تميزت التصاميم ببذخ كثير واتقان وابتكار. تصوير: ساتيش كومار

«أزياء دبــــي».. 10 عروض يختمها «أماتو كوتور»

بإبداعات طلابية، استهل اليوم الثالث من أيام «احتفالية أزياء دبي 2009» عروضه أول من أمس في القاعة الخامسة من مركز دبي التجاري العالمي، وبتصاميم عالمية المعايير، شديدة البذخ، والإتقان، والابتكار، لشهرزاد من القرن 21 لدار «أماتو كوتور» اختتمت يومها . وبين البداية والختام، ضم الحدث ثمانية عروض أخرى من الهند وبريطانيا، ودوراً أخرى اختارت الإمارات انطلاقة لها. بدأت العروض بتسعة تصاميم لثلاث طالبات من جامعة «بريستون» في عجمان، كان من الواضح تميز تصاميم العباءة فيها أكثر من غيرها، بينما تمكنت المصممة البريطانية ناتاليا دولينكو من إدخال الجمهور في عالم مختلف تماماً، شديد البساطة، والبدائية، بملابس شفافة، زهدت بأي نوع من الزينة مستوحية بساطتها الحادة من حياة التأمل في التيبت، ولتعود بعد ذلك العروض، بألوانها وصخبها والتماعاتها، عبر دار «جيرمان ديزاين» التي قدمت عباءات مزينة برسوم وتطريزات يدوية شرقية بحتة.

استؤنف الجزء الثاني بعرض مختلف نوعاً ما، اختار من الشعر وزينته وألوانه وتسريحاته موضوعاً للعرض، عبر خبراء «فرانك بروفوست»، بينما كانت الورود والمزيد منها الفكرة الأساسية لمجموعة المصممة الهندية سولاكشانا مونغا، بعنوان «وادي الورود»، إضافة إلى عرض للمصممة المنطلقة من الإمارات، لادان يادولهافاند، وآخر لآرشيا خان . وضم الجزء الثالث من العروض، وابتداء من التاسعة مساء بعرض هندي أصيل، للمصمم آصف خان، وآخر للهندية أنيتا دونغري تميز بعصريته وقابلية ارتدائه. وليختتم اليوم بعرض لدار «أماتو كوتور» الإماراتية حاز من خلاله مصمم الدار، فيرن أونيه، على جائزة أفضل مصمم أزياء للعام لأسبوع ميامي للأزياء قبل أشهر ، حيث استطاعت الدار أن تسرق هتاف وتصفيق الجمهور مع ظهور كل فستان.

قدمت طالبات جامعة «بريستون» عباءات بقصات جديدة ومميزة، جمعت بين فكرة الفستان المزين بنطاق عريض يحدد نحول الخصر، وبين أخرى واسعة بطبقات متفاوتة تخفي أجزاء وتظهر أخرى، إضافة إلى فساتين سهرة، ركزت على التور المكشش سهل التثبيت والتشكيل في التصاميم، بينما استخدم الحرير والشيفون في تصميم العباءات التي تفاوتت بين الضيقة عند الخصر، والأخرى الواسعة غير واضحة المعالم، مستخدمين تطريزات ذهبية وأخرى فضية، إضافة إلى تزيين بعض آخر بالترتر المنثر بطريقة بسيطة ومميزة.

غطاء الروح

من مرتفعات وجبال التيبت، وبتأملات روحانية، جلبت البريطانية دولينكو مجموعتها البسيطة التي لم تتكون سوى من طبقات شيفون خفيف، أظهر من الجسد أكثر مما أخفى، كرسالة منها بأن «الجسد هو الغطاء المادي للروح»، وبألوان هادئة وقصات متجمعة على منطقة الظهر والجوانب فضلت الاكتفاء، مستخدمة ألوانا، مثل البني والبطيخي الفاتح والليلكي الفاتح والداكن، والوردي، والأحمر الماروني، والسماوي الصافي، والزيتي بدرجتيه الفاتحة والداكنة، إضافة إلى العسلي، مفضلة عدم الابتعاد عن قماش الشيفون الشفاف الخفيف. وجمعت دار «جيرمان ديزاين» تصاميم مختلفة، بين عباءات شرقية اللمسات، وفساتين سهرة صاخبة قد لا تتناسب وأذواق الجميع، سواء من خلال الاستخدام المسرف للتور المكشكش اللماع، أو اختيار قصات قد تكون مكررة للأغلبية، على الرغم من وجود عدد محدود من التصاميم الجيدة، إضافة إلى استخدام طبعة الـ«شماغ» في صنع فساتين سهرة، يصعب ارتداؤها في الواقع، خصوصاً أن إدخال طبعة الشماغ في التصاميم تُعد فكرة قديمة، قل رواجها منذ أكثر من موسمين. ولم يمنع ذلك التميز في العباءات المقدمة، والتي استخدمت فيها فكرة التطريز اليدوي الذهبي، والزينة المكونة من دراهم ذهبية تزين صدر العباءة وأكمامها، إضافة إلى الشيلة، كما استخدمت الدار الترتر الأسود لتزيين عباءات أخرى، إضافة إلى استخدام فكرة «البشت» الرجالي، بتطريزاته اليدوية الذهبية العريضة على الحواشي والأكمام.

