" إعادة تشكيل " .. التجميل في 12 دقيقة سينما
تحت عنوان «إعادة تشكيل»، وفي محاولة لقراءة ظاهرة عمليات التجميل في دولة الإمارات، التي انتشرت أخيراً بين صفوف مواطنيها من الإناث والذكور على حدٍ سواء، ارتأت أربع خريجات بشهادة الدبلوم العالي، في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في كلية دبي التقنية، تصوير فيلم وثائقي لمشروع تخرّجهن يقف على أسباب هذه العمليات، ويدرس تداعياتها، ويبحث عن سبل بدائلها في 12 دقيقة، وذلك من خلال عرض تجارب حية، أعجب بعضهم بنتائج ما فعلوه، في حين استاء آخرون منها ودعوا إلى تجنبها وعدم التفكير في خوضها، وتطرق الفيلم إلى آراء المختصين في المجالات التجميلية والنفسية والشرعية.
وفي حوار مع «الإمارات اليوم»، قالت صاحبة فكرة الفيلم ومخرجته، عائشة السويدي، «انتشرت ظاهرة عمليات التجميل بين صفوف المواطنين من الإناث والذكور على حدٍ سواء، وبشكلٍ كبير، الأمر الذي يؤكده الإقبال الكثيف على عياداتها الموزعة في أرجاء الدولة، وهذا دفعني إلى تسليط الضوء عليها، للتعرف إلى أسبابها ودراسة تداعياتها والبحث عن بدائلها . لاسيما أن السينما المحلية لم تتطرق لهذه الظاهرة، كذلك الحال بالنسبة لبرامج التلفزيون التي غالباً ما تطرح الموضوع بشكلٍ عام من دون تخصيص، كما فعل (إعادة تشكيل)».
وشرحت السويدي أنه، ومن خلال التركيز على انتشار الظاهرة في الإمارات تحديداً، عن طريق تسليط الضوء على تجارب حية، خاضتها فتيات وسيدات إماراتيات، يحاول الفيلم التعرف إلى آراء أولياء الأمور والشباب والشابات فيها، وحول بدائلها المختلفة، مضيفة إنه ولتغطية الظاهرة من جميع جوانبها، وتحقيق الموضوعية في الطرح، تم عرض رأي مختص في المجال التجميلي، وهو أن كل ما تطلبه المرأة يطلبه الرجل، وأن عمليات التجميل «لم تعد تقتصر على الطبقة المخملية فقط»، وأضافت السويدي «إلى جانب مجال الطب النفسي الذي دعا إلى ضرورة الوقوف على الأسباب التي تدفع إلى إجراء عمليات التجميل وبيان مدى واقعيتها، تم التطرق إلى رأي الشرع فيها، والذي أكد عدم جواز تغيير خلق الله لدواعي تجميلية، لاسيما أنها تلحق أضراراً جسدية على المدى القريب أو البعيد».
صعوبات
ونوهت السويدي ان (إعادة تشكيل) نجح من خلال عرض آراء المختصين في تقديم معلومات جديدة للمشاهدين، حول ظاهرة عمليات التجميل في الدولة، منها أن بنوكاً محلية تمنح قروضا خاصة لإجرائها في العيادات المحلية المتخصصة.
وعن الصعوبات التي واجهت فريق العمل، ذكرت مديرة التصوير ومساعدة الإنتاج شمسة السويدي إن الصعوبات التي واجهت فريق العمل «تمثلت في رفض المواطنين الذين أجروا عمليات التجميل المشاركة» في الفيلم، «على الرغم من أننا لم نشترط إبراز ملامحهم»، الأمر الذي يحول دون التعرف إلى هوياتهم. في المقابل، لم تمانع فتيات خضن تجربة عمليات التجميل من المشاركة، «وقد استغرقت عملية البحث عنهن وقتاً طويلاً». وتابعت أن بعض الإدارات المسؤولة عن أماكن التصوير كانت تستدعي إصدار تصاريح تتطلب وقتاً طويلاً يتعدى مدة التصوير المحددة، والتي لم تتجاوز الثلاثة أسابيع، فضلاً عن صعوبة توفير كاميرات التصوير وأجهزة الحاسب الآلي، لاسيما أنها مشتركة بين جميع طالبات قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في الكلية»، وأضافت «وكنا نواجه باستمرار مشكلة في المواعيد، حيث لم يلتزم بعض المشاركين والمشاركات في الفيلم بتحديد مواعيد دقيقة، وغالباً ما كانت مواعيدهن وليدة اللحظة، ناهيك عن حرارة الجو العالية».
وعن دورها في الفيلم، ذكرت شمسة أنها قامت بتصوير مشاهد الفيلم كاملة، وحرصت فيها على إبراز عمليات التجميل التي قامت بها فتيات وسيدات وتمثلت في تكبير الشفاه، وتجميل الأنف، ورفع الحاجبين، وشد بعض أجزاء الوجه، والتي غالباً ما يسهل التعرف إليها. كما أنها ساعدت مديرة الإنتاج في عملية الإنتاج.
نقلة نوعية
وذكرت مساعدة المصور مديرة الإنتاج، آمنة الطاير، «تطلبت عملية التصوير والإنتاج جهداً كبيراً، لاسيما أن مشاهد التصوير تنوعت ما بين الأماكن والشخصيات، فكان من الضروري تحديد أهميتها للبدء بها»، وأضافت «وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا، إلا أننا استطعنا التغلب عليها عن طريق التنظيم والتنسيق وتحديد الأولويات».
وتتوقع مساعدة المخرج ومصممة غرافيك الفيلم، خلود أهلي، أن يحدث (إعادة تشكيل) نقلة نوعية في الأعمال السينمائية المحلية، لاسيما لجرأته في الطرح، وقدرته على عرض تجارب حية من الصعب الحصول عليها، وطرح آراء المتخصصين إلى جانب الآراء المتباينة للشباب والشابات من مختلف الأعمار وأولياء الأمور كذلك. وقالت «لهذا، يسعى فريق العمل إلى المشاركة بالفيلم في المسابقات والمهرجانات المحلية، وفي مقدمتها مهرجان دبي السينمائي في دورته المقبلة، والمهرجان الخليجي السينمائي في دورته الثالثة، وكذلك المسابقات العالمية، لنبرهن على قدرة المرأة الإماراتية على خوض غمار صناعة الأفلام كما هو حال نظيرها الرجل».
عمليات التجميل
ذكر اختصاصي التجميل الإماراتي، الدكتور علي النميري، خلال مشاركته في فيلم «إعادة تشكيل» أن أكثر العمليات شيوعاً في دولة الإمارات عملية شفط الدهون التي تأتي في المرتبة الأولى، وتليها عملية شفط البطن، وفي المرتبة الثالثة عمليات الصدر وتحديداً تكبير الصدر، وفي المرتبة الرابعة عمليات تجميل الأنف. أما عالمياً، فالعمليات الأكثر شيوعاً هي شفط الدهون، ويليها تكبير الصدر، الذي كانت تحل محله سابقاً عمليات الأنف التي قفزت أخيراً إلى المرتبة الرابعة.
|