«أزياء دبي».. أوبرا ورســـائل سـامية
جمعت أول أيام «احتفالية أزياء دبي 2009» مساء أول من أمس رسائل عديدة مميزة برزت بين عروضها، سواء عبر أغنية أوبرالية بصوت مغنية الأوبرا البريطانية المقيمة في دبي، ستيسي أولموند، أو عبر شاشات عرض ضخمة أظهرت أرقاما وإحصاءات حول النساء المعرضات للاضطهاد بأنواعه المختلفة حول العالم، أو عبر عرض أزياء الأميركية سابرينا بارنيت «تمكين المرأة»، لتتخلل ذلك كله عروض تفاوتت بشدة في جودتها أو تميزها أو تنفيذها، وقد اتخذت مكانها في القاعة الخامسة في مركز دبي التجاري العالمي.
وتعتبر «احتفالية أزياء دبي» من أضخم الأحداث المتعلقة بالأزياء والجمال في موسم الصيف في دبي للسنة الثالثة على التوالي، وعلى الرغم من تغير الأسماء المشاركة على مدى السنوات، حيث كان الحدث يضم ويستضيف أسماء عالمية لدور أزياء عريقة، فذلك لم يغير من التنظيم الجيد للحفل، والزخم الكبير للجمهور الذي لم يجد في نهاية الأمر ما يكفي من المقاعد لحضور الحدث.
ألوان متنوعة
وضم اليوم الأول من الاحتفالية سبعة عروض أزياء، جمعت بين أسماء إماراتية وأخرى آسيوية وأميركية، حيث بدأ الحدث بعرض لدار «سي فاشون غاليري»، وهي الدار التي تجمع مصممي أزياء، تترأسهم المصممة اللبنانية هدى كرم، حيث قدمت الدار نحو 30 تصميماً، تفاوتت في جمالها ومستواها، سواء من خلال التصميم المبتكر أو الجودة في التنفيذ، حيث بدا بعضها غير ناضج، وبعيداً عن أي نوع من الابتكار، بينما بدا بعضها الآخر أنيقاً وقابلاً للطلب والارتداء، من خلال الألوان المميزة، أو القصات المبتكرة، ما قد يعود إلى التفاوت في خبرة وقدرة المصممين الذين تجمعهم الدار.
تنوعت الألوان الداخلة في المجموعة «متعددة المصممين»، وتفاوتت الأفكار، ما جعله عرضاً جامعاً لما تحتوي الدار من جديد لا أكثر، بعيداً عن وجود فكرة جامعة، حيث جمع العرض بين ألوان الصيف من تركواز وفيروزي، وكريمي، وفوشي، وبنفسجي، وماروني، إضافة إلى الأسود، والخامات المطبعة بمختلف الألوان والرسوم الربيعية والهندسية. وتداخلت ألوان سادة في الفستان الواحد، بين شيفون شفاف ملون، يشف عن بطانة حريرية من لون آخر، ما أعطى فكرة التمويه في اللون، وعلى الرغم من تواضع عدد من التصاميم، فذلك لم يمنع من أن تقدم الدار عروساً بيضاء ناصعة مميزة، بفستان من تنورة واسعة ومنتفخة، زينت بكريستالات طولية على طول التنورة، أضيفت عليها تجمعات من الشيفون الأبيض المتجمع بطيات عفوية ثبتت بالكريستال، بينما تميز القالب العاري، بشكله البسيط المزين برسوم كريستالية بيضاء بدت كما لو كانت نقوشاً لنباتات متسلقة.
