صيام صحي للحامل ومرضى السـكري والضغط
تعد التغذية الصحية في رمضان من الأمور الأساسية التي يجب أن يعيرها الصائم أهمية بالغة للحفاظ على جسم سليم. ولكن التغذية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والعناية، سواء في اختيار المأكولات أو حتى أصناف الحلويات، كما يجب الموازنة بينها في حال كان المرء يعاني مشكلات صحية معينة. لهذا أطلقت، أول من أمس، وبالتعاون مع وزارة الصحة حملة «أهلاً رمضان» في جمعية أم المؤمنين في عجمان، للإضاءة على صيام الحامل، وكذلك صيام الذين يعانون البدانة وأمراضاً معينة، ومنها السكري وضغط الدم، حيث تقدم لهم النصائح المفيدة والمعلومات حول شروط صيامهم للحفاظ على صحـة مستقرة من دون أن تتأثر بالصيام.
وقد أكدت مديرة العلاقات في شركة «إيه إكس هيلث» المنظمة للحملة سارة درويش، أن انطلاق الحملة كان في عجمان في جمعية أم المؤمنين، ولكن الحملة التي تستمر حتى 20 من الشهر الجاري ستغطي أكثر من إمارة وسننتقل الى إمارتي الشارقة ودبي. وقالت درويش إن «الحملة ستغطي النادي العربي الثقافي في الشارقة، وبلدية الشارقة وبلدية دبي ودوكاب»، لافتة إلى أن اختيار الجمعيات والمؤسسات بدلاً من مراكز التسوق أتى بسبب وجود المحاضرات التثقيفية التي يصعب تقديمها في المراكز، لأن الناس لن تقف وتستمع الى محاضرة لأكثر من خمس دقائق.
واستدركت أن «مراكز التسوق تساعدنا على نشر الأفكار أكثر، لذا عمدنا الى اطلاق الموقع الالكتروني الذي يحمل اسم الحملة ويمكن للناس الدخول الى الموقع وسيجدون الاجابات لمعظم الاسئلة التي يمكن ان تخطر ببالهم. وتشتمل الحملة الى جانب المحاضرات التي تناقش موضوعات عدة، وهي: السكري وصيام الحامل وضغط الدم والبدانة، النشاطات الترفيهية وعرض حي للطبخ، وكذلك الفحوص المجانية للضغط والسكري، وقياس كتلة الجسم».
السكــري والغذاء
ومن جهتها، قدمت لنا الاستشارية في الأمراض الباطنية في وزارة الصحة، الدكتورة سامية علي عبدو، الطريقة الصحية لصيام مرضى السكري، وقالت: «يقسم السكري الى نوعين، السكري من النوع الاول والسكري من النوع الثاني، لذا علينا أن نعرف ما العلاج الذي يأخذه المريض، فالعلاج هو الذي يحكم الصيام وطريقة أخذ الدواء». ولفتت عبدو الى أن المرضى الذين يسيرون على نظام غذائي فقط هؤلاء يكون الصيام مفيداً جداً لهم شرط الالتزام بالنظام الغذائي المعهود. أما الذين يتناولون أدوية عبر الفم، فوفقاً لعبدو، يقسمون الى نوعين حسب نوعية الأدوية، أولاً المرضى الذين يستخدمون الأدوية التي تحث البنكرياس على إفراز الانسولين وهي من الممكن أن تؤدي الى هبوط السكر، والمرضى الذين يأخذون أدوية تحسن تعامل مع الجسم مع الانسولين، وهي لا تؤدي الى هبوط السكر، ومن الممكن أن يتناول المرضى ـ الذين يأخذون الادوية الثانية ـ دواءهم المعتاد وبالكمية المعتادة.
وتابعت «أما المرضى من الفئة الأولى فعليهم أن يقللوا من نسبة الادوية». ويحتاج المرضى الذين يأخذون الانسولين الى مراعاة أكثر من غيرهم، بحسب عبدو، لأن الذين يأخذون جرعات عالية كثلاث أو اربع مرات في اليوم يستحسن ألا يصوموا على الاطلاق. أما المريض الذي يأخذ الانسولين مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وأكدت عبدو، «يمكنه أن يأخذ المرة الأولى عند الافطار شرط تخفيف الجرعة الثانية عند السحور الى 50٪ في حال كان يأخذ الانسولين مرتين، بينما مَنْ يأخذ الانسولين الطويل المفعول عليه ان يقلل الجرعة بنسبة 20٪».
