ختام «أزياء دبي».. خيول وعارضات جائعات
اختتمت احتفالية «أزياء دبي 2009» أول من أمس، بمجموعة متنوعة من عروض الأزياء التي استضافت مصمميها من دول عدة، وهو الحدث الذي جمع خلال أربعة أيام 36 عرضاً للأزياء لأكثر من هذا العدد من المصممين. وتخلل الحدث، وقبيل عرض الأزياء الختامي، تقديم جائزة أفضل مصمم شاب لمصممة الأزياء البريطانية آنا أونغر، بأزيائها المستوحاة من الخيول.
وضم اليوم الختامي للاحتفالية في مركز دبي التجاري العالمي تسعة عروض تميزت بتنوعها الشديد، واختلاف ميولها وأمزجتها، والدول القادمة منها، مع تفاوت شديد في القدرة الإبداعية وجودة التنفيذ التي تميزت بشدة في عروض معينة، بينما تواضع مستواها في أخرى، وهو ما بدأت العروض به، من خلال عرض لمجموعة «أسود» للدار الجنوب إفريقية «نبيلة كوتور»، لتقدم بعد ذلك أونغر إبداعاتها التي لم تمنعها من عرض آخر تصاميمها مع بقية العارضات، ليبدأ عرض الهندية براتيما باندي التي قدمته بعارضات مترنحات جوعاً، وتصاميم بدت أنيقة، أو رثة، بحسب مزاج من ترتديه.
جمع الجزء الثاني من العروض تصاميم مغربية للمصممة حنان ماغو من بريطانيا، وجلابيات كالفساتين بطبعاتها غير المسبوقة للإماراتية مريم المزروع، وأخرى فانتازية متطرفة للفلبيني روكي غاثيركول، والهولندية لاريسا كاتز، بينما كان الجمهور على موعد مع المصممة الصربية فيريكا راكوشيفيك والهندي جي.جي. فالايا.
ولم ترقَ مجموعة «أسود» لدار «نبيلة كوتور» إلى المستوى المطلوب، من النواحي التقنية والتنفيذية والابتكارية، حيث قدمت تصاميم اعتمد اللون الأسود في إعدادها، على الرغم من اختيارها ألوانا أخرى تختفي تحت الشيفون الأسود الشفاف، كما لو كان للأسود أمزجة متعددة، يمكن أن يتحول ويتكيف بحسب صاحبه.
ابتكار وإبداع
لا يمكن وصف مجموعة المصممة البريطانية آنا أونغر سوى بأنها مبتكرة ومبدعة، سواء من خلال الطريقة البسيطة والذكية التي استوحت بها الخيول فكرة لمجموعتها، أو بطريقة التنفيذ الفذة التي تجعلها تستحق الحصول على جائزة «أفضل مصمم شاب». فبالخيول، ومن الخيول قدمت مجموعتها، سواء برسوماتها اليدوية على الحرائر، أو بتسريحات العارضات اللاتي تزين جباههن غرة منسدلة، كما لو كانت الواحدة منهن فرساً جامحة تتهادى وتختال أمام جمهور مبهور.
ولم تجمح أونغر في استخدام الخامات، حيث فضلت التركيز الرئيس على الحرير المرسوم يدوياً، مع استخدام مقنن ومحدود للحرير الهندي الـ«شانتون»، والكريب، والأورغانزا، وقماش الترتر، مقدمة بذلك مجموعة فساتين طويلة، أو شديدة القصر، الضيقة المظهرة لتفاصيل جسد المرأة بانحناءاته الشبيهة بإغوائها الفرس الأصيلة، أو الواسعة المنتفخة الشبيهة بغيمة ملونة، أو المزينة بذيول طويلة حريرية تخرج من الكتف، بدت خلالها العارضة كفرس تجري، بينما ركزت على إعادة إحياء الأكمام الثمانينية منتفخة الأكتاف بهدف تقريب فساتينها من خطوط جسم الفرس قدر الإمكان.
