الحبوب القاطعة للشهية.. مفيدة على المدى القصير

يجب ألا يمتد استخدام الحبوب لأكثر من سنتين. أرشيفية

عندما يعجز البعض عن الالتزام بالحميات الغذائية لخفض الوزن، أو حتى الالتزام بممارسة الرياضة البدنية لحرق الدهون قد يلجأ الى الحبوب القاطعة للشهية والتي غالباً ما تعد المرء بنتائج مذهلة. ويعمل بعض هذه الأدوية على قطع الشهية وبعضها الآخر يسبب نقصان المياه في الجسم. وفي الواقع ان الخطورة الأساسية في استخدام هذه الحبوب أو الأعشاب هي أنها تباع من دون استشارة طبية ويمكن الحصول عليها بسهولة، وبالتالي قد تسبب للمرء اخطاراً بسبب الإفراط في استخدامها. وبما ان نسبة البدانة مرتفعة في الإمارات، فهذا عامل يساعد على انتشار استخدامها للتخلص من الوزن الزائد، الأمر الذي جعل منظمة الغذاء والدواء تحذر من استخدامها من دون استشارة نظراً للأخطار التي يمكن ان تسببها على صحة وسلامة الفرد.

تقول المواطنة حمدة محمد، إنها استخدمت أكثر من نوع مصرح بيعه في الصيدليات، لافتة الى أنها لم تكن تستخدم الحبوب لأكثر من شهر على نحو متواصل لأنها تزيد من عصبيتها. وتابعت محمد، «هناك حبوب صينية موجودة في الأسواق يُقال إنها أقل ضرراً وقد جربتها وشعرت بأنها مفيدة، حيث أني خسرت 11 كيلوغراماً خلال شهر واحد، كما أني حافظت على وزني لمدة سنة من دون أن أتناول الحبوب». وأكدت محمد أن «الآثار الجانبية التي شعرت بها اتسمت بالعصبية والأرق». وأكدت محمد، «أنها من الممكن ان تعاود استخدام هذه الحبوب بعد ان تضع مولودها، لأنها على مدى الخمس سنوات لم تشعر بآثار جانبية تتسم بالخطورة أو تثير القلق».

شعور بالشبع

من جهتها، قالت ميرنا شمعون التي استخدمت هذه الحبوب لأشهر عديدة، «تعجبت في اليوم الأول من عدم احساسي بأي تغيير لكن النتيجة بدأت تظهر بعد مرور ايام قليلة، حيث قلت شهيتي ورغبتي في تناول الطعام حتى انني كنت اشعر بالشبع لدى تناولى القليل من الطعام». وأكدت شمعون أنها «لم تكن تتأثر بنوعية المأكولات الموجودة امامها مهما كانت مغرية للنظر كما ان رغبتها في تناول الحلويات تحولت الى شبه معدومة». وقالت شمعون إنها «كانت تأخذ حبتين من الدواء قرابة الساعة 12 ظهراً، وذلك كي لا تأكل كمية كبيرة عند الغداء». ولفتت شمعون الى أنها «كانت تحرص على عدم أخذ الدواء يوم الجمعة، وذلك كي تستمتع بما لذ وطاب من المأكولات على الرغم من أنها اعتادت الكميات القليلة، الأمر الذي مدها بالشعور بالرضا». وأشارت شمعون الى أنها توقفت حالياً عن تناول الحبوب، وقالت «صرت انتقي كل ما هو صحي وأتحاشى المأكولات المشبعة بالدهون والسكريات والنشويات قدر المستطاع، لكن أحياناً أتناول حبة بين الحين والآخر علماً بأن فعاليتها صارت اقل بعد ان اعتدت عليها». وبحسب شمعون «هناك فرق في النوعيات والأسماء التجارية، حيث اكدت أنها استخدمت في البداية حبوب لطبيب اعشاب، ولكنها لم تعطِ نتيجة الأمر الذي دفعها الى اختيار نوع آخر كان أكثر فائدة».

