماماً، منها «النوم الوفير الذي يجب أن يحصل عليه المرء يومياً»، والتخلص من التوتر، وتعلم تقنيات التنفس العميق المريحة».
و عن العادات السيئة التي يجب أن يبتعد عنها الناس، قال «أرى اليوم أن معظم الناس يختزلون وجبة الفطور من ضمن الوجبات الثلاث، ويعتمدون على وجبة دسمة أو على وجبتين، على الرغم من أن تناول وجبة دسمة خلال النهار سيضعف الاستقلاب خلال الصباح والمساء، وهذا لا يساعد الجسم على حرق المأكولات».
وأفاد بأن من يعانون البدانة عادة ما تفرز أجسامهم مواد كيميائية تدفعهم إلى تناول الكثير من الدهون، وكذلك تناول الطعام من دون أن يكون لديهم الشعور بالجوع. لذا، شدد على عدم اعتماد الطرق المختصرة في الطعام، لأن المسألة سترتبط لاحقاً بنظام أسرة متكاملة، لاسيما الأطفال الذين يتعلمون دائماً من آبائهم.
ونبه إلى «ضرورة اعتماد مطبخ المنزل، بدلاً من الأكلات السريعة، لأننا نعرف ماذا نقدم فيه، وكيف نطهو الأطعمة»، معتبراً طعام الأم الأفضل دائماً للأولاد، لأنهم اعتادوه، فيجب تجنيبهم خطر اعتياد الوجبات السريعة.
تمارين
وقال نيليات الذي عزز كتابه «الكشف عن اللياقة» برسوم للتمارين الرياضية التي توجه المرء إلى كيفية ممارسة التمارين، «عادة ما يطلب اختصاصيو التغذية ممارسة التمارين الرياضية إلى جانب اتباع النظام الغذائي السليم. لكن، ما من أحد شرح كيفية ممارسة هذه التمارين، والوقت الذي تحتاج إليه». وأضاف «ارتأيت وضع رسوم هذه التمارين، لأنها تساعد الناس على معرفة الطريقة الصحيحة لممارستها». وعلى عكس النظام الغذائي، اعتبر نيليات أن التمارين الرياضية لا يجب التمييز فيها، وفقاً لما يجب أن يخسره الفرد من وزن، كما الحال مع السعرات الحرارية. منبهاً في الوقت نفسه إلى أهمية عدم حساب السعرات، إذ يجب أن لايتم حسبانها لتناول الوجبات، ولكن فقط كسبيل لمعرفة ما يجب تناوله بكثرة، وما يجب التقليل منه، وما يجب الابتعاد عنه.
وتعتمد النصيحة الأساسية التي وجهها نيليات على أن «هناك أنواعاً محددة من الكربوهيدرات، يجب الإكثار منها، وأنواعاً لابد من الابتعاد عنها، وثالثة لابد من التخفيف منها، وكذلك الحال مع البروتينات، والدهون وكل متعلقات الأطعمة».
التخلص من «الكرش»
أرفق الكاتب والاختصاصي في التغذية، سورياديل نيليات، مع كتاب «فيتنيس ريفيليشنز» قرصاً مدمجاً يشتمل على خطوات تساعد على التخلص من البطن المترهل «الكرش». ويعتبر نيليات التمارين التي قدمها في «السي دي» الوسيلة المثلى للقضاء على الكرش، عند الرجل والمرأة، ومن خلال التمارين الرياضية فقط. موضحا أن النساء لا يعانين كثيراً من البطن كما الرجال، لأن طبيعة جسم المرأة تحتفظ بالدهون في أماكن مختلفة من الجسم، منها الأوراك، فيما الرجل تتركز الدهون لديه في بطنه.
|