«الشيشة».. رفيقة الجلسات النسائية والخيـام الرمضانية

الشيشة تدخل ضمن الدعوات المنزلية. تصوير: دينيس مالاري

على الرغم من مخاطرها وسلبياتها الصحية، إلا أن الشيشة ارتبطت ارتباطاً غير منطقي بحلول شهر رمضان، حيث تكثر إعلانات ترويجية تشجع الصائمين على الإفطار في الخيام الرمضانية التي تشمل الأكلات والمشروبات الشرقية، إضافة إلى «جلسات الشيشة»، إلا أن الأمر لم يعد يقتصر على تلك المقاهي والمطاعم فقط، بل تحولت «جلسات الشيشة» إلى عامل جذب في الدعوات النسائية المنزلية في رمضان وغيره من الشهور، بينما تحولت الخادمة المتمكنة من إعداد الشيشة الجيدة موضة جديدة في عالم صفات الخادمات المميزة، مما يعني المزيد من المخاطر الصحية على جميع أفراد العائلة مع دخولها إلى المنزل، بدلاً من الأماكن العامة فقط.

زيادة الحماسة

تقول «نادية.ر» وهي موظفة من دبي، إنها تجتمع مع صديقاتها بين فترة وأخرى في منزلها أو منزل أخريات للتسامر والجلوس، والتمتع بالأحاديث المختلفة «إلا أن الجلسة عادة ما تكون مملة من دون الشيشة، فهي مصدر متعتنا الوحيد»، خصوصاً في الأمسيات الرمضانية، مشيرة إلى أنها وصديقاتها، لا يجدن في الخروج المستمر، أو المطاعم والمقاهي العامة أماكن ممتعة «يمكن أن نأخذ فيها حريتنا، بينما نجد في جلساتنا المنزلية متعة، خصوصاً أنها تعطينا شعوراً أكبر من الخصوصية». وتؤكد نادية أن مثل هذه الجلسات والتجمعات، عادة ما تسبقها «دعوات عبر الرسائل النصية في ما بيننا، وغالبا ما تنتهي بجملة (الشيشة علي)، أي أنها من ستتكفل بتحضير وإعداد الشيشة، بينما عادة ما ينص ردنا على دعوتها، بتأكيد على الحضور، إضافة إلى التنويه عن نكهة الشيشة المرغوبة».

تعترف أم راشد، وهي موظفة حكومية في الشارقة، بأن جلسات الشيشة المنزلية التي تجمعها مع قريباتها ليست بالترف الذي بينته «نادية.ر» «فعلى الرغم من أننا عادة ما نجتمع في منزل العائلة الكبير، بعيداً عن منازلنا وأزواجنا، إلا أن كل واحدة منا تقوم بجلب الشيشة الخاصة بها معها، فأنا على سبيل المثال أفضل نكهة الشمام، بينما تفضل أخرى العنب، أو الفراولة، وهكذا»، مؤكدة أن تبادل الشيشة أو تنوع النكهات في الشيشة الواحدة «يسيء إلى النكهة ويجعلها مختلطة غير مميزة».

وتبين أم راشد أن مثل هذه الجلسات، عادة ما يكون فيها تدخين الشيشة بسيطاً، وليس على فترات طويلة «فهي ليست في النهاية جلسة لتدخين الشيشة بعيداً عن أزواجنا وأطفالنا، بل هي جلسات أسبوعية عائلية تجمع نساء العائلة الواحدة، لمجرد التجمع وتبادل الأحاديث والترويح عن النفس، بعيداً عن إزعاج الأطفال ومسؤولية المنزل، والضغط الذي قد يسببه الوجود المستمر مع الزوج، وطلباته وأوامره المستمرة»، مشيرة إلى أن تدخين الشيشة «لا يأخذ من وقتنا الكثير، بل تتخلل الجلسة تناول العشاء، والجلوس وشرب الشاي والقهوة، ومشاهدة التلفاز، والمزاح، وأحياناً الغناء، لمجرد تغيير الأجواء والترويح عن النفس، وتنتهي بالجلوس بجانب بعضنا والتحدث وتدخين الشيشة التي غالباً ما يكون إعدادها ووجودها إلى جانبنا أهم من تدخينها، أي لمجرد الشعور بأننا ندخن الشيشة، أو قادرات على ذلك لا أكثر».

الخادمات والشيشة

تعتقد أم عمران التي تعمل مدرّسة في الشارقة، أنها محظوظة كونها حظيت بخادمة تعد الشيشة بشكل جيد جداً، واصفة إياها بـ«معلمة من الدرجة الأولى»، مؤكدة أنها على الرغم من أنها كانت تنوي إعادتها إلى مكتب الخادمات لأسباب عديدة ومتكررة، إلا أن تمتعها بـ«شيشة الخادمة» يجعلها تصرف النظر في كل مرة.

وفي المقابل، تؤكد مديرة مكتب «أمل لتوريد الخادمات» جميلة حسين في الشارقة، أن إعداد الشيشة أصبح أحد المميزات التي تبحث عنها سيدة المنزل، مؤكدة أنها واجهت في أكثر من مرة أسئلة سيدات منزل «عن تجارب الخادمة السابقة، وما تلم به من طهو، أو رعاية للأطفال، أو تنظيف، إلا أن إعداد الشيشة أصبح إحدى الأسئلة التي بدأت السيدات في طرحها على مكاتب الخادمات»، مضيفة بضحك أنها عادة ما تؤكد للسيدة أنها يمكنها أن تعلم إعداد الشيشة للخادمة، وأنه أمر هين يمكن للخادمة أن تعمله بسهولة»، وتشير حسين إلى أن الخادمات اللاتي قد عملن لفترات في بلاد الشام، سواء سورية أو الأردن أو لبنان، عادة ما يتقن إعداد الشيشة، إضافة إلى القهوة «ربما لأنها إحدى المهام التي تكون غالبة في تلك الدول العربية، وتجتمع النساء على الميل إليها».

تويتر