حلول مؤقتة

وأوضحت اختصاصية التغذية والتنحيف، جيين داراكجيان، أن «النتيجة التي يمكن الحصول عليها من خلال هذه الأدوية تختلف حسب نوع الدواء المستخدم، ولكن من الضروري ان تتم باستشارة اختصاصية التغذية أو الطبيب العام على الأقل». وأكدت داراكجيان أنها «في العيادة لا تصف هذه الأدوية من دون أن تدرس الحالة، لأن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار». وتابعت داركجيان أن «المشكلة الأساسية هي في الناس الذين يبحثون عن حلول سريعة وقصيرة الأمد، ولا يريدون الحلول الطويلة الأمد، علماً بأن هذه الأدوية تعمل على تنقيص الماء من الجسم وليس الدهون». وأشارت داراكجيان إلى «بعض الأشخاص الذين لا يتمكنون من المواظبة على الحميات وخسارة الكثير من الوزن، مشيرة الى وجود نوع من هذه الأدوية الذي تبين أنه غير مضر ولكن بشرط الا يستخدم لأكثر من سنتين». ونوهت داراكجيان بـ«وجوب تغير أسلوب الحياة خلال هاتين السنتين كي يتمكن المرء من متابعة حياته من دون ان يعود ويكسب وزناً، وذلك لأن الحبوب تتحكم في الجسم ولكن يجب أن يأخذ المرء القرار بنفسه». وأكدت داراكجيان أن «تغير المرء يحتاج الى فترة ثلاثة أشهر، ولكن المشكلة في الامارات هي في انعدام ارادة التغيير عند الناس وابتعادهم عن الرياضة». وكذلك لفتت داراكجيان الى وجود أنواع معينة من الأعشاب تساعد على خفض الوزن، «ولكن على المرء الا يستخدمها من دون استشارة، فعلى الأقل يجب استشارة الطبيب مرة واحدة، لأن هناك بعض الأنواع التي قد تسبب السموم في الجسم عندما تزيد جرعتها عن الحد المسموح به». أما المضار التي تحدثها بعض هذه الأعشاب، فهي كما أكدت داركجيان، «امتصاص المياه، ما يؤدي الى اختلال في توازن الغدد عند الإنسان، كما أنها تسبب جفاف البشرة، وكذلك تجف السوائل التي تغسل العيون، إضافة الى جفاف الرئة، وهذا كله قد يسبب أمراض الكبد والكلى». ولفتت داراكجيان الى «أهمية المحافظة على المياه كونها تنظف السموم في الجسم، لذا إن نقصان الماء سيحدث خللاً في كيفية تخلص الجسم من السموم». واستدركت داراكجيان أن «استخدام الأعشاب لمدة قصيرة مفيد للجسم، ولكن لا يجب ان تزيد هذه المدة على الأسبوعين». وأكدت داراكجيان أن الاعشاب قد تكون مفيدة، «في حال كان يعاني المرء من اكتام ولكن يجب ان تكون باستشارة الطبيب، لأنها تساعد في حال تناولها بتوازن مع العصائر، فيما الإفراط فيها يؤدي الى نقصان المياه من الجسم وبالتالي تزيد مشكلة الاكتام».

حرق الدهون

وعن العصائر المتوافرة لهذا الخصوص أوضحت داراكجيان «تتوافر بعض انواع العصائر التي تعمل على رفع الاستقلاب في الجسم ما يؤدي الى حرق الدهون، لأنه عندما ترتفع عملية الاستقلاب يمكن للجسم ان يحرق الدهون». ولكن أشارت الى أن «عملية الاستقلاب لا يحكمها النظام الغذائي فحسب، بل تلعب الرياضة فيها دوراً أساسياً».

ووفقا لداراكجيان «أن الرياضة مهمة جداً للحفاظ على جسم سليم، وأن دورها في التنحيف لا يقل عما نسبته 65٪». ونوهت داراكجيان بـ«أنها تحضر لمشروع سيتم افتتاحه في دبي يحدد أنواع الرياضة بحسب الأمراض التي يعاني منها المرء». لذا شددت داراكجيان على «أن النظام الغذائي السليم يكون بعدم حرمان الجسم من شيء لأن الطعام هو الطاقة للإنسان، لاسيما الغذاء المتوازن، فلا يجب أن نحرم الجسم من السكريات او النشويات أو البروتين». وأضافت دراركجيان أن «الخلل في الموازنـة في الهرم الغذائي له أخطاره، فمريض الكُلى مثلاً لا يمكنه الإكثار من البروتين فيما مريض الضغط عليه تخفيف الملح».

لذا أكدت داراكجيان أن «التوعيـة ضروريـة، ويجب الاهتمام بالتوازن في النظام الغذائي، كما يجب الإكثار من الماء لأن الطقس في الإمارات يجبرنا على استخدام المكيفات باستمرار، وفي النهاية الجسم السليم هو الجسم الجميل والنظيف من داخله».

تويتر