ثاني أيام «أزياء دبي».. 13 عرضاً من العالم
جمع اليوم الثاني من «احتفالية أزياء دبي» مصممي أزياء من مختلف دول العالم، مع تركيز معتاد على الأسماء الآسيوية من الهند وباكستان، ليس فقط في عروض الأزياء، بل أيضا من خلال الوصلات الغنائية التي اجتذبت الجمهور الهندي، الغالب على العروض، بين غناء وتمايل معها.
وانحصر الوجود العربي عموما، والإماراتي خصوصا، في عرض عبايات وشيل واحد فقط لدار أزياء «إم آند أيه» للأختين الإماراتيتين، مدية وأسماء الشيباني . وانطلقت العروض بالمصممتين الهنديتين نجيبة باندور وأنام سوهاي، والأميركية ذات الجذور المصرية مريم حيدري . وتوسطها عرض للماكياج الفانتازي المسرحي من خبراء «إنغلوت» . وجمع الجزء الثاني من العروض المصممة الهندية بسمة أحمد والهنغارية راكي أوروز والهندي رامان فيغ. وجمع الجزء الثالث تصاميم لإفريقيين من «أسبوع أزياء إفريقيا»، إضافة إلى عرض من موريشيوس لليدا أورايلي، وألماني أخير لماركو ماركو.
«غزل»
بعنوان شقي أنثوي، «غزل»، قدمت مصممة الأزياء الهندية المنطلقة من الإمارات نجيبة باندور عرض أزيائها الذي لا يمكن إخفاء الجانب الابتكاري فيه، على الرغم من المبالغة في التزيين الملون بالتور اللماع، والذي أخذ من بساطة التصميم ومتعة التدقيق في تقنية تفصيله وجدّة أفكاره، إلا أنه لا يمكن سوى رؤية التميز المستقبلي لأعمال باندور التي بدأت حياتها المهنية في عالم التصميم في لندن.
«غزل» هي مجموعة ربيع وصيف أخذت فكرتها من أجواء السفر المتنقلة، مقدمة مجموعة من ملابس السفر، أو ذات التأثير المريح للعين والجسد، بينما مالت خطوطها العصرية إلى لمسة أناقة كلاسيكية من أواخر الخمسينات وبداية ستينات القرن الماضي، واستوحت الطبعات على خاماتها من الفن التعبيري، إضافة إلى لمسات بسيطة جدا من المهارة الهندية الحرفية على الخامات.
قدمت باندور 16 تصميما مميزا بين فساتين طويلة وقصيرة، صيفية الإيحاء خفيفة التأثير، وسراويل طويلة وقصيرة، وقمصان، وتنانير، مستخدمة ألوانا صارخة وأخرى هادئة لصيف يلبي ميول الجميع، حيث تفاوتت الألوان بين الهادئة الراكزة من درجات البيج والأبيض الكريمي على قطع كلاسيكية من قمصان مزررة بكسرات على الصدر، أو فساتين صيفية من دون أكمام . إضافة إلى استخدام قماش القطن الخفيف، المطبع بورود وأشكال ذات تأثير هادئ . ولم يمنعها ذلك من عرض قطع صاخبة بألوان صارخة، مثل اللون الفوشي والأخضر الفوسفوري، من خلال سراويل مطاطة من الجرسيه، أو تنانير بأطوال متفاوتة مرحة مغطاة بتور من اللون الأزرق الصارخ.
ألوان سوهاي
نجحت الهندية أنام سوهاي من الجمع الموفق لكل الألوان التي قد تحتمل باليتة واحدة جمعها، حيث استطاعت أن تعزز من فخامة وجمالية الخامات بالمزج الذكي بين الألوان العائدة لخامات مختلفة، بعيدا عن التطريز المبالغ فيه، ما عزز من تميز وقيمة تصاميمها، فبين سراويل شبيهة بسراويل ركوب الخيل، وقمصان ضيقة عارية البطن، أو أخرى طويلة، إضافة إلى ما يسمى «العفريتة» أو الـ «أوفرهول» من المخمل الأسود، المزين بالتطريزات الملونة، والمرايا الهندية التقليدية.
