الإنسان يمشي في دوائر عندما يضلّ الطريق

قدم فريق من العلماء الألمان أول دليل عملي على أن الناس يسيرون في دوائر، عندما لا تتوافر لديهم علامات يعتمدون عليها لاتجاهات سيرهم، وفحصت دراستهم التي نشرت في مجلة علم الأحياء الحديث «غورنال كرنت بيولوجي» مسارات سير الناس الذين ساروا ساعات عدة في الصحراء الكبرى في تونس، وفي غابة بينفالد في ألمانيا. وأوضحت النتائج أن المشاركين استطاعوا فقط الحفاظ على طريق مستقيم، عندما كان هناك ضوء الشمس أو القمر، إلا إنه بمجرد احتجاب الشمس وراء السحب بدأ الناس يسيرون في دوائر دون أن يلحظوا ذلك. وقال الدكتور سومان « أحد التفسيرات التي قدمت في الماضي للسير في دوائر هو أن لدى معظم الناس ساق أطول أو أقوى من الأخرى، ما ينتج عنه انحياز منظم للسير في اتجاه واحد»، وأضاف«من أجل أن نختبر هذا التفسير، وجهنا الناس بالسير في اتجاه مباشر، معصوبي العينين، ومن ثم إبعاد أي تأثيرات للرؤية، وسار معظم المشاركين في الدراسة في دوائر، وأحيانا في دوائر صغيرة جدا، أي في قطر أقل من 20 مترا».

وطبقاً لسومان «هناك أخطاء عشوائية صغيرة في إشارات الإحساس المختلفة التي تقدم معلومات بشأن اتجاه السير أضيفت على مدار الوقت، وجعلت ما يدركه الشخص إنه المسار المستقيم ينحرف عن الاتجاه المستقيم المباشر». وقال قائد مجموعة في جماعة الإدراك الحسي المتعدد والعمل بمعهد ماكس بلانك الدكتور إرنست «نتائج تلك التجارب إنه على الرغم من أن الناس قد يقتنعون بأنهم يسيرون في خط مستقيم، فإن إدراكهم لا يمكن الاعتماد عليه دائما»، وأضاف «هناك استراتيجيات أكثر إدراكاً ضرورية في الواقع للسير في خط مستقيم». ويحتاج الناس إلى استخدام علامات يمكن الاعتماد عليها، لمعرفة اتجاه السير في بيئتهم مثل برج أو جبل في مسافة السير أو وضع الشمس.

تويتر