شوكوفيــلا.. جمال الصـورة يغلـــــــب الطعم

لا يمكن أن يخطر ببالنا الطعم أو المذاق الذي تتمتع به الشوكولاتة لدى زيارة «شوكو فيلا» التي تقام كفعالية ضمن فعاليات مفاجآت صيف دبي. فلدى دخول الفيلا سينسى المرء طعمها ليفكر بها كمادة يمكن ان نبتكر من خلالها أشياء كثيرة، فتكون مادة أساسية للرسم أو التلوين أو النحت أو حتى لتزيين المنزل. وفي «شوكو فيلا» نحات يعمل على ابتكار أشكال متنوعة من الشوكولاتة كالطيور والأحصنة والكتب أو حتى الوجوه، فيما من جهته يقدم الرسام لوحات ملونة بمادة الشوكولاتة وغنية بالأشكال والتفاصيل التي يبرزها بدرجات لونية متعددة من هذه المادة.

وتقدم زيارة «شوكو فيلا» التي تقام في فيستفال سنتر فرصة ممتعة للناس للتعرف إلى الأفكار التي يمكن ان تبتكر من الشوكولاتة. تبدأ زيارة الفيلا من المدخل المتميز بمكتبة فيها الكثير من الكتب المنحوتة بالشوكولاتة، وكذلك اللوحات المصنوعة من حبوب الشوكولاتة الملونة. ثم يدخل المرء إلى غرفة الجلوس، حيث الوسائد والشراشف المزينة بحبات الشوكولاتة، وفي هذه الغرفة يجلس النحات وينحت تماثيله الخاصة من هذه المادة، فيما يعمل الشيف على تزيين قوالب الكيك بمادة الشوكولاتة ليقدمها ضيافة لزوار المعرض. أما غرفة النوم فهي مزدانة بشرشف موضوع على السرير ولوحات مرسومة من الشوكولاتة. وتختم زيارة الفيلا بالخروج إلى الحديقة، حيث هناك نافورة مياهها سائل الشوكولاتة البني اللون، كما أن أشجار الحديقة ثمارها من الشوكولاتة.

تذويب ونحت

يعمل هنري ابيغان، الفلبيني الجنسية على نحت الشوكولاتة، فيصنع من الألواح الضخمة نسوراً وكتباً، وكذلك وجوهاً من خلال أدواته الحادة. وفصل لنا أبيغان طبيعة العمل على نحت الشوكولاتة وكيف يبدأ، وقال «أولاً أعمل على تذويب الشوكولاتة، ثم أجمدها لتأخذ شكل مكعب وفقاً للحجم الذي أريده لأنحت عليه». ولفت أبيغان إلى أن «البدء بالنحت يكون بعد ان تجمد الشوكولاتة، وغالباً ما يجب أن أقوم بالعمل في غرفة مكيفة كي أتمكن من الحفاظ على قالب الشوكولاتة صلباً من دون ان يذوب بفعل عوامل الطقس». وأكد أبيغان، أن الانطلاق بالفكرة لا يكون بتصميم معين، «إذ يركز على بعض الصور التي علقت في ذهنه خلال النهار، ومن ثم يبدأ بنحتها، فالأمر لا يحتاج إلى البحث على الإنترنت لمعرفة تفاصيل الشكل الذي سينحت».

ويتم نحت الشوكولاتة بالعمل على مرحلتين، «وتتم المرحلة الأولى بواسطة آلة حادة كالسكين يضع من خلالها أبيغان الشكل والهيكل، وتكون المنحوتة في هذه المرحلة متعرجة جداً، ما يوجب خضوعها للتنعيم والتي هي المرحلة الثانية من خلال آلة كالمنشار، ولكن من دون أسنان تزال التعرجات وفي الختام يتم تنظيفها بفرشاة».

ويختار أبيغان الآلة التي سيعمل عليها تبعاً للتفاصيل ومدى كبرها أو صغرها، فهذه الآلات تكون مختلفة الأحجام في الزوايا. وكما أكد أبيغان «تستغرق القطعة منه ما يقارب اليومين لينجزها، فيما لا تحتاج القطعة الصغيرة لأكثر من يوم واحد كي تنجز، لافتاً الى أن التفاصيل تكون أسهل مع القطع الكبيرة كونها لا تحتاج إلى الدقة التي تتطلبها القطع الصغيرة». ولفت أبيغان الذي بدأ بالنحت على الثلج عندما بلغ الـ 16 سنة، والذي لم يتعلم هذه الحرفة بل كون خبرة واسعة من خلال الممارسة، الى أن «العمل على الشوكولاتة بالحليب يكون أصعب من العمل على الشوكولاتة الداكنة، وذلك بسب حاجة الأولى إلى مزيد من الوقت كي تتجمد بعد التبريد». واعتبر أبيغان أن «اختيار الحيوانات لنحتها بالشوكولاتة يعود إلى كونها مألوفة لدى معظم الناس، فهم يعرفونها كما أنها سهلة».

تلوين وتجفيف

أما مصمم الغرافيك إيمانويل أنيدا، فهو يرسم بالشوكولاتة، وقد أوضح كيفية الحصول على المادة التي يلون بها، «حيث يتم استخدام بودرة الشوكولاتة مع وضع القليل من الماء عليها للحصول على اللون البني، ويمكن اللعب بدرجة اللون من خلال كمية الشوكولاتة أو الماء الموضوعة». ونوه أنيدا، بـ«أن الرسم في البداية يكون بوضع طبقة خفيفة اللون على كامل الكانفاس قبل البدء برسمها، لنتمكن بعد ذلك من جعل ألوان الرسم متجانسة مع اللون على الكانفاس». وأوضح أنيدا، أن «اللوحة تحتاج إلى يوم كامل كي تجف، ولكن لا يمكن أن نخرجها إلى خارج الغرفة المكيفة كي لا تذوب الشوكولاتة وتختفي معالم اللوحة». واستدرك أنيدا، أن «العمر الإجمالي للوحة مع الحفاظ عليها داخل غرفة مكيفة يمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولكن بعد ذلك من السهولة ان تتلف، بينما هناك مادة كيميائية تُدعى كلير لاكيل، يمكن وضعها على اللوحة بعد ان تجف وبالتالي هذا يجعلها تدوم لفترة أطول». وتستغرق اللوحة من أنيدا ساعات قليلة في حال كان يرسم الفواكه أو المنازل، وبالأحجام الصغيرة في حين ان الرسوم العملاقة قد تحتاج إلى أسبوع أحياناً. وأكد أنيدا أن «الوجوه هي اصعب الرسوم التي يمكن ان تقدم بالشكوكولاتة، لأن الوجوه يجب ان تكون متجانسة ومتطابقة تماماً، وأن التحكم في سائـل الشوكولاتـة ليس سهل على الإطلاق».