«السحر على الجليــد».. عرض عالمي أبهر الحضور
لم يمنع الغبار الذي حجب الرؤية في كثير من مناطق الدولة، من أن تكتظ حلبة التزلج في مدينة زايد الرياضية في أبوظبي اول من امس، لحضور حفل العرض الأول لـ«السحر على الجليد» الذي سيستمر حتى 15 من الشهر الجاري، ضمن فعاليات «صيّف في أبوظبي»، بقيادة مصمم الرقصات الأميركي ستيف ويلر، الذي قدم وفرقته المكونة من 18 راقصاً ساعة كاملة من المفاجآت السعيدة تضمنت فقرات متنوعة بين الباليه والحركات البهلوانية وألعاب الخفة. العرض الحي الذي يعتبر الأول من نوعه في الدولة، حيث لم يشاهد قبل ذلك الا من خلال شاشات التلفزة، حظي بإعجاب غالبية الحضور، والذين اختلفت اعمارهم وجنسياتهم، حيث أثنوا عليه، واستمتعوا به، الى حد ان بعضهم لن يتوانى عن تكرار التجربة، على الرغم من انتقاد بعضهم لأسعار التذاكر العالية حسب وصفهم، حيث يصل سعر التذكرة لمن فوق الـ12 عاماً الى 200 درهم وما دون الى 75 درهماً، وآخرون قالوا إن وجود هذه الفرقة وما قدمته من فنون بصرية ومهارات أدائية تستحق أن تشاهد مهما كان سعر التذكرة.
إبهار بصري
عنصر الإبهار البصري كان من أشد ما لفت الانتباه الى جمالية الحركات المؤداة، خصوصاً في الفقرة التي جمعت البطلة التشيكية ميشيلا كروتسكا والبطل البولندي روغر سافيكي في رقصة باليه حبست الأنفاس، حسب مؤيد الصاوي «مصري» الذي قال «لم أتوقع ان أشاهد حدثاً عالمياً بكل المقاييس في أبوظبي»، وأضاف «هذا يؤكد نهج هذه الإمارة في المضي قدماً نحو بناء الجسور الثقافية بين دول العالم»، مؤكداً «رقصة الباليه كانت من الأشياء الكثيرة التي اتمنى مشاهدتها، على الرغم من عدم اقتناعي بسعر التذكرة فإنني بعد انتهاء الحفل لم اندم ابداً، ومن الممكن أن اعود وأشاهد العرض مرة أخرى».
وأكد كلامه مصطفى عيسى «فلسطيني» الذي حضر وعائلته للاستمتاع بمشاهدة هذا العرض، وقال «لم اكن اتوقع ان اكون مسترخياً وسعيداً الى هذا الحد، فقد شعرت بأنه لم تمر ثانية واحدة من دون ابداع»، مؤكداً «أنا سعيد بأني اصطحبت عائلتي لمشاهدة عرض بماقييس عالمية وهذا من شأنه تعزيز الذائقة الفنية لديهم»، وعن أحب الفقرات اليه من ضمن 15 فقرة متنوعة، قال عيسى «من الصعب تحديد اية الفقرات كانت الأحسن لأن كل فقرة تميزت عن الأخرى بإبداع وفن مختلف»، مضيفاً بشكل مازح أن «سعر التذاكر هو الذي كان اسوأ فقرة في كل الحدث»، فقد دفع عيسى 800 درهم لحضور الفعالية وعائلته.
وبدورها قالت اليازية محمد (إماراتية) إن «سعر التذاكر كان قاسياً، وربما سيحد من مجيء الكثير من الناس لحضور عرض لن يمحى من ذاكرتهم»، وأضافت «هذا العرض العالمي والراقي يستحق ان يشاهد من جميع سكان الدولة، ويجب على هيئة السياحة العمل على تخفيض قيمة التذكرة ليستطيع الجميع الحضور»، مشيرة الى أن «عنوان فعالية صيف أبوظبي موجه الى العائلة، لكن سعر التذكرة سيمنع هذه العائلة من الحضور»، مثنية على الأداء الحركي والخدع السحرية التي لن تنساها أبداً حسب تعبيرها.
العرض يستحق
سهاد الرمحي «فلسطينية» جاءت وابنتها الصغيرة عنود التي اذهلت بفقرة الرقص بالأطواق، التي قدمتها الروسية أوكسانا انيشكينا التي تعتبر من افراد سيرك البولوشي الروسي، الذي قدم فقرات فيها الكثير من الحركات البهلوانية والرقصات المتنوعة، وقالت «هذا النوع من الفنون والذي اعتبره راقياً من الصعب تجاهله، وكان مجيئي وابنتي لحضوره كي تشكرني في المستقبل، لأنني جعلتها تشاهد عرضاً عالمياً بكل المقاييس»، مؤكدة «سعر التذكرة مرتفع إلا ان العرض يستحق ذلك».
زينب المرشدي (عراقية) جاءت لوحدها لحضور العرض، قائلة «جئت لوحدي لأنني لا أستطيع دفع قيمة تذاكر لأربعة افراد من عائلتي فوق 12 عاماً»، وقالت «لكني وعدتهم بأن انقل لهم كل شيء شاهدته، الا أنني وبعد انتهاء الحفل ندمت كثيراً، وقررت أن أصطحبهم لمشاهدة العرض حتى لو تكلفت قيمة التذاكر الغالية لأنه عرض مذهل»، مشيرة الى ان «المؤثرات الصوتية والبصرية جعلتني اشعر أنني جزء من الحدث الذي لن أنساه ما حييت».
أما بالنسبة لنقولا بدار (لبناني) فقد قال إن «عرضاً عالمياً بهذا المستوى يستحق ان يدفع لأجله اية قيمة، لأنه لن يتكرر دائماً»، مؤكداً «وبهذا نضمن على الأقل وجود اشخاص متذوقين فنياً وراقين اجتماعياً».
احترام العادات
بدوره أبدى سعود الملا «إماراتي» انزعاجه من «الأزياء الفاضحة للراقصين والتي لا تتناسب وعادات وتقاليد مجتمعنا العربي المحافظ»، وأضاف «من الجميل ان نستقطب عروضاً عالمية، لكن يجب ان يتم وضع شروط مسبقة تحترم عادات وتقاليد الوجهة التي يقصدونها»، مؤكداً «العرض مبهر وجميل وفيه الكثير من الاستمتاع الا أنني ندمت على اصطحابي اطفالي الذين شاهدوا اجساداً مكشوفة أكثر من اللزوم».
ووافقته الرأي زوجته التي قالت «ندمت كثيراً على اصطحابي لأطفالي وعلى وجودي شخصياً، ولم أستطع ان انسحب لأنني رأيتهم في غاية السعادة، الا أنني اطالب المسؤولين بأن يتفقوا مع تلك الفرق العالمية على احترام ديننا ومجتمعنا العربي».
ولم يختلف صهيب العلي (سوري) في رأيه تجاه ضرورة الاتفاق مع الفرق العالمية، والتي لا تعرف الكثير عن حضارتنا، على احترامنا من خلال التقيد على الأقل بأزياء تتناسب وطبيعة مجتمعنا العربي المحافظ، «العرض رائع وفيه الجديد الا أنني تضايقت من أزيائهم الفاضحة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news