ارتفاع الضغط أهم الأمراض الناجمة عن الإفراط في استخدام الملح. فوتوز .كوم

الملح.. الاعتدال دواء والإفراط داء

دعا مختصون في التغذية إلى ضرورة الاعتدال في تناول الملح، لتجنب آثاره الوخيمة على الصحة، محذرين من أن الإفراط في تناوله ينتج عنه داء ارتفاع ضغط الدم الذي يعتبر أحد أهم العوامل المسببة لأمراض الكُلى والقلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكتة القلبية. وشددوا على ضرورة حماية الأطفال من خطر الأطعمة ذات الملح الكثير خصوصاً الوجبات السريعة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الكميات القليلة من الملح قد تعد دواء، حيث تسهم في إنقاذ حياة 2.5 مليون شخص تقريباً من الموت المفاجئ على مستوى العالم، فقد يؤدي نقصه في الجسم إلى حدوث اضطرابات عدة لا تزول إلا بتعويضه. 

نصيحتان

تناول الأطعمة القليلة في الملح مثل البيض واللحوم والدواجن والأسماك الطازجة، والأجبان غير المملحة الطازجة، والخضراوات والفواكه (الطازجة، المجففة، والمجمدة)، والمكسرات غير المملحة، والزبادي، والفشار غير المملح.

اعتدل في تناول الخضراوات المعلبة، والبسكويت، وحبوب الإفطار، والبرغر، والكيك، والفطائر، والصلصات الجاهزة، والبيتزا، والباستا المعلبة، والأطعمة الجاهزة، والشوربة الجاهزة.

وقالت اختصاصية التغذية في دائرة الصحة، عائشة الصيري، «الاعتدال في تناول الملح قد يسهم في إنقاذ 2.5 مليون شخص تقريباً من الموت المفاجئ بالسكتة الدماغية والسكتة القلبية على مستوى العالم، والتي يسببها ارتفاع ضغط الدم إلى جانب أمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، والتي يمكن تفاديها من خلال نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول طرق كشفها وعلاجها، وتجنب مضاعفاتها والوقاية منها». وذكرت أن ضغط الدم الذي يعاني منه أكثر من 1.5 مليار شخص في العالم ينجم عن الإفراط في تناول الملح الذي يعتبر المسبب الرئيس لكل ثلاثة من 10 أشخاص مصابين بارتفاع ضغط الدم.

وقالت لـ«الإمارات اليوم» «لا ينجم ضغط الدم عن تناول ملح المائدة فقط، وإنما غالبيته تأتي من تناول الأطعمة الجاهزة والمعلبة، بالإضافة إلى الوجبات السريعة التي توفرها غالبية المطاعم».

الأطفال

ولفتت الصيري إلى أن الإفراط في تناول الملح لا يؤثر في صحة البالغين فحسب، بل على الأطفال كذلك، «حيث يسبب ارتفاع ضغط الدم للصغار، كما في البالغين، وكلما زادت فرص ارتفاع ضغط الدم في الصغر كان الطفل أكثر عرضه له في الكبر، والذي بدوره يزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية». وحذرت من أن زيادة تناول الأطفال لملح الطعام قد تسبب هشاشة العظام، حيث تؤدي إلى فقد الكالسيوم منه، وبالتالي، يسبب ضعفه ويجعله عرضة للكسر، كما يفاقم ملح الطعام أعراض ونوبات الربو.

وأوضحت أن حاجة الأطفال من ملح الطعام أقل بكثير من البالغين، حيث لا يحتاجون إلى أكثر من غرام واحد من الملح يومياً للمحافظة على صحتهم . وأنه كلما كبر الإنسان في السن، كان لملح الطعام تأثير أكبر في صحته، حيث يكون عرضه للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبالتالي الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

كمية محددة

وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، «يلعب ملح الطعام دوراً في تركيز الماء في الأنسجة والحفاظ على نسبة السوائل في الجسم، ويدخل في جميع التفاعلات الحيوية، ويفقد الجسم الملح من خلال الدموع والتعرق، فيحتاج لتعويضه عن طريق الغذاء، لأن نقصه يؤدي إلى اضطرابات عدة، لا تزول إلا بتعويضه، كما أن كثرته تسبب ارتفاع ضغط الدم المرتبط بأمراض القلب، لذا، يجب الاعتدال في تناوله».

