«خـريف هيريرا».. رومانسية آخـر زهور الربيع
مزيج فريد بين العملية والكلاسيكية المترفة، جسّدته مجموعة «كارولينا هيريرا نيويورك» الأخيرة لخريف 2009-2010 للملابس الجاهزة، جامعة تصاميم غنية، سواء بألوانها أو بخاماتها التي التمعت بحرقة نحاسية تومض دفئاً تارة، وببرودة رماده الشتوي تارة أخرى، وبين طبعات موردة متشحة بألوان خريف داكن، اتسمت المجموعة بندرة ورومانسية آخر زهور ربيع وردي صارخ، اتحد وتماوج بين فساتين وأطقم، وسترات وأوشحة.
فضلت المصممة العالمية كارولينا هيريرا أن ترسم لمجموعتها شكلاً مريحاً وعملياً، على الرغم من كلاسيكيته الشديدة، وخطوطه الضيقة والفضفاضة في آن واحد، محققة بنجاح فكرة الأناقة العملية للملابس الجاهزة ذات التوقيع العالمي، وبين تنانير وسترات وسراوليل، وفساتين ضيقة وفضفاضة، طويلة وقصيرة، قمصان مغلقة بأكمام طويلة وأخرى أخفت غواية الجسد بأوشحة انسدلت على الرقبة والصدر واليد، معززة المجموعة بخامات مترفة كانت العنصر الرئيس لروح وتأثير المجموعة أكثر من جميع العناصر الأخرى، سواء من حيث ابتكار الأفكار، والجودة العالية في التنفيذ والإنتاج النهائي للتصاميم، أو المزج المميز بينها.
لم تتردد هيريرا في استخدام مزيج مبتكر من الخامات مع بعضها، مركزة بالشكل الأكبر على استخدام الحرير المقصقص،، أو ما يعرف بقماش الخيط المقصوص أو «فيل كوبيه» الذي تبرز فيه حدود الطبعات والورود الحريرية، بإطارها ذي الخيوط البارزة، إضافة إلى استخدامها الحرير الخشن، والجاكار ذي اللمعة اللؤلؤية، إضافة إلى الدانتيل، والجلد المعروف باسم الـ «شيمواه» إضافة إلى الفرو، والصوف، وأقمشة خفيفة أخرى، والوبر الخفيف، والحرير الطبيعي المترف، والمخمل السميك أيضاً.
خصر نحيل
بخصر واضح محدد المعالم، يبرز نحول وجمال أضيق منطقة في جذع المرأة، هو ما فضلت هيريرا أن تجتمع عليه مجموعتها التي رسم الخصر في تصاميمها بطرق عدة، سواء من خلال أحزمة تزينت بتفاصيل هندسية من القرن الـ 18 من نحاس لقطع معدنية، إضافة إلى الأحذية وزينة الشعر، أو من خلال القصة التي ضاقت عن الخصر، أو من خلال تركيز فكرة التصميم وتمحور قصته في منطقة الخصر، حتى في التصاميم الفضفاضة المنسدلة من الفساتين القصيرة، والتي على الرغم من أنها كانت واسعة في جميع أجزائها، إلا أنها انسدلت بثقل وقع على الخصر، مظهراً إياه من خلال الحركة، إضافة إلى سترات وسراويل وتنانير ركزت على تلك المنطقة، والذي ظهر واضحا من خلال التنانير ذات الخصر العالي الواصل حتى منطقة ما تحت الصدر بقصة إسبانية «ماتادورية»، أو من خلال السراويل النحيلة، والقمصان الداخلة تحتها، أو السترات المفتوحة عن قطع ضيقة تحتها، أو المغلقة بزاية تضيق على الخصر، وهو الأمر الذي أعان على تعزيز الطول، وإعطاء قامة ممشوقة ذات وقفة معتدلة واثقة.
ألوان
تنوعت الألوان المستخدمة في مجموعة هيريرا الخريفية، إلا أنها لم تخرج عن تلك الألوان الداكنة التي غلبت عليها درجات الألوان المعدنية، من درجات النحاسي الداكن، والفاتح، والعسلي، التي التمعت بوهج تفاوت بين سراويل وتنانير وفساتين سهرة، إضافة إلى درجات الرمادي التي تنوعت بين الرمادي الفاتح جداً والأقرب إلى الرمادي، إلى الرمادي الداكن بلمعة أشبه بالمعدن السائل، إضافة إلى المعدني الفضي اللامع، والرمادي الأشبه بلون الرماد الفاتح المطفأ من اللمعة، وذلك ذي الدرجة المزرقة، متفاوتا بين فساتين قصيرة وطويلة، للخروج اليومي، والسهرة، التي تميزت بفخامتها الشديدة رغم عدم استخدام طرق التطريز والتزيين من أحجار وكريستال، وتركزت فقط على تميز قصة الصدر والأكمام، كما تميزت الأطقم من سراويل وسترات بخطوط مستقيمة منفذة بحرفية عالية.
لم تقتصر الألوان على درجتي اللون السابقتين، بل تداخل الرمادي المعدني بخامة الجاكار اللامعة السميكة ذات الطبيعة البارزة بنوشها، مع الأزرق الصارخ الجذاب والكاسر لبرودة الرمادي، إضافة إلى الأسود والوردي الفوشي، بامتزاج تماوج بين الخصر والصدر والساق في فساتين وتنانير، وتمازج بين الزيتي الداكن، مع البني المحروق، والأزرق مع البنفسجي المورد، إضافة إلى تصميم واحد من قميص حريري طويل الأكمام عالي الرقبة من اللون البنفسجي الذي ترافق مع درجة أدكن من المخمل البنفسجي الغني، لتضفي فرحة ربيعية بسيطة، على المجموعة الخريفية، من خلال فساتين ثلاثة من اللون الفوشي الوردي، أو ما يمكن وصفه بالبنفسجي الفاتح الأقرب إلى الوردي، تفاوتت فيه التصاميم بين طويلة بقصة «حورية» للتنورة، وصدر مرسوم في قالب وكم قصير، وفستان آخر ضيق وقصير يصل إلى الركبة ذي أكمام طويلة ورقبة عالية امتزج به نوعان من الحرير المعرق، إضافة إلى فستان أخير من الحرير السادة الفضفاض بقصة تحت الصدر.]
نحاس
تركزت فكرة الإكسسوارات في مجموعة كارولينا هيريرا لخريف 2009 للملابس الجاهزة بأنواع من الزينة النحاسية المحمرة ذات التأثير المعتق، والذي شمل أحزمة بسلاسل مربعة متداخلة مع بعضها، زيّنت منطقة الخصر في أغلب التصاميم. كما زينت السلاسل المكونة ليد الحقائب اليدوية الجلدية التي تفاوتت ألوانها بين الأسود والرمادي الفاتح والبنفسجي والزيتي، وهي الألوان الداخلة في معظم تصاميم المجموعة، إضافة إلى تصميمها لمحفظة سهرة تتراص عليها الحلقات المعدنية النحاسية التي زينت الرقبة في بعض التصاميم، إضافة إلى الأحذية.
|