آيتن.. مصمم إكسسوارات النخبة
أحزمة من الذهب والتيتانيوم، تفتح وتغلق بطريقة آلية، ويصل سعر الواحد منها إلى نحو 100 ألف درهم، وأزرار قمصان آلية مختلفة عن نظيراتها العادية، وعلب لحفظ البطاقات الائتمانية بتقنية معقدة ميكانيكياً، مثل الساعات، هي أهم مبتكرات مصمم الإكسسوارات السويسري رولاند ايتن الذي يسعى إلى تقديم أفكار جديدة ومختلفة لإكسسوارات الرجل، لمحدودية الإكسسوارات المقدمة للرجال، خصوصاً النخبة التي تبحث عن المتميز والفريد، حسب آيتن الذي رأى أن أكثر ما يميز أحزمته التي تمثل الجزء الأكبر من مجموعته أنها مصنوعة من الذهب والتيتانيوم. وكذلك، يمكن للرجل أن يتحكم بالحزام عند الجلوس والوقوف من دون الحاجة إلى فكه، بالإضافة إلى مناسبته لتصميم الساعات المعقدة.
وقال آيتن لـ «الإمارات اليوم» إنه لم يدخل إلى مجال تصميم الأحزمة المميزة والمعقدة ميكانيكياً عن طريق المصادفة، إذ يتمتع بخلفية فنية، حيث درس الغرافيك ديزاين (تصميم الغرافيك)، ثم بدأ تصميم الأحزمة يشده إلى أن دخل هذا العالم مصمماً على ابتكار تقنيات في الأحزمة غير موجودة بعد ـ حسب المصمم السويسري ـ الذي يعتبر نفسه المصمم الوحيد في العالم للأحزمة المعقدة.
وأضاف آيتن الذي زار دبي أخيراً عن طريقة وضعه الأفكار الخاصة بالأحزمة إن «الطريقة المثلى لابتكار حزام جديد ومتميز تكمن في رسم أفكار عديدة، ووضعها في كتب، بحيث في النهاية يمكنني اختيار فكرة وتنفيذها»، لافتاً إلى أن تجارب الحياة التي يعيشها الإنسان مهمة، لأنها تجعل المرء متميزاً في عمله، وتمكنه في النهاية من تقديم الأفضل. وأضاف «كنت أعتبر الحزام إكسسواراً غير مريح، لذا، كنت أكرهه، وهذا ما دفعني إلى بدء التفكير في تصميم أنيق وعملي لهذا الإكسسوار، لأن الرجل يجلس معظم الوقت، ما يجعل الحزام مزعجاً، كما أنه يحتاج دائما عند الوقوف إلى ترتيب شكل القميص والحزام، وهذا غير عملي».
تقنية ساعات
وتتميز الأحزمة التي يصممها آيتن بكونها تحمل تقنية الساعات السويسرية نفسها، فبين الساعات والأحزمة علاقة وثيقة، وفق المصمم السويسري الذي قال «صناعة الساعات تطورت، وانعكس هذا على الميكانيكية الموجودة ضمن صناعة الساعات حالياً، وشخصياً، أستخدم في تصميم الأحزمة، أو حتى البكلة الخاصة برباط الحذاء، أو حتى أزرار القمصان الميكانيكية نفسها التي تعتمد في الساعات»، مشيراً إلى أن الأحزمة التي يصممها معقدة جدا، وهي تعتبر مكملة لرجال كثيرين يرتدون الساعات المعقدة المرتفعة الثمن، إذا يجب أن يخلق الرجل تجانساً في مظهره بين الساعة والحزام.
وعلى الرغم من أن التقنية التي تتميز بها الأحزمة التي يصنعها آيتن هي نفسها الموجودة في الساعات، إلا أنه اعتبر أن صناعة الساعات أسهل بكثير من صناعة الأحزمة، بسبب «وجود وفرة في المصانع التي تصنع الأجزاء الصغيرة التي يستخدمها مصممو الساعات، وهذا يسهّل عملية تصميم واختيار أجزائها». وفي ما يتعلق بصناعة الأحزمة، فوفقاً لآيتن، لا تتوافر المصانع، وهو يحتاج إلى تقديم الفكرة للمصنع كي يقوم بتصنيع الأجزاء، ما يصعّب عمله. وعن استخدامه الذهب والتيتانيوم ودمجهما معاً في مبتكراته، قال آيتين إن «التيتانيوم خفيف الوزن وقوي، ويعطي جمعه مع الذهب نتيجة رائعة، بالإضافة إلى أنه يستخدم في الساعات أيضاً، ما يجعل مناسبة الحزام للساعة أمراً سهلاً، إذ ينبغي التنسيق بين لون الذهب المستخدم في الساعة والذهب المستخدم في الحزام ليكون الرجل أنيقاً».
