استبيان: ثقة الإماراتية بقدرتها على القيادة ضعيفة
على خلاف توقعات كثيرة سائدة، كشف «الاستبيان العالمي حول الصفات القيادية ومدى توافرها في القيادي الناجح» عن «قلة ثقة المرأة الإماراتية بقدرتها على القيادة، في حين تملك الثقة بقيادة الرجل الذي ترى أنه يملك صفات القيادي الناجح»، وأظهر الاستبيان الذي طُبق في 10 دول أوروبية وآسيوية، وأجرته في الإمارات أخيراً أربع خريجات بشهادة البكالوريوس في المحاسبة في جامعة زايد لمشروع تخرجهن، أظهر أن «الرجل يملك الثقة بقدرة نساء كثيرات على القيادة، بينما لا يرى توافر صفات القيادة في مديرين رجال، في الوقت الذي ترى المرأة توافرها فيهم».
والخريجات اللائي أنجزن الاستبيان هن علياء العتيق، وشمسة عبدالله، ونورة المنصوري، وعلياء الشامسي، وقلن لـ«الإمارات اليوم» إن «الإمارات تعد أول دولة عربية يطبق فيها الاستبيان». وأشرن إلى أنهن أجرينه على 160 موظفاً وموظفة من المواطنين في مختلف المؤسسات والدوائر في الدولة، بهدف التعرف إلى قناعاتهم حول طبيعة القيادة الناشئة في الإمارات، ومدى توافر الصفات القيادية فيها وأثبتت جدارتها وقدرتها على تحقيق النجاحات والإنجازات، ومقارنة أوجه الشبه والاختلاف في ما بين الرجل والمرأة، نظراً إلى أهمية الدور الذي تلعبه القيادة في نجاح الدول». وأضافت الخريجات أن «الاستبيان نجح في حصد جائزة أفضل مشروع تخرج على مستوى جامعة زايد في العام الجاري».
نتائج
وأوضحت الخريجات أن الاستبيان انتهى إلى نتائج عن المرأة والرجل في مجال القيادة، خالفت توقعات كثيرة سائدة، بعد أن وزعنه على 160 موظفا وموظفة في مختلف المؤسسات والدوائر في الدولة، الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، وتفاوتت أعمار المستطلَعين بين 20 و60 سنة».
تفوق
|
وذكرن أن في مقدمة النتائج التي فاجأتهن «قلة ثقة المرأة الإماراتية بقدرتها على القيادة والدور الذي تلعبه فيها، في حين تملك الثقة بقيادة الرجل الذي ترى أنه يملك صفات القيادي الناجح»، وتابعن «وفي المقابل، يملك الرجل الثقة الكبيرة بقدرة المرأة على القيادة التي يرى أنها تملك صفاتها، وبالدور الذي تلعبه فيها، في حين لا يرى توافر صفات القيادة في مديريه من الرجال، وفي الوقت الذي ترى المرأة توافرها فيهم».
ونوهت الخريجات بأنه على الرغم من تلك النتائج لا يجوز تعميمها، إذ استهدف الاستبيان شريحة من 160 موظفا وموظفة فقط، في حين توجد نماذج ناجحة من القياديين والقياديات.
وقالت الخريجات عن سبب اختيار تطبيق الاستبيان لمشروع تخرجهن «دافعنا الأساسي لإجراء الاستبيان أن تكون الإمارات أول دولة عربية يطبق فيها بعد أن تم تطبيقه في 10 دول أوروبية وآسيوية منها أميركا، وكندا، والسويد، وسنغافورة، وأستراليا، واليابان، وكوريا، والمكسيك، ونيوزيلندا». وأكملن «ومن أهم الدوافع أيضا التعرف إلى تصورات الإماراتيين حول طبيعة القيادة الناشئة في الدولة، التي أثبتت جدارتها وقدرتها على تحقيق النجاحات والإنجازات التي لا تقل كفاءةً عن عناصر القيادة التي تنتمي إلى شرائح عمرية أعلى، فضلاً عن أهمية الدور الذي تلعبه القيادة في نجاح الحكومات».