ولم تخرج أونغر عن الألوان الهادئة المريحة بين البيج الكريمي، برسمات وضربات رملية وبنية لرؤوس خيول على حريرها، بينما أدخلت المصممة ضربات من اللون الوردي الفاتح على هذه الرسوم، لتنتقل تدريجياً إلى فساتين حريرية كاملة من اللون الوردي، منتقلة بعد ذلك إلى الوردي الفوسفوري، والفوشي الفاقع والمعروف بـ«وردي باربي»، إضافة إلى الفوشي المزين بالترتر.
جوع وتيه
بمجموعة من العارضات المترنحات وسيقان متسخة، وعلى أنغام حزينة لأغنية هندية، بدأت المصممة الهندية براتيما باندي عرضها الذي جمع بين بساطة التصاميم بأقمشتها ذات الطبعات القطنية ذات الألوان والطبعات الإثنية، وبين المعاني العديدة التي يمكن أن يخرج بها المشاهد من العرض، بين تيه وضياع وترنح، بسبب جوع فعلي لفتاة كانت يوماً ما مليئة بالأمل، أو أخرى تتخذ من الشوارع مسكنها، وبين جوع رمزي إلى الحب. بمجموعة ألوان متعددة بين الماروني، والفستقي، والأخضر، والزمردي، والذهبي، والأسود، والرمادي، والبنفسجي، والأحمر، والبرتقالي، والأزرق، والبني، إضافة إلى طبعات كان الأبيض والذهبي السائدين فيها. تميزت مجموعة باندي بالقدرة على التنويع الشديد في القصات والتفاصيل، حيث قدمت تنانير قصير، وسترات راقية على الرغم من بساطتها، وفساتين صيفية بسيطة، عبر مجموعة بدت خفيفة ومريحة.
وفي المقابل، قدمت دار «مس ماغو» للبريطانية مغربية الأصول حنان ماغو مجموعة من الأثواب المغربية المطورة، تركزت على فكرة القفطان المغربي بتطريزاته اليدوية المميزة، مقدمة أثوابا تنوعت بين المناسبة لسهرة، أو عزائم منزلية مميزة، وبين الأخرى المناسبة للراحة المنزلية، أو المناسبة للشاطئ، والتي يمكن تغطية ملابس السباحة بها، بأطوال متفاوتة بين شديدة القصر والشفاف بفتحات جانبي الساقين العالية، وبين القصيرة المظهرة للركبة، أو الكاحل، أو الطويلة الاعتيادية من قفطان وجلابية تحتها.
كعادتها، قدمت الإماراتية مريم المزروع مجموعة مجنونة بطبعاتها، مميزة بقصاتها وألوانها العديدة بين طبعات نباتية، ومنقطة، وتجريدية، وهندسية، قد يصعب تجميعها في مكان واحد، إلا أن المزروع استطاعت وبذكاء تحقيق ذلك، من خلال مجموعتها التي خرجت هذه المرة عن الجلابيات والفساتين، وأدخلت فيها المعاطف ذات الطبعات والتطريزات المكسيكية، والغجرية، والأخرى الحريرية التي تمتزج مع أجزاء من الخامات السادة، إضافة إلى فساتين السهرة التي لم تخرج عن فكرة الطبعات والصغيرة والكبيرة بمناديل تزين الكتف والظهر والخصر.
وبقرون شيطانية وقوالب معدنية وفساتين متطرفة الأفكار، قدم روكي غاثيركول مجموعته متقنة التنفيذ، والتي بدت أشبه بفساتين لمسرحية استعراضية، وهو العرض الذي أراد المصمم من خلاله إثبات قدراته ومهاراته، والمدى الذي يمكن أن يصل إليه تصميم الفستان، حيث تركزت تصاميمه على فكرة القوالب المعدنية التي تنتهي عند الصدر بنهايات طويلة، تتحول إلى إطار واسع لوجه العارضة، أو ياقة معدنية عالية جداً تتدلى منها حبال عديدة، أو قرون حمراء لامعة، أو مجموعة كثيفة وضخمة من الريش الأصفر، أو التي تتدلى منها مناديل أشبه بأعشاب بحرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news