مريح ومتميز
ولا يصمم آيتن الأحزمة فحسب، بل يصمم أزرار قمصان تفتح بآلية مختلفة عن الأزرار العادية، وكذلك بكلة خاصة للحذاء، بالإضافة إلى علبة للبطاقات الائتمانية، مصنوعة جميعها من الذهب. وبرر آيتن اختيار الذهب لهذه الإكسسوارات، «لكونه لا يجعل أجهزة كشف المعادن في المطار تطلق صفارات الإنذار، وتضطر المرء إلى خلع حذائه، أو حتى أزرار القميص، في حين أن الحزام لن يكون تصميمه مريحاً، في حال قدم من الذهب فقط». ولجهة تركيزه على الجانب الآلي في إكسسواراته أكثر من الجانب الفني، قال «أعتقد أن الرجال يرغبون بقيادة السيارات السريعة، بسبب محركاتها القوية، وليس بسبب شكلها الجميل، على الرغم من أنها من الخارج متميزة بشكلها، وأرى أن الأحزمة متميزة بتصميمها العملي، كتقنية الإغلاق والفتح، وكذلك إمكانية توسيع الحزام، بما يعادل سنتيمترين أو ثلاثة سنتيمترات في أثناء الجلوس بقلب الجزء المعدني، من دون الحاجة إلى نزع الحزام أو فكه، فهذه ميزات تتغلب على الجمال. وبالتالي، من يريد تصميماً خارجياً جميلاً فقط، عليه أن يشتري حزاماً عادياً». وذكر أنه لا يضع التصميم الخارجي للحزام، إلا بعد الانتهاء من الفكرة الخاصة به، والمميزات التي يتمتع بها، فالجمال يأتي ثانياً.
عمل يدوي
ويستغرق الوقت الذي يحتاج إليه آيتن لتحضير حزام واحد ما يقارب السنة ونصف السنة، لأن العمل اليدوي يعتبر صعباً، كما أن التفاصيل الصغيرة تستغرق وقتاً وتستلزم الدقة، على حد تعبيره. وقال «تصميم الحزام يخول الرجل تغيير الجلد الخاص به، كما أن الذهب يناسب معظم الألوان. لذا، يعتبر الحزام الواحد مناسباً لجميع البدلات بمختلف ألوانها، علاوة على أن التيتانيوم في الحزام يمنحه تصميماً شبابياً ومريحاً للنظر، كما يجعله مناسباً للملابس الرياضية والبدلات».
أما لجهة ارتفاع أسعار الأحزمة، فقال ايتن «أتوجه إلى 1٪ من الناس الموجودين على الكرة الأرضية، وبالتالي، هؤلاء الذين أتوجه لهم يقدرون سعر الحزام، لمجرد تعرفهم إلى ما يحتويه من ميكانيكية ومميزات، فعندما يرونه لا ينظرون إلى سعره، بالإضافة إلى أنه حين يشتري المرء ساعة قيمتها مليون درهم، لن يجد حزاماً بـ100 ألف درهم مرتفع الثمن، لاسيما أن كل قطعة داخل الحزام صنعت بمفردها».
إلهام
يقول مصمم الأحزمة السويسري، رولاند آيتن، إنه يصنع من تصميم الحزام الواحد 100 حزام، وتوزع جميعها حول العالم في محال بيع الساعات المرتفعة الثمن. ويلفت إلى أنه يحب أن يلتقي زبائنه الذين يتنوعون بين سياسيين وفنانين وممثلين ومخرجين عالميين، بالإضافة إلى أصحاب مهن مختلفة، كما أن رؤية زبائنه تلهمه كثيراً من أفكاره، ويعطيه الاستماع إليهم مزيداً من الدعم، كي يستمر ويقدم أفكاراً جديدة، بالإضافة إلى أن ابتسامة الرضا التي يراها حين يعرفّهم إلى كيفية عمل الحزام تمثل قوة له على الاستمرار وتقديم الأفضل.
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news