حديقة لماعة

بفساتين قصيرة مشغولة بالكامل من الترتر الفضي اللامع والآخر المطفي والترتر الأسود، بدأت أنيتا دونغري مجموعتها التي تزينت بلوحات طبيعية مميزة من حدائق زهور، وأخرى مزينة بالطيور، بدت شديدة التميز والرقي، لتمزج بعناية بين الفساتين القصيرة والطويلة المميزة وبين تصاميم الساري المشغولة، إضافة إلى استخدامها فكرة البنجابي المتطور، بسراويل «سندبادية» مزينة بمشغولات ذهبية على الكاحل، وقمصان مطرزة يدوية بفتحات مغوية.

إضافة إلى الفساتين والتصاميم الهندية المشغولة يدوياً، قدمت دونغري فساتين صيفية طويلة من الشيفون والقطن والحرير الخفيف، المطبع أو المطرز بالكامل بزهور منثورة ومنتشرة على كامل الفستان، تزينها حمالات مشغولة.

شهرزاد عصرية

من ألوان حرير غنية، وشرابات متراقصة على الجسد، وخامات مطرزة بطيور وزهور حالمة، استطاعت دار أزياء «أماتو كوتور»، أن تختتم اليوم الثالث من «أزياء دبي»، بهتاف وتصفيق لم يتوقف منذ الظهور الأول لأول تصميم، وهي المجموعة التي كانت أقرب لشهرزاد عصرية، بخطوط ولمسات شرقية بحتة، وقصات متطرفة أحياناً، وشديدة الرومانسية أحياناً أخرى، بلمسات شرقية واضحة ومثيرة، لـ 32 فستاناً.

لعل المزج غير المسبوق للألوان أكثر ما يميز تصاميم دار «أماتو» عادة، وهو ما ظهر جلياً في المجموعة التي مزجت بين الوردي الفاتح والبني الترابي، وبين البنفسجي الأقرب إلى الفوشي، مع الفيروزي، ومع الأحمر الناري، والفيروزي مع الأصفر الفاقع، وبين البطيخي المتورد والكريستال الأبيض، والفوشي الأقرب إلى البنفسجي مع البرتقالي الفاتح، والبرتقالي الفاقع مع البني الترابي، وهذا الأخير مع الأزرق الصارخ، ومع الوردي أيضاً، والزيتوني مع البني، والأخضر مع البنفسجي، والأزرق مع البرتقالي الداكن، ومع الفضي، ومع الأحمر، والأسود مع درجات الوردي.

وعلى الرغم من ميل الدار الشديد والمعتاد لاستخدام قماش التور، بخفة وزنه، ومواصفاته المطاوعة، المحققة للثبات أحيانا والتموج المرح أحياناً أخرى، بلمسة مغوية تحققها شفافيته الشديدة، استخدمت الدار خامات أخرى من الحرير والدانتيل والساتان، إضافة إلى قماش شفاف كان أقرب إلى الأورغانزا من الشيفون، استخدم قاعدة لتطريزات لرسوم نباتية زينتها طيور إثنية، اتخذت مكانها على تنانير التور أيضاً، بانتفاخها الشديد، والراقي.

وعلى الرغم من تركيز المجموعة على فساتين السهرة الراقية، والتي تنوعت بين قصيرة وطويلة، وبين واسعة منفوشة ابتداء من الخصر، أو ضيقة بالكامل، أو تلك بقصة الحورية، أو التي انتفخت قليلاً عند منطقة الأرداف بكسرات كلاسيكية أشبه بتصاميم أدوري هيبورن، لتضيق مرة أخرى، فذلك لم يمنع المصمم من تقديم تصاميم فخمة التنفيذ والتزيين، لأرواب كانت أشبه بفكرة القفطان الخفيف المخفي بخجل ما تحته، أو فكرة الشروال الحريري الواسع بالكامل، ما عدا منطقة الكاحل وما فوقها قليلاً، والتي تنوعت بين اللون البني الداكن المحمر، بجذع يزين بشرابات أخفت تطريزات فضية تحتها ثبتت بزنار مشغول من القصب والأحجار الفضية التي جعلته أشبه بحزام يماني فضي عتيق، تدلت منه حبال من ظفائر حريرية، إضافة إلى آخر من اللون الأزرق الصارخ، تدلى منه حزام مظفور مزين بدوائر مشغولة الأحجار أشبه بمشابك متراصة تزينت نهاياتها بشرابات ضخمة، بينما يكون الجذع من قالب مكشوف الصدر والكتف ضيقة، من الكريستال الأبيض والأحمر والأزرق.

الأكثر مشاركة