وعلى الرغم من الابتكار الشديد في التصاميم، وجودة تنفيذها، والتطريزات الملونة بين أحجار، وخرز، ومرايا، والقطع الملونة المحاكة، والكرات القماشية الملونة، والتي زينت خامات راقية شديدة الغنى، إلا أن المبالغة في استخدامها للترتر اللماع الذي تدلى من الرقاب والأفخاذ والأحزمة في عدد من التصاميم قلل من قيمتها والجانب الراقي المبتكر منها.
عبايات الشيباني
قدمت الأختان الشيباني عبر دار «إم آند أيه» عبايات مميزة، ذات تنفيذ جيد، من دون الخروج عن السائد والرائج من القصة شديدة الاتساع للعبايات، سواء عبر القصة المعروفة بـ«الفراشة»، أو بأخرى ذات خطوط اعتيادية، ليقدمن 16 عباءة تفاوتت بين البسيطة المناسبة للخروج اليومي، أو العشاء المميز، أو الأخرى المناسبة للسهرات الفخمة، وحفلات الزفاف.
تفاوتت قصات الصدر التي ركزت عليها الأختان، حيث بدا بعضها شبيها بفكرة الجلابية ذات الصدر المزموم بإطار مربع، وأكمام واسعة تضيق عن الرسغ، تزينت سواء بورود ضخمة مزينة بالكريستال، أو بتطريزات متعددة الأشكال . إضافة إلى تقديم عباءات مفتوحة من الأمام، بأكمام ضيقة اعتيادية، تزين بعضها بالجلد الوردي اللماع، وأخرى بالطبعات الذهبية شرقية النقوش، وبعضها الآخر بخطوط متناظرة من الدانتيل، إضافة إلى استخدامهن قماش الجينز في منطقة الصدر والأكمام في الجزء القريب من الرسغ، والتي بدت كقميص بياقة وأزرار وأكمام يظهر من تحت العباءة. إضافة إلى عباءة فخمة شديدة التميز، تتناسب للارتداء في حفلات الزفاف، أو حتى للعروس، والتي تم استخدام الشيفون الأسود المزين بالدانتيل لصنعها، تميزت بارتباط قلنسوة بها، لتغطية الرأس، إلا أن القلنسوة تمتد لتصل إلى تحت الذقن كما لو كانت طرحة مخفية بإغواء للوجه.
خطوط وتنويعات
وفي المقابل، قدمت مريم حيدري تصاميم صيفية راقية، أعطت تأثيرا راقيا وهادئا يتناسب والشابات الناضجات، من سراويل واسعة من قطن الـ«لينين» قصيرة كانت أو طويلة. إضافة إلى قمصان وشبه معاطف من الحرير الهندي الـ«شانتون» بألوان مميزة وقصات مبتكرة تلاعبت فيها المصممة، من خلال تفاوت الأطوال، والجيوب الواسعة المتدلية على الرجل، إضافة إلى فكرة الفستان المربع مستقيم الخطوط.
وفضلت الهندية بسمة أحمد اعتماد الخطوط الهندية التقليدية وتطريزاتها الغنية، عبر مجموعة من تصاميم البنغابي المتطورة، عارية اليد، أو الأخرى المغلقة. إضافة إلى تنويعها في السراويل التي كان بعضها واسعا، كطبيعة سراويل البنغابي الواسعة كالـ«شروال»، والأخرى الضيقة القصيرة والطويلة، والتي تميزت بألوانها المتنوعة وتنفيذها عالي الجودة، إضافة إلى تقديمها فساتين لم تخرج عن فكرة وروح المجموعة. وبالفكرة نفسها، قدم المصمم الهندي رامان فيغ مجموعته المرتكزة على فكرة البنغابي والساري الهندي المطور.
وقدمت المصممة الهنغارية مجموعة فانتازية من تصاميم، بدت كما لو كانت فسيفساء حية من خامات متعددة، صنعت منها تنانير من مربعات ومثلثات ومعينات متفاوتة الألوان والطبعات متراصة بجانب بعضها، محاولة استيحاء مجموعتها من حاجات المنزل، سواء من أغطية أو من فكرة «اللمبة» الليلية التي عادة ما تتزين قبعتها بالرسومات الملونة، مضيفة إلى تصاميمها مجموعة أضواء مخفية تحت التنانير الشفافة التي حولت العارضات إلى شيء أشبه بـ«اللمبة» المزركشة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news