العطر المنــاسب.. عبير يميّز الشخــصية
اعتبر خبير العطور وريث علامة «نينا ريتشي» الفرنسي رومانو ريتشي «التدقيق في اختيار العطر المناسب مهماً جداً، خصوصاً للمرأة»، مشيراً إلى أن كثيرين يعلنون تميزهم من خلال عبير عطورهم الخاص، لافتاً إلى أن العطر مفتاح يدل على الشخصية، فالمرأة الرومانسية يلائمها نوع مغاير لذات السمات الجادة، بينما المنطلقة يناسبها آخر يساعدها على إكمال شخصيتها، ناصحاً النساء بضرورة استخدام أكثر من نوع في النهار، بما يتماشى مع شخصياتهن أولاً، ثم مع الطريقة التي يردن الظهور بها، وأخيراً الانطباع الذي يردن أن يتركنه في الآخرين لاسيما شركاء حياتهن.
عود خليجي
لفت خبير العطور رومانو ريتشي إلى أن مهنة تصنيع العطور واختبار الزهور للأسف لا تعني السفر والبحث والتفتيش عن أنواع الزهور في البلدان المختلفة، ولكنه استدرك قائلاً «باستثناء العود لأنه لدى تصنيع عطري الأخير الموجه للخليج، اخترت العود من الخليج لأتمكن من ابتكاره، كونها مادة تتوافر في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أنه حين شم العود للمرة الأولى، وجده قوياً جداً، لذا قرر أن يبتكر فكرة جديدة لتقديم العود بطريقة مختلفة لنساء الخليج. |
وأوضح ريتشي المتخصص في عطور المرأة الذي زار دبي أخيرا لإطلاق آخر عطوره التي تحمل اسم «جولييت تملك سلاحا»، أن «اختياره لهذا الاسم كان لإظهار لكونه يريد ان يظهر جولييت التي تغنى بها الشعراء في أكثر من مظهر، فهي قوية وكذلك ساحرة وناعمة، وتتغير مع تغيير مفهوم العطر». وأضاف لـ«الإمارات اليوم» ان «العطر أمر شخصي، ويكون في غاية السوء عندما يفقد هذه الميزة، لأنه يجب أن يخلق بعض المشاعر لدى الآخر»، لذا فإن اختيار العطر بالنسبة إليه ينتج من معرفة المرأة لنفسها، لأنها عندما تتمكن من فهم ذاتها، ستعرف كيف تختار عطرها.
اختبار
وتابع خبير العطور الفرنسي «حين أبدأ بالعمل على اختيار الزهور المناسبة للعطر أقوم بالعديد من الأبحاث، ولكن اختيار نوعية الزهور ليس متعباً بقدر أهمية تحديد الكمية من كل زهرة، فهذا الأمر كيميائي، ويحتاج إلى اختبارات كثيرة، وأحياناً تصل إلى 150 تجربة للعطر الواحد»، وأوضح ريتشي أن العمل على العطور ينطلق من وضع مفهوم لكل واحد منها، وذلك كي يفهم العطار كيف سيتجه إلى المكونات. وأردف «المفهوم العام الذي أضعه للعطور يحتم علي الاتجاه لأنواع محددة من الزهور، ولكن لا يمكنني القول إن المرأة التي تحب العطور الحلوة تفكر بطريقة معينة أو أن خيارها ناجم عن ولعها بالأكل»، لافتاً إلى أن هناك علاقة بين نكهة العطر وشخصية المرأة، ولكن بالنسبة إليه يرى ان المرأة هي التي تحدد ماذا تريد من العطر من خلال طريقة لبسها وشعرها وعطرها.
وأشار ريتشي إلى وجود طريقتين لاختبار العطر، إذ يعمد بعضهم إلى اختباره على الجلد، وآخرون يستنشقونه عبر قماش أو وسيط غير مباشر، وتابع «شخصياً أقول يمكن هذا ولا يمكن»، معللاً الخيارين بالقول، إن «العطر يتأكسد على الجلد، وبالتالي تنتج عن هذا رائحة جديدة مع الوقت، لذا في المقابل أقول إنه يمكن عدم اختبار العطر على الجلد، لأنني ببساطة أنصح بوضعه على الملابس والشعر كونهما يتحركان باستمرار فتنتشر رائحة العطر في المكان».
أما لجهة وضع العطر على مكان النبض في اليد أو عند العنق، فأكد ريتشي، أن هذا المفهوم ليس خاطئاً لأن هذه الأماكن فيها حرارة، وبالتالي كون العطر مصنوعاً من الكحول فالحرارة تؤدي إلى توزيع الرائحة مع الوقت.
إرث عائلي
وأكد ريتشي أنه لم يدخل إلى عالم العطور عن طريق الوراثة، على الرغم من أن جده صاحب العلامة المعروفة في عالم العطور «نينا ريتشي»، كان يحدثه قليلاً عن العطور، مشيراً إلى أنه عاش لفترة بعيدا عن هذا العالم، ولم يشأ دخول المهنة إلى ان وجد نفسه أخيراً في صلبها، ولكن ليس في الشركة التي تحمل اسم العائلة، وإنما ليؤسس لنفسه مكانة خاصة في عالم العطور بعيداً عن الإرث العائلي.
وشدد على أنه لم يكتسب الخبرة المهنية من جده لأنه لم يشاهده في المختبر أثناء عمله، ولكنه كان يستمع إلى بعض حكاياته التي تخص العطور، وبالتالي ورث عنه الإحساس بهذه المادة التي يعتبرها كفيلة بتجسيد شخصية المرأة، مستطرداً «لم أذكر يوماً أنني ذهبت مع جدي إلى المختبر، فلم أكن أهوى مهنة العطور في البداية، كما أنني كنت أرفض الدخول في هذه المهنة، وكانت علاقتي به علاقة إنسانية في الدرجة الأولى، فإننا متشابهان في بعض الأمور ومختلفان تماماً في بعضها الآخر». وتابع «بعدما توفي جدي، وجدت أن الجذور المتعلقة بالعطور عادت إلي، وعندما بلغت الـ20 شعرت بأني بحاجة إلى دخول هذا المجال».
وأضاف ريتشي الذي كان في وقتها يملك معرفة عن العطور، أن «امتلاك خبرة في مجال تجارة العطور هو الأهم، لذا قضيت ست سنوات أتعلم عن مختلف متعلقات التجارة لأتمكن من ابتكار شيء جديد»، معتبراً أن الإبداع مهم لابتكار عطور جديدة، ولكن عندما يعود أمر حل جميع متعلقات التجارة كانتقاء العلب والحسابات مع فريق عمل صغير هذا يعني ان عليه أن يوازن بين الإبداع وبين متابعته لكل هذه الأمور.
وأكد أن اسم العائلة ليس سبب نجاحه، مضيفاً «العطور التي أبتكرها مختلفة تماماً من حيث التصنيع عن عطور جدي، وكذلك الخبرة التي اكتسبتها من العائلة قليلة جداً»، مستدركاً «الإحساس بالعطور والتآلف معها ورثته عن العائلة، ما ساعدني كثيراً على دخول عالم العطور وابتكار نكهات جديدة ومختلفة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news