أمراض القلب.. القاتل الأول عالـمياً
تحتفل أغلب دول العالم في الـ27 من شهر سبتمبر من كل عام، الذي يصادف اليوم، بـ«اليوم العالمي لصحة القلب»، بهدف تسليط الضوء على أمراض القلب وسبل الوقاية منها، وحث أفراد المجتمعات على اختلاف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية، على تبني العادات الصحية التي تكفل حمايتهم، وتضمن الحفاظ على سلامتهم، من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة، التي من شأنها المساهمة في التقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب التي يعدها متخصصون القاتل رقم واحد عالمياً، وبالعديد من الأمراض المزمنة.
وقال استشاري أمراض القلب في مستشفى راشد الدكتور غازي ردايدة «تعتبر أمراض القلب السبب الرئيس لأكثر حالات الوفاة في العالم، وتشهد زيادة مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب زيادة مسبباتها، ومنها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «من المعروف أن أمراض القلب متنوعة، وتشمل أمراضا متعلقة بالدورة الدموية لعضلة القلب وهي تصلب الشرايين، التي تعتبر القاتل رقم واحد عالمياً، إلى جانب أمراض القلب الخلقية وأبرزها الثقب في القلب، وأمراض العضلة المتعددة الأسباب، بالإضافة إلى اضطرابات نظم القلب ألا وهي كهربة القلب». وتابع ردايدة «تصلب الشرايين هو مصطلح طبي يطلق على حالة تجمع وتراكم المواد الدهنية على جدران شرايين الجسم، ومع مرور الوقت تصبح هذه المواد كثيفة وقوية مسببة ضيقا أو انسدادا في الشرايين، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تدفق الدم عبر الشريان للعضو الذي يغذيه فينجم عنه ضعف حيوية هذا العضو، ويؤدي مرض تصلب الشرايين إلى مضاعفات عدة ومنها ضعف وقصور في عضلة القلب، وكهربة القلب».
أعراض واضحة
وأفاد ردايدة بأنه عادةً لا تصاحب تصلب الشرايين أعراض وعلامات واضحة، حتى يتأثر سريان وتدفق الدم تأثراً كبيراً مؤدياً إلى نقصان في تغذية الأعضاء، وهنا تكمن ضرورة التوعية بهذا المرض لتفادي مسبباته، والوقاية منها، وهي مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكولسترول، والسمنة، والتدخين، وقلة التمارين البدنية، مشددا على ضرورة قيام مرضى ضغط الدم بقياس الضغط بانتظام، والتقليل من تناول الأغذية الغنية بالصوديوم، وذلك عن طريق تجنب تناول الملح والأغذية المملحة، وعلى مرضى السكري مراقبة السكر.
وذكر أن طرق العلاج من تصلب الشرايين تعتمد على حالة المريض ومدى قوة المرض لديه، وتشمل الأدوية، وعمليات توسعة الشرايين عن طريق البالون أو تثبيت الدعامات، وأحياناً تستخدم جراحة القلب المفتوح، ولعلاج أمراض القلب الأخرى تتوافر العلاجات المناسبة لها.
السمنة
ولتجنب الإصابة بأمراض القلب المختلفة نصحت اختصاصية تغذية علاجية أولى في الرعاية الصحية في هيئة الصحة في دبي عائشة الصيري بضرورة المحافظة على الوزن الطبيعي وتجنب السمنة، لأنها تزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وخصوصاً عندما تكون السمنة في منطقة الخصر والبطن، والتي تسمى سمنة منطقة الخصر، مضيفة «من الضروري قياس محيط الخصر باستمرار، حيث يجب أن يكون محيط الخصر عند الرجال أقل من 102 سم، وعند النساء أقل من 88 سم».
وأكملت «كما يجب ممارسة التمارين الرياضية كجزء من النشاط اليومي، ويعتبر المشي من أسهل التمارين وأكثرها فعالية، وممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يومياً معظم أيام الأسبوع، الأمر الذي يساعد في الحد من الإصابة بالنوبات القلبية عن طريق خفض نسبة السكر وضغط ودهون الدم، وزيادة نسبة مستوى الأكسجين في الجسم، وخفض وزن الجسم، وتنشيط وتحسين الدورة الدموية».
وأضافت «يجب الحرص على تناول ثلاث وجبات يومياً، مع توزيع الاحتياجات الغذائية عليها، واتباع نظام غذائي صحي عن طريق الاكثار من تناول الخضراوات الغنية بالألياف، والخضراوات الورقية، والفواكه، والحبوب الكاملة مثل الخبز، والشوفان، والأرز، والبقوليات كالعدس والفاصوليا والحمص، وغيرها من الأغذية الغنية بالألياف».
تقليل الدهون
وطالبت الصيري بتناول اللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك، أكثر من اللحوم الحمراء بعد التخلص من دهونها ونزع الجلد منها قبل عملية الطهي، والحرص على تناول الأسماك ما لا يقل عن مرتين في الأسبوع، واتباع طرق الطهي الصحية كالشوي والسلق، في المقابل يجب تجنب تناول لحوم الأعضاء كالكبد، والكلاوي، وتجنب تناول السكريات بقدر المستطاع، والدهون لاسيما الحيوانية، والأطعمة المقلية والدهون المشبعة، التي تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة، وتوجد في كل أنواع الدهون ذات الأصل الحيواني مثل شحوم اللحم، وجلد الدجاج، والزبد، والسمن، والحليب ومنتجاته.
وحذرت من الزيوت المهدرجة مثل السمن النباتي، وزيت النخيل، وزيت جوز الهند، التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكولسترول في الدم، واستعمال الدهون غير المشبعة ومنها زيت الصويا، وزيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وزيت الأسماك، وزيت الزيتون، وفول الصويا، إلى جانب المكسرات، والأفوكادو، والأطعمة البحرية والتي تكون على شكل سائل في درجة حرارة الغرفة، والتي تعمل على إنقاص نسبة الكولسترول في الدم، الذي يؤدي ارتفاعه إلى تصلب وانسداد الشرايين، وأمراض القلب.
وعن عوامل ارتفاع الكوليسترول في الدم، قالت الصيري «هناك عوامل غذائية نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي، تسبب ارتفاع الكولسترول في الدم، وتشمل كثرة استهلاك الدهون الحيوانية، وكثرة استهلاك الكربوهيدرات مثل الحلويات والسكريات والمشروبات الغازية والأغذية النشوية، وكثرة تناول الوجبات السريعة العالية في نسبة الدهون والملح، وشرب الكحول، إلى جانب العوامل غير الغذائية، وتشمل التدخين، وقلة الحركة وعدم ممارسة النشاط البدني، والسمنة وزيادة الوزن، والعوامل الوراثية، وبعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري غير المنتظم، والتهاب البنكرياس، ونقص الغدة الدرقية، ومشكلات صحية بالكلى، وبعض الأدوية».
فعاليات
تحتفل قطاعات الصحة الحكومية والخاصة في الدولة بيوم القلب العالمي، خلال الأسبوع الجاري، عن طريق تنظيم مجموعة منوعة من الفعاليات والأنشطة المختلفة، التي تشمل رسائل توعية للوقاية من عوامل الإصابة بأمراض القلب المختلفة، وتشمل محاضرات، وورش توعية، وفحوصاً مختلفة لقياس ضغط الدم، ونسبة السكر، والكولسترول في الدم، والوزن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news