العين الاصطناعية حركتها تشبه حركة العين الطبيعية. تصوير: زافيير ويلسون

عيــن اصطناعية مطابقة للعين الطبيعية

تعتبر العين الاصطناعية الحل التجميلي الأمثل للذين فقدوا إحدى عينيهم، لأسباب طبية أو في حادث معين. وفي الواقع يتعرض الأشخاص الذين يفقدون البصر والعين في آن إلى ضرر نفسي كبير نتيجة خسارة هذا العضو المهم. لكن تعتبر العين الاصطناعية الوسيلة التي تخفف عنهم وطأة الضرر النفسي. وكانت تصنع العيون الاصطناعية في السابق من الزجاج، فيما اليوم أصبحت تصنع من الاكليريك، ولكن المميز مع العيون الاصطناعية التي يصنعها بول غيلين في مستشفى مورفيلد للعيون، هي أنها مطابقة للعين الطبيعية تماماً في الحجم واللون لأنه يرسمها أمام المريض، وهذا ما يمنح المرء مظهراً طبيعياً تماماً، لاسيما ان حركة هذه العين تشبه إلى حد كبير حركة العين الطبيعية.

 

محاذير

يمكن للأشخاص الذين يضعون العين الاصطناعية ممارسة الحياة الطبيعية ولكن مع بعض الاحتياطات أو الانتباه لبعض الأمور التي شرحها لنا بول غيلين الذي يقوم بصنع العين، حيث لفت الى أن «السباحة من الأمور التي يمكن للمرء ممارستها من دون خوف». لكن لفت غيلين الى أن «الشخص الذي يرى بعين واحدة لا يمكنه أن يحكم على المسافات بشكل جيد، كما لو انه يرى بشكل طبيعي في كلتا عينيه، ولهذا غالباً ما أقدم بعض النصائح في القيادة، حيث أنصحهم بالاستعانة بمرآة كبيرة، أو حتى بكاميرات خلفية تساعد على رجوع الفرد إلى الوراء». أما الرياضة، فبحسب غيلين، «فبعضها يشكل تحدياً لهؤلاء الاشخاص كالتنس وكرة اليد في مقابل أنواع أخرى لا تشكل أدنى تحدٍ لهم».



وقال طبيب العيون الدكتور أندريه شيشو، إن «العيون هي الكاميرات التي تصور لنا الأشياء من حولنا، وبالتالي ان أخذ قرار نزعها واستبدالها بعين اصطناعية أمر لا يمكن ان يتقبله المرء بسهولة، لأن هذا العضو مختلف تماماً عن أعضاء الجسم الأخرى». ونوه شيشو بأهمية النظر في الأسباب التي تؤدي إلى هذا القرار، وكذلك إلى تحديد طبيعة الإزالة، «إذ إنه من الممكن إزالة كرة العين كاملة، أو فقط إجراء جراحة ووضع العين الاصطناعية فوق كرة العين الطبيعية». وقد أوضح شيشو الحالات التي يتخذ فيها الطبيب هذا القرار، «فأول الأسباب هو مرض الصدمة، ثم وجود جروح داخل العين، لاسيما عندما يكون الجرح في كرة العين كبيراً، لأن العينين موصولتان، وبالتالي ننصح بأن ننزع العين قبل ان ينتقل تأثير الجرح إلى العين الأخرى». أما الحالات الأخرى والنادرة، فهي كما حددها شيشو، «الاحمرار المؤلم والناتج عن التهابات مزمنة، أو في حال كان من غير الممكن السيطرة على ضغط العين».

