أزياء تخرج من حلم أميرة
من ألوان حرير غنية، وشرابات متراقصة على أعناق وأجساد، وخامات مطرزة بطيور وزهور خرجت من حلم أميرة، استطاعت دار أزياء «أماتو» من دبي، أن تقدم لجمهور أسبوع ميامي للأزياء في أميركا مجموعة كانت أقرب لشهرزاد عصرية، بخطوط ولمسات شرقية بحتة، وقصات متطرفة أحياناً، وشديدة الرومانسية أحياناً أخرى، الأمر الذي جعل من هذه التجربة العالمية الأولى للدار، لا تقتصر على المشاركة فقط، بل حصول مصممها فيرن ون أيضاً على جائزة أفضل مصمم.
لم تتنازل الدار عن اللمسة الشرقية المعتادة لها، مع مشاركتها في أسبوع ميامي للأزياء، بل زادت من حدته، إلا أن التنوع اللافت في الألوان المستخدمة في المجموعة ذات الـ35 تصميماً، والمزج غير المسبوق بين قطع التصميم الواحد، والطابع الجريء والصارخ بقوة للمجموعة بشكل عام، جعل لشرقية الخطوط، رومانسية وأنوثة مغرقة امتزجت بها، استطاعت أن تعطي لامرأة «أماتو» تلك المواصفات «الشهرزادية» بغموضها وقوتها وجرأتها الممتزجة بإغواء ذكي.
أمزجة ألوان
رغم تعدد باقة ألوان المجموعة، إلا أنها لم تتخذ من الدرجات الاعتيادية شيئاً، بل كان للمجموعة نسختها الخاصة والمتفردة تماماً من الألوان المتعارف إليها، فلم يكن الأحمر أحمر بدرجته الاعتيادية، بل تشرب درجة نارية يصعب وصفها سوى بـ«الباردة»، ودرجات أزرق اتخذت من الأمزجة المضطربة للبحر رفيقاً مزاجياً لها، متفقة مع صفاء سماوي صارخ السعادة، بينما كان للون الوردي حكاية أخرى، تتنوع بين وردي مبهج، وبين آخر داكن خجل ومضطرب كما هي حال أول موعد رومانسي، وآخر بدرجة الفوشيه الصارخ اليائس للفت الانتباه، بينما بدت الألوان الترابية للمجموعة ثابتة راسخة بدرجة داكنة، تفاوتت بتفاوت درجات التراب المتأثر بجوع وعطش محاصيله، بين داكن بشدة متشرب بحمرة غنية، وآخر أقل هدوءاً بدرجة أبرد، بينما بدى بعضها الآخر برتقالياً بلفحات ذهبية، وهي حال الأخضر الذي بدا غامضاً متحشرجاً بدرجة داكنة بقوة، وآخر زيتوني أكثر هدوءاً، كما كان للبرتقالي المصفر، والأصفر الصارخ بشدة، والبنفسجي الداكن بشدة، والأسود الملكي مكان في المجموعة.
لعل المزج غير المسبوق للألوان هو أكثر ما يميز تصاميم دار «أماتو» عادة، وهو ما ظهر جلياً في المجموعة الأخيرة التي مزجت بين الوردي الفاتح والبني الترابي، وبين البنفسجي الأقرب إلى الفوشيه، مع الفيروزي، ومع الأحمر الناري، والفيروزي مع الأصفر الفاقع، وبين البطيخي المتورد والكريستال الأبيض، والفوشيه الأقرب إلى البنفسجي مع البرتقالي الفاتح، والبرتقالي الفاقع مع البني الترابي، وهذا الأخير مع الأزرق الصارخ، ومع الوردي أيضا، والزيتوني مع البني، والأخضر مع البنفسجي، والأزرق مع البرتقالي الداكن، ومع الفضي، ومع الأحمر، والأسود مع درجات الوردي.
شفافية مغوية
وعلى الرغم من الميل الشديد والمعتاد لاستخدام قماش التور، بخفة وزنه ومواصفاته المطاوعة، المحققة للثبات أحياناً والتموج المرح أحياناً أخرى، بلمسة مغوية تحققها شفافيته الشديدة، استخدمت الدار خامات أخرى من الحرير، والدانتيل، والساتان، إضافة إلى قماش شفاف كان أقرب إلى الأورغانزا من الشيفون، استخدم قاعدة لتطريزات لرسومات نباتية زينتها طيور كانت أشبه برسوم طفل موهوب على جدار عتيق، بدت شديدة التميز والرقي على عدد من التصميمات.
واستخدمت الدار أيضاً خامات أخرى لتزيين الفساتين عدا التطريزات التي تنوعت بين تفاصيل يدوية الصنع من ورود وأوراق مخملية تفاوتت ألوانها بحسب تطريزات ولون الفستان، وبين استخدام مدروس للكريستال متفاوت الأحجام والأنواع، من أثمنها كريستال الـ«ميش»، كما استخدمت فكرة الشرابات متفاوتة الأحجام والألوان في مواضع عدة من الفساتين، أو كإكسسوار على رقاب وأكتاف العارضات، إضافة إلى استخدام فكرة الخيوط الحريرية المعقودة في مجموعات بجانب بعضها البعض، التي تميزت فكرتها بشدة وأعطت لعدد من التصميمات لمسة يدوية تفصيلية ثرية، بينما تزينت أغلب فساتين المجموعة بأحزمة رفيعة مخملية عقدت على شكل «فيونكة» عشوائية على الخصر، غالباً ما كانت من اللون البني المخملي الداكن، ما أعطى لمسة طفولية رومانسية مميزة.
«هيبورن» شرقية
وعلى الرغم من تركيز المجموعة على فساتين السهرة الراقية، التي تنوعت بين قصيرة وطويلة، وبين واسعة منفوشة، ابتداء من الخصر، أو ضيقة بالكامل، أو تلك التي بقصة الحورية، أو التي انتفخت قليلاً عند منطقة وسط الجسم بكسرات كلاسيكية أشبه بتصميمات أدوري هيبورن، لتضيق مرة أخرى، إلا أن ذلك لم يمنع المصمم من تقديم عدد من التصميمات فخمة التنفيذ والتزيين، لأرواب أشبه بفكرة القفطان الذي يخفي ما تحته بخجل، أو فكرة السروال الحريري الواسع بالكامل ما عدا منطقة الكاحل وما فوقها قليلاً، التي تنوعت بين اللون البني الداكن المحمر، بجذع تزين بشرابات أخفت تطريزات فضية تحتها ثبتت بزنار من القصب والأحجار الفضية التي جعلته أشبه بحزام فضي عتيق تدلت منه حبال من ظفائر حريرية، إضافة إلى آخر من اللون الأزرق الصارخ، الذي تدلى منه حزام مضفور مزين بدوائر مشغولة الأحجار أشبه بمشابك متراصة تزينت نهاياتها بشرابات ضخمة، بينما تكون الجذع من قالب مكشوف الصدر والكتف ضيق، من الكريستال.
تميزت الأحذية التي استخدمت خلال عرض المجموعة، التي صنعت خصيصاً لها، بكونها من الحرير المزين بشرابات خلفية كبيرة بينما تزينت حواف الاحذية الأمامية والخلفية بالأزرار المغربية، ما أعطى المجموعة لمسة عربية إضافية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news