تغير مواعيد الوجبات بعد شهر رمضان يتطلب حرصاً في تناولها. تصوير: ربيع المغربي

النظام الغذائي المتوازن.. وقايـة مـــــــن مشكلات صحية

أكد اختصاصيون في مجال طب الباطنية والتغذية الصحية ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن، بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، لتفادي الآثار السلبية التي قد يعود بها التحول المفاجئ وبصورة عشوائية، من الصيام إلى الإفطار، على الصحة العامة، لاسيما عند مرضى القلب والضغط والسكري وقرحة المعدة.

وقالت اختصاصية أمراض الباطنية الدكتورة سعاد عبدالله ل«الإمارات اليوم» «لابد من اتباع نظام غذائي متوازن، بعد انقضاء شهر رمضان الكريم الذي تعودت فيه المعدة على تناول كميات قليلة من الطعام، جنبها الارتجاع الحامضي، وساعدها على هضم المواد الغذائية المتناولة، خصوصاً البروتينية منها، من خلال تكسيرها إلى جزئيات صغيرة».

وأضافت «العودة من صيام 14 ساعة على مدار 30 يوماً، بصورة مفاجئة وعشوائية، يترك آثاراً سلبية على الصحة العامة، وفي مقدمتها الاضطراب المعوي، وانتفاخ البطن نتيجة تجمع الغازات فيها، وارتجاع حامض المعدة إلى الأعلى، مسبباً آلاماً في البطن»، مشيرة إلى أنه غالباً ما تظهر الأعراض بصورة جلية بعد شهر رمضان مباشرة في أيام العيد التي تعتمد في المقام الأول على (فوالة العيد) التي تمتاز بتقديمها باقة منوعة من المأكولات والحلويات التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكريات ذات السعرات الحرارية العالية، والتي من شأنها أن تسبب مشكلات صحية عند بعض الناس، وتفاقمها عند آخرين، لاسيما عند مرضى القلب والضغط والسكري وقرحة المعدة.

محاذير

ولفتت عبدالله إلى أنه لابد أن يأخذ مرضى السكري في عين الاعتبار، تغير مواعيد جرعة الأنسولين، وكانت بعد الإفطار وخلال وجبة السحور في رمضان، حيث سترجع من بعده على الفور إلى الفترة الصباحية، وتابعت «من الضروري أن يحرص مرضى السكري على مراقبة أنفسهم عند تناول الوجبات الغذائية التي يجب أن يتم تنظيم قائمة أصنافها ومواعيدها، بناء على إرشادات اختصاصيي التغذية، وألا يفرطوا فيها بصورة عشوائية، حتى تعود أجسامهم للتكيف مع الوضع الجديد، ويعملوا على تفادي أي نوع من الأزمات الصحية، وتجنب حدوث ارتفاع في سكر الدم، لاسيما خلال أيام العيد».

وأوضحت أن على مرضى القلب تجنب تناول الكميات الكبيرة من الطعام، وتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي، والقهوة، والكولا، والابتعاد عن تناول الملح والدهون، لتفادي الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، والذبحات الصدرية، واضطرابات النبض، وهبوط القلب الذي يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، كما يجب على مرضى ارتفاع ضغط الدم التقليل من تناول الملح، فإن الإفراط في تناوله يؤدي إلى زيادة ارتفاع الضغط .

وبخصوص مرضى قرحة المعدة، ذكرت أنه لابد أن يلجأوا إلى تناول وجبات صغيرة، وأن يعملوا على التقليل من تناول الحلويات التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل، لاسيما الحارة.

إرشادات

وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، «حتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح، بعد فترة الصيام التي يمتنع فيها الصائم ساعات طويلة عن تناول الطعام، يجب تناول كميات صغيرة من الغذاء، وبصورة تدريجية، حتى تتم عملية هضم الطعام بشكلٍ سليم، لا ينجم عنه مشكلات صحية، مثل التلبك المعوي، وانتفاخ البطن، والارتجاع الحامضي، نتيجة تناول أطعمة منوعة وبكميات كبيرة في وقتٍ واحد».

وأضافت «يجب مراعاة نوعية هذه الأطعمة والمشروبات كذلك، وعدم الاكتفاء بتناولها لسد الجوع، وإرواء الظمأ فقط، حيث ينبغي الابتعاد عن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والأملاح والدهون، الكفيلة بإلحاق أضرار وأمراض عدة بالجسم». ونوهت «في المقابل، يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية التي يسهل التعرف إليها من خلال ألوانها، الأخضر الغامق مثل البروكلي، والبني والبيج مثل الخبز الأسمر، لدورها في الوقاية من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والإمساك، والمحافظة على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، كما أنها تساعد على الإحساس بالشبع، وغيرها الكثير من الفوائد».

وتابعت راشد «كما يجب تزويد الجسم بحاجته من السوائل المفيدة، وفي مقدمتها الماء، والابتعاد قدر المستطاع عن تناول المشروبات الجاهزة الغنية بالسعرات الحرارية والسكريات والألوان الضارة بالجسم، والمشروبات التي تحتوي على مادة (الكافيين) المنبه، مثل المشروبات الغازية والشاي والقهوة». وطالبت بضرورة تناول الفواكه التي تعتبر مصدراً جيداً للألياف، وبديلاً للحلويات والأطعمة الدهنية والوجبات الخفيفة، موضحة إنه يجب تناول الفواكه على حالتها الطبيعية التي تعتبر ذات قيمة غذائية عالية، حيث تعد من الأطعمة معتدلة السعرات الحرارية، والعالية في محتواها من الفيتامينات والعناصر المعدنية، وتعتبر مصدراً للكربوهيدرات خصوصاً السكريات البسيطة، وتحتوي على مواد مضادة للتأكسد تساعد على الوقاية من أمراض القلب والسرطان.

ولعدم الشعور بالملل من تناول الفواكه على حالتها الطبيعية، من الممكن تحضير السلطة من أنواعها المختلفة، وإضافة قطع منها للزبادي وحبوب الإفطار، وتجربة تناولها مثلجة في الصيف كوجبة منعشة، واللجوء إلى تناول المجفف منها، لسد الإحساس بالرغبة في تناول الحلويات وكبديل عنها في الوقت نفسه، وفق راشد التي قالت أيضا إنه «على خلاف السائد، يجب البدء بتناول الفواكه قبل الوجبات الرئيسة، لقدرتها على منح الجسم الإحساس بالشبع، وبالتالي، لا يتم اللجوء إلى تناول الطعام بكثرة».

الأكثر مشاركة