أخطاء بالجملة في دراما رمضان

تواصلت الأخطاء الفنية والأحداث غير المنطقية التي تتضمنها المسلسلات التلفزيونية التي تعرضها الفضائيات العربية في شهر رمضان، واحتوت المسلسلات، التي تدور في سنوات ماضية، على عدد كبير من الأخطاء والملاحظات، ففي المسلسل المصري «حرب الجواسيس» للمخرج نادر جلال الذي تدور أحداثه في نهاية ستينات القرن الماضي، ظهر الهاتف المحمول «الموبايل» في أحد المشاهد والكمبيوتر الشخصي «لاب توب» في مشهد آخر، على الرغم من أن الجهازين تم اختراعهما بعد تلك الفترة ب30 عاماً على الأقل.

وفي المسلسل نفسه ظهرت مدينتا روما ونابولي الإيطاليتان كما تبدوان فيالوقت الحالي، على الرغم من الفارق الزمني الكبير، كما لاحظ كل من تابعوا المسلسل أن معظم السيارات التي تظهر في مشاهده سيارات حديثة لم تكن موجودة في تلك الفترة. ومن الناحية الدرامية، لم يبدأ رجال المخابرات الإسرائيلية عملية تجنيد الصحافية المصرية إلا في حلقة أول من أمس، على الرغم من مرور 27 حلقة من أحداث المسلسل تمت إضاعتها في أمور لا علاقة لها بقضية التخابر التي يدور حولها المسلسل في الأساس.

«متخافوش»

وتكرر الأمر نفسه في مسلسل «متخافوش» للنجم نور الشريف والمخرج يوسف شرف الدين، إذ إن القضية الأساسية للمسلسل الخاصة وهي أن جد البطل يهودي الأصل، لم يتم الكشف عنها إلا في الحلقة ،27 في حين تضمنت الحلقات السابقة إطالة واضحة، وفي حلقات عدة قدم البطل مقدم البرامج المرموق حلقات من برنامجه التلفزيوني كانت تمتد أحياناً لتستغرق الحلقة بأكملها.

وشهد المسلسل حالات اقتباس عدة من أعمال أخرى، أبرزها حلقة كاملة منقولة من أحداث الفيلم الأميركي الشهير «الأب الشجاع» للنجم ميل غيبسون، هي الحلقة رقم 22 التي تم فيها اختطاف ابنة أخت البطل على يد أشرار طلبوا فدية يحضرها البطل بنفسه ليتم اقتباس سيناريو الفيلم بكل تفاصيله على مدار الحلقة.

«الرحايا»

بينما حقق مسلسل نور الشريف الآخر «الرحايا» إخراج حسني صالح، نجاحاً يفوق بكثير مسلسله الأول، غير أنه لم يسلم من الأخطاء أيضاً، حيث قدمت سوسن بدر في الحلقات الأخيرة شخصية سيدة عجوز مصابة بعجز جزئي في أطرافها، وعلى الرغم من ذلك استطاعت أن تدخل بيت البطل وتخطف ابنه وتخرج به إلى بيت مهجور دون أن يلاحظها حراسه.

«أفراح إبليس»

وفي مسلسل «أفراح إبليس»، تجاوز مخرجه سامي محمد علي أبرز أخطاء الحلقة الأولى التي اشتملت على مشهد إطلاق نار غير مقنع في مشهد مشابه تم تصويره بشكل أكثر احترافية، لكنه انتهى بطريقة تخالف المنطق، حيث تم قتل كبير العائلة المنافسة لعائلة البطل، الذي قام بدوره السوري جمال سليمان، بمنتهى البساطة، بعد أن انشغل عنه بلا داعٍ كل مرافقيه الذين تنحصر مهمتهم في حمايته.

«أنا قلبي دليلي»

أما مسلسل «أنا قلبي دليلي»، الذي يحكي سيرة المطربة الراحلة ليلى مراد، فإنه شهد أخطاء تاريخية وزمنية عدة بينها اختفاء خالة البطلة، التي قامت بدورها هالة فاخر طوال الحلقات الأولى، ثم ظهورها فجأة، إضافة إلى الصورة المعكوسة التي قدمها العمل عن علاقة ليلى مراد بالملك فاروق التي كانت، حسب المعروف عنها، صديقة مقربة منه، بينما ظهرت في المسلسل ترفض دعواته المتكررة للغناء في القصر.

وعانى المسلسل طوال أيام عرضه الكثير من الاعتراضات على أداء بطليه الرئيسين السورية صفاء سلطان «ليلى» والمصري أحمد فلوكس «أنور وجدي»، حيث اعتبرهما النقاد يسيئان إلى النجمين الراحلين، فيظهرانهما كأنهما شخصيتين كاريكاتوريتين مضحكتين، حتى إن الناقد طارق الشناوي شبههما في المسلسل ببطلي مسلسل الأطفال الشهير «بوجي وطمطم».

«أبوضحكة جنان»

الوضع نفسه انطبق على مسلسل «أبوضحكة جنان» عن سيرة الراحل إسماعيل ياسين، الذي أخرجه محمد عبدالعزيز، والذي عاب عليه كل من شاهده الاستهزاء بالنجم الراحل وتقديمه كأنه مجرد مخبول لا يفهم شيئاً، حتى إنه يستشير ابنه الطفل الصغير في كل شؤونه، إضافة إلى تقليد بطله أشرف عبدالباقي طريقة تحدث ياسين في أفلامه الشهيرة، على الرغم من أنه لم يكن يتحدث بتلك الطريقة في الواقع وفقاً لتسجيلات نادرة له.

«باب الحارة»

وفي المسلسل السوري «باب الحارة» سيطر غياب الأبطال المتكرر على الجزء الرابع، الذي غاب عنه «العقيد أبوشهاب» تماماً عقب خلاف الفنان سامر المصري مع المخرج بسام الملا، ليتم تصعيد شخصيتي «أبوحاتم» و«معتز»، وتظهر شخصيات «مأمون بيك» و«النمس» و«أم جوزيف» ، والأخيرة قدمتها

النجمة منى واصف التي ظهرت بشخصية أخرى في الجزء الثاني من المسلسل نفسه بما يخالف التسلسل الدرامي.

وشهدت الأحداث ظهوراً مبهماً للعقيد أبوشهاب في الحلقة الأولى دون أن يظهر وجهه، كما ظهر في حلقات أخرى بالطريقة نفسها من دون أن يكون له دور حقيقي في الأحداث، وهو أمر يخالف المنطق باعتباره زعيم الحارة التي مرت بأحداث جسام طوال الحلقات.

«بيني وبينك»

وفي المسلسل السعودي «بيني وبينك»، عاب الجمهور على الحلقات الكثير من الأحداث غير المنطقية، بيد أن الأزمة الكبرى تمثلت في الخلاف بين بطليه فايز المالكي وحسن عسيري، وهو منتج المسلسل أيضا، حيث اعترض المالكي على حذف مشاهد عدة له شوهت البناء الدرامي للأحداث.