صناعة الشوكولاتة.. ربح ملوّث بأعمال الرق

في الصفحة الأولى من كتابه «شوكولاتة»، يقرر كاتب نرويجي أن لهذا المنتج اللذيذ تاريخ ثقافي، لكنه يسجل أسفه وشعوره بالفجيعة حين علم في عام 2001 بجانب من تفاصيل أعمال الرق في مزارع الكاكاو في الغرب الإفريقي، خصوصاً في ساحل العاج التي تنتج 40٪ من إجمالي انتاج الكاكاو في العالم.

ويرسم سيمن ساتره في الفصل الأول صورة لموسى دومبيا الذي هرب في الـ16 من إحدى القرى في مالي، حالماً بحياة فوق خط الفقر، وقابل رجالاً يبحثون عن عمال للعمل لمدة سنة في ساحل العاج مقابل 181 دولاراً في السنة. لكنه بعد مضي عام، كان يضع على كتفه ضمادة جروح من أثر الأحمال الثقيلة في حقول الكاكاو، وبدت على وجهه علامات الضعف والإذلال، إذ كان يعمل نهاراً ويحبس ليلاً مع زملائه، وحاول الهرب، وأرغم على العودة وتعرض لعقاب قاس، ثم نجح في الهرب مع آخرين.

ويصدم المؤلف محبي الشوكولاتة برصد ما يتعرض له العمال في حقول الكاكاو من «تمييز عنصري، أو من عدم احترام إنسانيتهم»، ويقول إن المعهد الدولي للزراعة الإستوائية، ومقره نيجيريا، أظهر عام 2002 في استقصاء أن نحو 625 ألف طفل دون الـ18 كانوا يعملون في مزارع الكاكاو في ساحل العاج، منهم نحو 140 ألف طفل، ترواحت أعمارهم بين السادسة والتاسعة، وأن 129 ألف طفل شاركوا في رش مواد سامة وأسمدة صناعية، وأن 1485 طفلاً ليست لهم حرية مغادرة أماكن العمل، وأن 88٪ من هؤلاء الأطفال لم يذهبوا إلى المدارس. وترجم الكتاب إلى العربية نبيل شلبي وصدر في 178 صفحة كبيرة القطع في القاهرة عن «دار الشروق» التي ذكرت على الغلاف الأخير للكتاب أنه ترجم إلى لغات عدة، وأن المؤلف تنقل وراء الشوكولاتة في رحلة تمتد من حقول الكاكاو في إفريقيا حتى وصولها إلى مستهلكيها ليظهر خفايا، منها عمالة الأطفال التي تشبه سوق الرقيق والشركات المتحكمة في هذه الصناعة، والتي شبهها بالمافيا.
تويتر