جدل ماليزي حول اليوغا
تركز سيدة الأعمال الماليزية دليلة «49 عاماً» على وضع المحارب قبل أن تتحول ببطء إلى المثلث وهو وضع آخر لليوغا للمساعدة على حفظ التوازن. وتقول «إنه يريحني. إنني اعرف ما هو مفيد بالنسبة لي وما ليس كذلك» بيد أن السلطات الدينية في بلادها لها رأي مختلف. حيث اصدر المجلس الوطني للفتوى في ماليزيا فتوى بتحريم اليوغا وحظر على المسلمين ممارستها. وقال المجلس في فتواه إن «اليوغا تتضمن عناصر كثيرة من العقيدة الهندوسية قد تضعف ايمان المسلمين والفتوى غير ملزمة لكن المسلم المتدين الورع عادة ما يلتزم بمثل هذه الفتاوى». ويشكل المسلمون نحو 60٪ من سكان ماليزيا البالغ عددهم 25 مليون نسمة. وبحسب منطوق الدستور فإن كل مواطن من عرق الملايو هو مسلم بالتعريف، والماليزيون من أصول هندية أو صينية هم فقط الذين يمكنهم أن يختاروا دينهم بحرية.
لكن دليلة التي شبت مسلمة وتمارس اليوغا منذ خمس سنوات لا تكترث، وهي لا تعتبر اليوغا نشاطاً دينياً، وتقول «لكن حتى لو كانت كذلك فإنني لابد أن اعتنق شيئاً يعلمنا الحب واحترام جسدنا». وقد افتتحت معلمتها نيني احمد (27 عاماً) وهي لاعبة يوغا ومسلمة لتوها الصالة الخاصة بها لممارسة اليوغا - بيوغا- في احد مراكز التسوق الأنيقة في كوالالمبور. وبعد ممارسة بعض تمارين المد على حاشية أمام مرآة بطول الحائط تأخذ لاعبة اليوغا بسلام وضعاً جديداً. وهي ترى أنه لا يوجد تعارض بين اليوغا والاسلام. وتقول «10 سنوات من ممارسة اليوغا جعلتني مسلمة أكثر تعمقاً في دينها. اكتشفت ما يمكن أن يفعله الجسد والعقل معاً لقد جعلتني أقدر جسدي أكثر».
ويقول رئيس مجلس الفتوى عبدالشكور حسين إن «اليوغا تمزج بين الممارسة البدنية والعناصر الدينية والترانيم والعبادة بغرض تحقيق سلام داخلي وهكذا يكون المرء مع الإله في خاتمة المطاف»، ليس بالضرورة ان يمارس المسلم اليوغا ليسترخي، بل يمكنه أن يصل إلى تلك الحالة بالصلاة على حد قول مجلس الفتوى. أما بالنسبة لمدرسي اليوغا من غير المسلمين فالجدل برمتـه غير مـفهوم مـن أساسـه.
يقول هو الذي يدير صالة لليوغا منذ اربع سنوات «القضية أثيرت على نحو مفاجئ. فصولنا إنما هي للياقة البدنية»، وقال إن ترتيل الترانيم هو بالنسبة له لا يعدو صوت ذبذبات تطهر الجسد.
ويشكل الماليزيون من أصول هندية وصينية 90٪ من ممارسي اليوغا في ماليزيا، وليس هناك ما يدل على أن المسلمين الذين يمارسون اليوغا قد تخلوا عن إيمانهم. لكن دليلة تقول إنها تعرف أن بعض المسلمين تخلوا عن الجوانب «التأملية» في اليوغا بعد الفتوى. لكن معلمي اليوغا على قناعة بأن شعبيتها ستنمو اكثر. وتعتقد نيني ان الجدل برمته فعل شيئاً واحداً وهو أنه زاد الاهتمام باليوغا بين المسلمين في ماليزيا وأن سوقاً ضخمة ربما تفتح قريباً. وتذهب دليلة الى فصول تعليم اليوغا الخاصة بها مرتين الى ثلاث مرات أسبوعباً. وتقول «إنني أؤمن بالحس العام وأتبع ضميري».