وعن كمية الملح الموصى تناولها في اليوم، أفادت بأن معظم الناس يتناولون تقريباً ملعقتي شاي من ملح الطعام يومياً. ومن الناحية الصحية يجب ألا تزيد كمية الملح المتناولة عن ستة غرامات خلال اليوم، أي نحو ملعقة شاي واحدة. ويكون ذلك من خلال إضافة ملح الطعام في عملية إعداد وطبخ الطعام، وأيضاً عن طريق المملحة والأطعمة المصنعة، ويعتبر 75٪ من مصدر الملح الأطعمة المصنعة والجاهزة.

وقالت «لا يمكننا الاستغناء عن تناول ملح الطعام، ولكن، في إمكاننا التقليل من تناول الأطعمة الجاهزة والمعلبة المالحة، لحصة واحدة في اليوم ليس أكثر مثل البرغر، والسجق، وصلصة الصويا، ومكعبات المرق الجاهزة، والشوربات الجاهزة وغيرها، واختيار الأصناف القليلة الملح، واستخدام كمية قليلة من الملح في طهو وإعداد الطعام، والاستغناء عن الملح بالبهارات والثوم والليمون والزعتر والبقدونس، وذلك لإضافة نكهة إلى الطعام» . وأشارت لطيفة راشد إلى أنه لابد من قراءة البطاقة الغذائية المرفقة بالأطعمة، لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على مركبات الصوديوم، وذلك لتجنبها، فملح الطعام يتكون من كلوريد الصوديوم، ويكون ذلك موضحاً على البطاقة الغذائية».

البطاقة الغذائية

ونصحت اختصاصية التغذية في دائرة الصحة، عائشة الصيري، لتقليل استهلاك الملح، بتصفح البطاقة الغذائية للمنتج قبل شرائه، للتأكد من كمية الصوديوم فيه، حيث يجب اختيار المنتجات القليلة، أو المنخفضة، في الصوديوم، وتجنب التي تحتوي على 20٪ أو أكثر من الملح (الصوديوم) في الحصة الواحدة. وقالت «يجب التوقف ـ أو حتى التقليل قدر المستطاع ـ من تناول الأطعمة السريعة بكثرة، مثل البرغر والشيبس المقلي والبيتزا، واللجوء إلى تناولها في المناسبات فقط، وتجنب تناول الصلصات الجاهزة والمخللات، والابتعاد عن استخدام المملحة على طاولة الطعام، كما يجب الامتناع عن إضافته إلى غذاء الرضع».

وأضافت «كما يجب التحكم في ضغط الدم، من خلال فحصه في المنزل بصفة مستمرة، وفي حال كانت قراءاته مرتفعة في الغالب، لابد من استشارة الطبيب، للحصول على المساعدة، وفي حال كان المصاب بارتفاع ضغط الدم يخضع للعلاج الطبي، لابد أن يحرص على تناول أدويته بانتظام».

وقالت لطيفة راشد «يلجأ المصابون بارتفاع ضغط الدم إلى اتباع نظام غذائي خاص به يُسمى نظام داش (الخطة الغذائية لخفض ضغط الدم)، وأثبتت الدراسات أن اتباعه لأسبوعين يخفض من ارتفاع الضغط، ويعتبر من الحلول السهلة لأنه نظام حياتي يومي، يحتوي على تعديلات لمختلف مستويات السعرات الحرارية، والحد من تناول الدهون، خصوصاً الدهون المشبعة، وتخفيض نسبة الكولسترول والصوديوم، ويكون ذلك من خلال اتباع توجيهات دقيقة».

الأكثر مشاركة