هدف المحمية حماية الحيوانات البرية من أضرار التطور العمراني.                       تصوير: مصطفى قاسمي

«محمية المرموم».. ملاذ لحيوانات مهدّدة بالانقراض

قال مدير محمية المرموم في دبي، جابر المطيوعي، إن «فريق عمل المحمية التي تقع في قلب صحراء دبي تمكن خلال العامين الماضيين من نقل 14 ألف حيوان بري من الزواحف والثدييات من مواقع المشروعات الكبيرة في دبي، قبل البدء في أعمالها الإنشائية التي تشكل خطراً حقيقياً على حياتها، إلى محمية المرموم التي تعتبر ملاذاً آمناً لجميع الحيوانات البرية»، مشيراً إلى أن هدف المحمية الرئيس حماية الحيوانات البرية من الأضرار الناجمة عن التطور العمراني الهائل في دبي، والذي بات يهدد بقاءها ويعرضها للانقراض.

وقال المطيوعي لـ«الإمارات اليوم» إن فريق عمل المحمية، بالتعاون مع الجهات المختصة، نجح في تأمين عملية نقل حيوانات كانت حياتها مهددة ومعرضة للانقراض، مثل الأرانب البرية ومجموعة متنوعة من الزواحف، لافتاً إلى أن آلية عملية النقل والمدة التي تتطلبها «تتم عن طريق فريق عمل متخصص في كيفية التعامل مع الحيوانات البرية على اختلاف أنواعها وأشكالها، سواء كانت من الزواحف أو الثدييات، باستخدام مجموعة من الأدوات الخاصة، وتتطلب ساعات من العمل الشاق، لاسيما في ظل الظروف الجوية المتقلبة».

تشخيص شامل

ونوّه مدير محمية المرموم بأنه قبل رحلة نقل الحيوانات إلى المحمية التي لا تستغرق أكثر من 24 ساعة من التقاطها، يتم التأكد من سلامة صحتها، حيث تخضع لعملية تشخيص شامل .

وفي حال تبين إصابتها أو مرضها، يتم علاجها على الفور قبل إرسالها إلى المحمية، حسب المطيوعي الذي أضاف «مازلنا نقوم بعمليات نقل الحيوانات البرية المختلفة من المشروعات الكبيرة، قبل البدء في عملياتها الإنشائية، ولا تنتهي مسؤوليتنا بمجرد نقل الحيوانات إلى المحمية، بل نواصل متابعتها بشكلٍ دوري».

وعن الصعوبات التي يواجهها فريق عمل محمية المرموم في عمليات النقل، أوضح أن عوائق يواجهها فريق العمل في أثناء عمليات النقل في ساعات العمل الطويلة، إلى جانب تقلب الظروف الجوية بين الفينة والأخرى، وإمكانية تعرضهم للحوادث المختلفة، لذا يتوجب الحرص والدقة والحذر في عمليات النقل إلى جانب الخبرة.

ولا تقتصر عمليات النقل التي يقوم بها فريق عمل المحمية على الحيوانات البرية في مواقع المشروعات الكبيرة فحسب، بل تتعداها إلى المناطق المختلفة في صحراء دبي التي وصلت إلى آلاف المواقع، بهدف الحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.

وقال المطيوعي «نحرص على العمل على تكاثر الحيوانات، فضلاً عن رغبتنا في تحقيق التوازن البيئي المطلوب، ولتحقيق ذلك، يتم اختيار الحيوانات التي يتم نقلها إلى داخل المحمية بعناية فائقة، فمن غير الممكن وضع جميع الإناث من المها مثلاً داخل المحمية والذكور خارجها، وكذلك الحال بالنسبة لبقية الحيوانات».

رصيد نجاحات

وأشاد بنجاحات فريق عمل المحمية، موضحاً أن من أبرزها، إلى جانب عملية الحفاظ على حماية آلاف الحيوانات، «صيد ذئب بري كان يُشكل خطراً حقيقياً على سكان جزر جميرا قبل ثلاث سنوات، ولم يتم التوصل إلى فصيلته، وتم نقله إلى المحمية، إلى جانب صيد القط البري (جوردن كات) قبل ثلاث سنوات كذلك، وتم إرسال حمضه النووي إلى بريطانيا، وأثبتت التحاليل أنه من فصيلة نادرة وأصلية، وأهدته المحمية إلى حديقة الحيوانات في دبي».

وأضاف «كما نجح فريق عمل المحمية في اصطياد ثلاثة من أندر أنواع القوارض (الفئران) في الدولة وتُسمى (الجرذي)، وتمت مشاهدتها آخر مرة في صحراء دبي عام 1985 ،وقد أسهم طائر البوم الذي يتغذى عليها، وزيادة عدد الحيوانات البرية من الجمال والأغنام التي قامت بأكل شجر (الرمث)، التي تعيش أسفلها (الجرذي) وتتغذى عليها في اختفائها»، إلى جانب عمل الفريق على الحفاظ على عشرات الأنواع من الحيوانات البرية من الثدييات والزواحف».

وأكد المطيوعي أن محمية المرموم تعتبر ملاذاً آمناً لجميع الحيوانات البرية من الزواحف والثدييات على حدٍ سواء، في صحراء دبي قاطبةً، حيث يقع على عاتقها مسؤولية حمايتها، فتقوم بتوفير الحماية لبعضها داخل سياج المحمية، ويشرف عليها عمال مختصون، والبعض الآخر خارجها. كما قامت بتوفير 55 محطة لأكلها وشربها يشرف عليها عمال مختصون كذلك، وتقوم دوريات متخصصة بجولات في النهار والليل للاطمئنان على سلامة الحيوانات البرية خارج المحمية».

تكاثر مستمر

قال مدير محمية المرموم في دبي جابر المطيوعي «يصعب إحصاء الحيوانات الموجودة داخل المحمية على وجه الدقة، لكثرة عددها وتكاثرها باستمرار»، مشيراً إلى أنها تتنوع ما بين الثدييات، وفي مقدمتها المها، والريم (الغزال الأبيض)، والدماني (الغزال الأحمر)، والأرانب، وكذلك الكلاب العربية من النوع السلوقي الأبيض، والصقور التي حصدت مراكز أولى في بطولة فزاع لصيد الصقور، إلى جانب 10 أنواع تقريباً من الزواحف السامة وغير السامة، ومنها الضب، والسحالي، (الورور)، و(بونفخ).

الأكثر مشاركة