مراحل
وعن مراحل العمل في الاستبيان، ذكرت الخريجات أنها «استغرقت نحو ستة أشهر من الجهد، حيث كانت مراحل العمل متعددة، بداية من الإعداد ومروراً بالتوزيع، وصولاً إلى تحليل النتائج التي تمخض عنها الاستبيان»، مشيرات إلى أن مراجعه الأجنبية احتاجت إلى وقت طويل. وأوضحن أنهن عمدن إلى استخدام اللغة العربية إلى جانب الانجليزية، لغة دراستهن التي قد لا يجيدها بعضهم، ويواجه صعوبة في فهم بعض مصطلحاتها لاسيما الإدارية التي اعتمد الاستبيان عليها. وتابعن «ارتأينا استهداف مجموعة مختلفة من الموظفين والموظفات في مؤسسات ودوائر مختلفة للتعرف إلى قناعاتهن حول القيادي الناجح والصفات التي يجب توافرها فيه، فقمنا بتوزيع الاستبيان في 25 مؤسسة ودائرة مختلفة».
وضم الاستبيان العالمي حول الصفات القيادية الذي قمن بتطبيقه أربع مراحل أساسية، تشمل الأولى اختيار 10 صفات يرغب الموظف أو الموظفة في أن تتوافر في قائده. وفي المرحلة الثانية، يتم اختيار أهم خمس صفات منها، ومن ثم مقارنة مدى توافرها في القائد. وضمت المرحلة الثالثة ـ حسب الخريجات ـ 11 سؤالاً تتعلق بالمرأة والقيادة والتصورات التي تتعلق بها، والتي جاءت نتائجها على خلاف التوقعات. وفي المرحلة الرابعة والأخيرة، يتم اختيار الصفات التي يرى الموظف أو الموظفة أنهما يمتلكانها، والتي تم اختيارها في الغالب من دون إدراك لمعانيها ودورها جيداً.
وقالت الخريجات «لم نكتف في مشروع تخرجنا بالاستبيان فقط، بل عمدنا إلى إجراء مقابلات مع 12 مديراً ومديرة حول تصوراتهم وآرائهم حول المرأة القيادية، ومقارنة أوجه الشبه والاختلاف في ما بينهم كذلك، إلى جانب تسليط الضوء على المرأة القيادية الإماراتية التي اقتحمت شتى المجالات، وأثبتت إمكاناتها وقدرتها على تحقيق النجاحات والإنجازات، ودور الجمعيات النسائية في اكتشاف مهارات ومواهب المرأة الإماراتية والعمل على صقلها ودعمها، للولوج بها مستقبلاً إلى ميادين القيادة»، مشيرات إلى استخدامهن مجموعة من البرامج لعرض نتائج الاستبيان المختلفة منها (إس بي إس إس)، وبرنامجا (إكسل) و(فوتوشوب).
صعوبات
وقالت الخريجات عن صعوبات واجهنها، إن أهمها تمثل في «عدم توافر المراجع المتعلقة بالاستبيان باللغة العربية، فمراجعه تتوافر بالإنجليزية فقط، فضلاً عن الحاجة إلى ترجمة الاستبيان والمواد التي ضمها المشروع إلى اللغة العربية التي استخدمت إلى جانب اللغة الإنجليزية»، معتبرات أن أبرز العوائق التي صادفنها في الاستبيان أيضاً «صعوبة التعامل مع مجموعة مختلفة من الموظفين والموظفات من مؤسسات ودوائر كثيرة، يختلفون في معتقداتهم وأفكارهم، حيث رفض أغلبهم ذكر اسمه وعمره، الأمر الذي يخالف متطلبات الاستبيان الأساسية، كما أن بعضهم حرص على المشاركة في الاستبيان بسرية تامة خوفاً من مديريه، في حين قام آخرون بالإجابة عن الاستبيان من دون فهم مفرداته بشكلٍ وافٍ، واختيار أكثر من الصفات المحددة لهم، ما اضطر الخريجات إلى استبعادها وإعادتها من جديد».