5 * 5
قد يكون عرضاً واحداً ذلك الذي جمع خمسة مصممين من الإمارات، بينهم مصممتان إماراتيتان، أو أنه كان خمسة عروض، قدم كل منهم خمسة تصاميم فقط مما يميزهم، إلا أن أكثر ما ميز هذه الفترة من الحدث هو السرعة والحماسة في التقديم التي قدم خلالها خمسة مصممي أزياء خمسة تصاميم لكل منهم، والتي بدأت بعرض للمصممين الهنديين المنطلقين من الإمارات سانجيت أناند وروهيت فيرما، والذي قُدمت خلاله تصاميم هندية تقليدية، من تنانير ضيقة مشغولة بالكامل على الطريقة الهندية اليدوية الدقيقة، أو الصدريات المشغولة أو الأخرى المخملية، إضافة إلى الساري المنسدل من الأكتاف، كوشاح شفاف مشغول على الأطراف بألوان تتناسب والتنورة، تتدلى منها شرابات كريستالية مميزة، حيث تداخلت ألوان التصاميم، منها الفضي، والأخضر مع الفضي، والأصفر الذهبي، والوردي مع البرتقالي، والأزرق الصارخ مع المشغولات الفضية.
وكعادتها، لم تتردد المصممة الإماراتية المتخصصة في ملابس المرأة المحجبة العصرية رابية زي في تقديم خمسة تصاميم مميزة من مجموعاتها، والتي تنوعت بين اليومية غير الرسمية، وبين الرسمية المناسبة لعشاء مميز والمناسبة لسهرة أو زفاف، بعدد من الخامات المميزة، ذات الانسيابية الشديدة والثقل، ما يعينها على تنفيذ أفكارها المعتمدة بالشكل الأساسي على فكرة الخرط وتجميع الخامات.
وقدمت في تصميمها الأول سروالاً واسعاً من قماش قطن الـ «فلانيل»، المنسدل بثقل، مع قميص واسع من الحرير الرمادي المتجمع في نهاية الوسط بصدر واسع، إضافة إلى عباءة شيفونية مميزة بدت كفستان أسود مزج مع قماش شيفون أصفر، وحزام فوشي مثبت على الوسط، بينما تتسع العباءة وتتجمع في أماكن أعطت للتصميم أنوثة وغموضاً، لتنهي تصاميمها الخمسة بفستان سهرة من اللون البنفسجي المدخن، من قماش الـ «جرسيه» المطاط، والذي استطاعت أن تستغل انسيابيته الشديدة في تجميعه بكثافة على طول الجزء الخلفي منه، بينما زينت منطقة البطن بتطريزات ومشغولات فضية مميزة على شكل معين خرطت من حوله، والتي بدا التأثير الثلاثيني والعشريني من القرن الماضي واضحاً عليها.
واستطاع المصمم الهندي المنطلق من الإمارات عنبر فيروز أن يتميز بخبرته ودقته الشديدة في التصميم، مقدماً خمسة تصاميم ذات قصة مبتكرة، اعتمد خلالها على القص بطريقة «البياس» المعقدة، ولكن الخلابة في تأثيرها، والتي أعطت لفساتينه انسيابية عالية لا يمكن تحقيقها من خلال القص الاعتيادي للفساتين، مازجاً بين الكحلي والأسود، وبين الأحمر والأسود، وبين اللون البيج اللؤلؤي، أو الـ «شامبين» المنقط بنقط بيضاء متناهية في الصغر، إضافة إلى استخدامه اللون الفوشي الفاقع بقصة منسابة وصدر مخروط.
زهرة محمد المصممة الإماراتية المميزة، والتي ارتدت النجمة باريس هيلتون عباءتها الفستقية في المؤتمر الصحافي الأسبوع الماضي، عبر دار «استوديو 8» قدمت تصاميم مميزة من عباءات وفساتين وجلابية متميزة بألوان مرحة وصارخة، حيث قدمت تصاميم باللون البطيخي، والأصفر الذهبي، والتركواز، والوردي مع الأصفر، عبر فستان بورود ضخمة، والوردي الفاتح.
ومالت المصممة شابانا آصف إلى الفكرة الرائجة لزم وتجميع وخرط الفساتين، وهو ما بدا على أول تصاميمها الفضي بقماش «الجرسيه»، إضافة إلى تقديمها لفستان شديد الرومانسية من حرير الشيفون الأحمر القاني، بحمالة مربوطة على الرقبة وذيل مميز، إضافة إلى تصاميم لم تتميز بالقدر المطلوب.
تمكين المرأة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news