نوعان للجراحة

وقد لفت شيشو، إلى أن «المريض الذي يكون عانى كثيراً من الألم قبل أن نجري الجراحة، غالباً ما يكون القرار أسهل معه من الحالات التي نضطر فيها إلى اخذ القرار بشكل فوري، كما أن بعض المرضى يطلبون التوضيح والتفاصيل، فيما البعض الآخر يفضل ألا يعرف شيئاً عن الموضوع». وأكد شيشو أن هناك تقنيتين مختلفتين للجراحة، «فأولا حين نزيل كرة العين كاملة علينا أن نقطع العضلات والأعصاب المتصلة بكرة العين، ثم نضع كرة اصطناعية ونصلها بالعضلات كي تتحرك هذه الكرة، ولكن بالطبع حركتها لن تكون كحركة كرة العين الطبيعية». وتابع، «أما حين نترك الكرة الطبيعية، فنحن ننزع القرنية، وبالتالي نضع العين الاصطناعية على الكرة الطبيعية وهذا يعني ان حركتها أكثر طبيعية». ولفت ، الى بعض الحالات التي يكون الالتهاب مزمناً فيها، الأمر الذي يجعلنا نؤجل وضع الكرة الاصطناعية». وبحسب بعد الجراحة من الطبيعي أن يشعر المرء بالألم، «كما أن عينه يجب أن تبقى مغطاة، وكذلك يجب أن يمتنع المرء عن السباحة لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل أو الرياضات العنيفة كي لا تتعرض الجراحة لمضاعفات ومنها النزف». وأكد شيشو، «أنه بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع يمكن وضع العين الاصطناعية، ولكني أتابع حالة المريض قبل أن يضع العين، وكذلك أنصح بأن أراه مرة كل ستة أشهر».

مواصفات طبيعية

من جهته، أكد بول غيلين الذي يصنع العين ويلونها في مستشفى مورفيلد للعيون في مدينة دبي الطبية، أن «هناك الكثير من الفروقات التي طرأت على العين الاصطناعية التي أصنعها من الأكريليك، طبقاً لمواصفات العين الطبيعية تماماً سواء في الحجم أو حتى اللون». واعتبر غيلين أن «العين الاصطناعية المطابقة للعين الطبيعية، تساعد المرء على أن يكون واثقاً بنفسه ومظهره اجتماعياً». ولفت غيلين، إلى أن تجهيز العين يتم من خلال خمس زيارات، حيث انه «أولا يتم أخذ مقاس تجويف العين، ثم في الزيارة الثانية يتم وضع العين المصنوعة من الشمع للتأكد من صحة المقاس، وفي الزيارة الثالثة ألون العين، ثم في الجلسة الرابعة، أجرب العين للمرة الأولى للتأكد من تطابق اللون والحجم تماماً، والجلسة الأخيرة تكون لوضع العين الاصطناعية في مكانها». أما بخصوص الحجم الخاص بالعين، فلفت غيلين إلى أنه مع الأطفال نحتاج إلى العمل على الحجم أربع مرات خلال السنة، لأن الوجه ينمو وكذلك تنمو كل أجزائه، في حين أن العين تكون صالحة للاستخدام مدة 20 سنة». واستدرك بالقول، «على الرغم من ان العين تكون صالحة للاستخدام لمدة 20 سنة، فإنه حتى مع الكبار معظمهم يجدون أنفسهم بحاجة إلى تغيير العين كل خمس سنوات تقريباً لأن الوجه يتغير وهذا يؤثر فيى العين وشكلها». ولفت إلى أن «الأطفال يتقبلون العين الاصطناعية بشكل جيد، وهذا مهم جداً لكي يشعر المرء انه طبيعي».

وأكد غيلين أن العين مريحة جداً، وهي تحتاج إلى التنظيف مرة في كل شهر من خلال محلول خاص، وشخصياً أفضل ألا ينزعها المرء سوى مرة في الشهر لينظفها كما يمكنه أن ينام وهي في مكانها الطبيعي». وأشار غيلين إلى أن التنظيف مرة في الشهر مهم جداً، «لأنها من الممكن ان تصبح غير مريحة في حال بقيت من دون تنظيف». وأشار إلى أن الشكل المطابق لشكل العين الطبيعية يجعلها مريحة جداً في أثناء وضعها كما أن حركتها تكون أقل بشيء بسيط من حركة العين الطبيعية، علماً أن وضع عين اصطناعية أمر ليس سهلاً من الناحية النفسية». ونوه غيلين بأنه من الأشياء المهمة التي يشرح عنها للمرضى هي كيفية التعاطي مع الأشياء والمسافات ومختلف الأمور في حياتهم اليومية لحماية أنفسهم من بعض الأخطار لاسيما أثناء ممارسة الرياضة أو القيادة».

الأكثر مشاركة