وشددت عبدو على أهمية تناول مريض السكري ثلاث وجبات خلال رمضان، كما يجب ان يكون السحور متأخراً، وبين الافطار والسحور لابد من تناول لترين من السوائل. وتابعت «أن المرضى الذين يمارسون الرياضة عليهم ممارسة الرياضة في أول اليوم، كما أنه عليهم احتساب صلاة التراويح نصف الرياضة المعتادة التي يمارسونها، لأن فيها مجهوداً». ولا يتوقف الامر على الاهتمام بالرياضة والغذاء، فأكدت عبدو أنه على مريض السكري أن يقيس السكري أثناء الصيام في الساعات الاولى من اليوم، وفي حال كان 70 أو أقل عليه أن يفطر، كما أنني لا أنصح مرضى السكري بالصيام في حال كان السكـر غـير ثابت طـوال فـترة الشهـرين قبل بدء شهر رمضان المبارك، فهذا يؤثر في صحتهم.
وأوضحت أن «المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها مريض السكري في حال لم يلتزم بنظامه الغذائي والأدوية، أو أنه صام في حالات يجب أن يفطر فيها، إذ من الممكن أن تكون تجلطات في الدم أو جفاف، أو أن يتعرض لنقص حاد في السكر، أو لغيبوبة سكر». لذا اعتبرت عبدو أنه من الضروري أن يأكل مريض السكري الأطعمة والكميات المسموح بها في شهر رمضان، مع الحرص على عدم ممارسة الرياضات العنيفة.
صيام الحامل
ومن جهتها، أوضحت الاختصاصية في أمراض النساء والولادة، الدكتورة أندرا مهنداس أن «صيام الحامل يتوقف على حالتها ومدى شعورها بالتعب».
ولفتت مهنداس الى عدم وجود موانع لصيام الحامل إن لم تكن تعاني مشكلات خلال الحمل، ولكن عليها أن تنتبه الى طريقة كسر الصيام، إذ يجب أن تأكل ببطء، فالأفطار يكون أولاً على التمر ثم الماء أو الحليب، وبعد ذلك تصلي ثم تأخذ الشوربة وبعدها عليها أن تأخذ فترة من الراحة ثم تأكل وجبتها. وأكدت أن الصيام في الايام الاولى يكون صعباً على الحامل، لذا عليها ألا تغفل وجبة السحور على الاطلاق، وكذلك عليها أن تحرص على تناول الكربوهيدرات وشرب الكثير من الماء.
وركزت مهنداس على وجوب تناول الحامل ثمانية أكواب من الماء. ولم تميز مهنداس بين فترات الحمل، «فسواء كانت الحامل في الأشهر الأولى أو الاخيرة ليس هناك أي فرق، ولكن اعتقد أن الاشهر الاولى تكون متعبة اكثر للحامل، لذا انصحها بأن تجرب الصيام ثلاثة أيام وإن تعبت يمكنها أن ترتاح ثم تعود وتصوم مجدداً».
وأوضحت أن «الدراسات أثبتت أن صيام الحامل في الشهر الاخير لم يظهر اي تبدل في وزن الطفل بين الامهات الصائمات واللواتي لم يصمن، فالطفل يكسب الوزن المعتاد الذي يجب أن يأخذه، سواء كانت الأم صائمة أم لا فهذا لا يؤثر في صحته».
الحفاظ على الوزن
وأكد لسان أنه ينبغي الحرص في اختيار الحلويات، لأن معظمها يحتوي على الدهون الى جانب السكريات، فهي إما مقلية بالزيت أو يدخلها الزبدة. ونصح لسان بوجوب تقليل الخيارات على السفرة، سواء في الطعام أو الحلويات، كما أنه يفضل أن تكون الخيارات صحية. ونوه لسان إلى أن عادة الأكل قبل النوم وإلغاء السحور عادة غير صحية تؤدي إلى زيادة ساعات الصوم وهذا يضعف الجسم، ونصح بوجوب ممارسة التمارين الرياضية في المساء للتخلص من السعرات الحرارية الكثيرة التي يحصلها المرء في الليل.