الحمل خارج الرحم.. الاكتشاف المبكر يقلل المضاعفات

الحمل خارج الرحم قد يؤدي إلى وفاة صاحبته.                أرشيفية

يعتبر الحمل خارج الرحم من أكثر التجارب المؤلمة التي قد تتعرض لها المرأة، ليس فقط لأنه يجب ان ينتهي بالإجهاض، بل أيضاً لأنه يفرض على المرأة البحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا الحمل، ومعالجتها لتجنبه مستقبلاً، إضافة إلى الضرر النفسي الذي يصيبها. ولا تتعدى نسبة الحمل خارج الرحم 10٪، 95٪ منها تكون داخل الأنبوب، وهذا قد يؤدي إلى ضرورة استئصال الأنبوب لإنقاذ حياة المرأة، لذا فالكشف المبكر عن هذا الحمل، يعتبر مهماً كونه يخفف التأثيرات السلبية في المرأة ويساعد على التخلص من الجنين من دون جراحة.

وقالت الاختصاصية في الأمراض النسائية والتوليد، الدكتورة هيلينا تيلور، إن «الحمل خارج الرحم يعرف من اسمه، فهو حمل يتم خارج تجويف الرحم، ونسبته تختلف بين البلدان، ولكن الدراسات تشير إلى أنها تتراوح بين 2 و10٪»، مشيرة إلى انه يكون إما داخل الأنابيب أو بالقرب من المبيض أو في البطن، ولكن 95٪ من حالات الحمل خارج الرحم تكون ضمن الأنبوب.

وأوضحت الطريقة التي يحدث بها الحمل، «إذ إن عملية اللقاح عادة تتم داخل الأنبوب، كون الحيوانات المنوية تسير من خلال الرحم لتصل إلى الأنبوب لتلقح البويضة، وبعدها تبدأ البويضة الملقحة بالانقسام داخل الأنبوب خلال رحلتها إلى الرحم، وبالتالي وجود أي مرض يعطب عمل الأنبوب يُحدث الحمل خارج الرحم، وبالتالي إما أن تبقى البويضة الملقحة في الأنبوب أو أن تسقط بالقرب من المبيض».

أسباب مهمة

وأفادت تيلور بأن ابرز الأسباب التي تؤدي إلى الحمل خارج الرحم «الالتهابات التي غالباً ما تسببها الأمراض الجنسية، أو في حالات نادرة قد يسببها اللولب الذي يستخدم كوسيلة لمنع الحمل، حيث تؤدي الالتهابات إلى خلل في وظيفة الأنبوب، فلا يعود قادراً على دفع البويضة لتصل إلى الرحم، هذا بالإضافة إلى أن وجود الالتصاقات في الأنبوب والتي تعتبر أيضاً من الأسباب التي تمنعه من أداء المهمة».

ولفتت الى أن هناك نسبة كبيرة من الحمل خارج الرحم تحدث من دون وجود أي سبب واضح، أما بخصوص العمر فلا يمكن الحكم من خلاله أنه يؤدي الى زيادة الفرصة بنوع من الحمل كهذا، ولكن كما أشارت تيلور «عادة السيدة الكبيرة تكون قد تعرضت لكثير من الالتهابات او الأمراض، أو أنها استخدمت اللولب بشكل أكثر، وبالتالي كل هذا يزيد من فرصة الحمل خارج الرحم».

وذكرت أن الأعراض التي تظهر على المرأة في حال كان حملها خارج الرحم «تتجسد في آلام في البطن وقد تكون حدتها متباينة بين الجهة اليمنى واليسرى، أو أن ترى السيدة بقعاً قليلة من الدم، أو نزفاً خفيفاً، بالإضافة إلى أنها أحياناً قد تأتي المرأة وهي تعاني من آلام في الكتف»، لذا نصحت تيلور بوجوب استشارة الطبيب وعدم الاستهانة بأي من الأعراض غير الطبيعية خلال مرحلة الحمل، لأن تضخم الحمل داخل الأنبوب قد يؤدي إلى النزف ووفاة صاحبته.

حمل جديد

وبينت الاختصاصية في الأمراض النسائية والتوليد أن «اكتشاف الحمل خارج الرحم يتم من خلال التصوير، لذا غالباً ما يكشف في الأسابيع الخمسة الأولى من الحمل»، أما الاكتشاف المبكر له فيساعد الطبيب على التخلص من هذا الحمل من دون جراحة، فمن الممكن ان يقوم الطبيب بإعطاء المرأة علاجاً كيميائياً يقتل خلايا الحمل وهو الحل الأمثل، ولكن يجب توافر شروط معينة في كتلة الحمل كي يتمكن الطبيب من اعتماده.

أما في حال عدم نجاح هذه الطريقة، فحسب تيلور «يلجأ الطبيب إما لحلب الأنبوب، أو شقه وإخراج الحمل، أو في الحالات الصعبة سيضطر الطبيب إلى استئصال الأنبوب بكامله، وعادة يفضل تجنب الاستئصال»، أما في حال كان الحمل داخل البطن «فيجب استخراجه من مكانه خلف الرحم وبالقرب من الأمعاء.

وأكدت تيلور أن استئصال الأنبوب لا يعني أبداً أن المرأة ستصبح غير قادرة على الإنجاب، «لأن (الاباضة) تتم من أحد المبيضين في كل شهر، وفي حال تمت (الاباضة) من الجهة نفسها التي استأصلنا منها الأنبوب، فإن الأنبوب في الجهة الأخرى يلتف ويأخذ البويضة كونه أساساً حراً في الجسم»، مضيفة في ما يتعلق بالحمل الجديد عند المرأة أنه «لابد من معالجة الأسباب التي أدت إلى الحمل خارج الرحم أولاً، لأن هناك احتمالاً بأن يتم هذا الحمل مرة ثانية، ولكن هناك نسبة عالية ممن يحدث حمل عادي لديهن في المرة المقبلة». أما بخصوص الفترة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كي تتمكن المرأة فيها من الحمل مرة أخرى، «فليست محددة تماماً، ولكني غالباً ما أنصح المريضة بالانتظار إلى أن تُشفى تماماً، لأن مشكلتها جسدية ومعنوية، على حد تعبير تيلور».

حالة نادرة

قالت الاختصاصية في الأمراض النسائية والتوليد، الدكتورة هيلينا تيلور إنه «تم تسجيل حالة نادرة حدث فيها الحمل خارج الرحم منذ فترة بعيدة، ولم يتم اكتشاف الأمر أثناء فترة الحمل، وحين الولادة اكتشف الأطباء ان الحمل كان خارج الرحم وداخل البطن». وشددت على «وجوب إجراء الأشعة اللازمة للتأكد من أن الحمل طبيعي، وعدم الاستهانة بأية أعراض غير طبيعة، لأنها قد تشكل خطراً على حياة المرأة».

تويتر