ناجيات: هزمنا سرطان الثدي بالعـزيمة والكشف المُبكر
أكدت ناجيات من مرض سرطان الثدي أن اكتشافهن المبكر له، والعزيمة التي اكتسبنها بدعم أفراد أسرهن، ساعدهن على تجاوز محنة المرض وهزيمة آلامه، وقدمن في عرض أزياء الناجيات من سرطان الثدي مساء أول من أمس، في مركز برجمان في دبي، ضمن حملته للتوعية بالمرض، تحت شعار «بصحة وعافية»، نماذج حية لنساء لم يقهرن المرض فحسب، بل حملن على عاتقهن نشر رسائل التوعية بين صفوف النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي من شأنه حمايتهن من الإصابة به.
وبلغ عدد المشاركات في عرض الأزياء 11 ناجية من سرطان الثدي، إلى جانب ناجٍ في العقد السادس، شكلت مشاركته على الرغم من أنها لم تكن الأولى، مفاجأةً للحضور الذي أبدى في تصفيقه الذي ملأ ساحة العرض المفتوح إعجابه الشديد بمشاركته التي تتحدى ثقافة العيب والخجل.
وقال المشارك الناجي من سرطان الثدي، بيتر ميللر (61 عاماً - أسترالي) لـ«الإمارات اليوم»، «يعتقد بعضهم أن مرض سرطان الثدي تقتصر إصابته على النساء ، في حين أن من الممكن إصابة الرجال به أيضا، ولكن بنسبة قليلة جداً تبلغ 1٪، وشاء القدر أن أكون واحداً منهم».
وأضاف «من هنا، كان لابد من أن أشارك في نشر رسائل التوعية بإصابة الرجال بالمرض، لتنبيه الغافلين منهم، وضرورة الاهتمام بإجراء الفحص الذاتي للثدي، للكشف المبكر عن المرض، وتفادي عواقبه الوخيمة التي قد تصل إلى الوفاة».
ناجيات من المرض حملن على عاتقهن نشر رسائل التوعية بين النساء.
فحوص
و ذكر بيتر أن اكتشافه إصابته بالمرض يعود إلى 21 عاماً، حين واجه آلاما في منطقة الثدي، نصحه على إثرها صديق له طبيب بضرورة الإسراع إلى إجراء الفحوص اللازمة للتأكد من مصدر الآلام.
وقال «للأسف، أثبتت نتائجها أنني مصاب بسرطان الثدي. ونظراً إلى الخطر الكبير الذي يشكله على حياتي، كان لابد من إجراء جراحة عاجلة لاستئصاله، ما شكل صدمةً كبيرةً لي، لاسيما أنني لم أكن أتوقع البتة إصابتي بالمرض الذي يندر إصابة الرجال به، فضلاً عن أنني كنت متزوجاً حديثاً».
وأضاف «خضعت لإجراء جراحة، نظراً إلى دور كبير ستلعبه في الحفاظ على حياتي، ومن ثم، بدأت على الفور بالعلاج الكيميائي الذي يعتبر من أصعب العلاجات، ويعتبر جزءاً أساسياً من العلاج، واستمررت عليه لستة أشهر، ومن ثم، بدأت بمرحلة التأهيل، ومنذ ذلك الحين، وأنا أجري الكشف اللازم للتأكد من عدم معاودة السرطان لي ثانيةً، ولم يعاودني ثانية ».
وقالت إحدى المشاركات الناجيات من سرطان الثدي رادا بالن (58 عاماً - هندية)، وتشارك للسنة الرابعة على التوالي في العرض، «على الرغم من أنني لم أشعر يوماً بأي ألمٍ، أو ورمٍ في الثدي، فإنني اكتشفت أنني مصابة به في الجهة اليمنى، حين خضعت للمرة الأولى قبل ست سنوات لصورة الثدي (الماموغرام)، الذي يستخدم للبحث عن كتلة مشكوك في أمرها، أو تغير في نسيج الثدي».
وأضافت «للتأكد من نوعية الورم إذا ما كان حميداً أو خبيثاً، خضعت لخزعة سحب عينة منه بالإبرة، وتبين لاحقاً بعد إرسالها للفحص في المختبر أنها من النوع السرطاني الخبيث، فكان لابد من استئصال الورم، لتفادي انتشاره، ولم يقتصر علاجي على استئصال الورم فحسب، بل تبعه علاج كيميائي لمدة خمسة أسابيع. وبعد شهر، خضعت للعلاج التأهيلي، وكان عليّ الالتزام بتناول مجموعة معينة من الأدوية لمدة خمس سنوات متتالية، انتهيت منها منذ سنة، فضلاً عن أنني مازلت أخضع لفحوص دورية، للتأكد من عدم معاودة المرض».
وعن كيفية تجاوبها مع المرض ذكرت رادا بالن «في بادئ الأمر، كان وقع خبر إصابتي كبيراً على نفسي، لاسيما أن سرطان الثدي الذي أصبت به كان من النوع الخبيث، ولكن، بمساندة ودعم أبنائي لي، قررت مواجهة المرض بقوة وعزيمة، وبفضل الله تحقق ذلك».
«ماراثون وردي»
يستضيف مركز برجمان في دبي يوم الجمعة المقبل في الثامنة صباحاً مهرجان «ماراثون المشي الوردي» الذي يهدف إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع بسرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكر عنه، وهو مفتوح أمام مختلف فئات المجتمع من الرجال والنساء والأطفال، وللمساهمة في جمع الأموال اللازمة لمحاربة سرطان الثدي من خلال نشر التوعية.
تحدّي الألم
ولا تختلف تجربة باتريكيا تورتون (54 عاماً - من جنوب إفريقيا)، عن تجربة رادا، وذكرت إنها اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في 2007 ،حين كانت ذاهبةً في زيارة أسرتها في جنوب إفريقيا، بعد أن خضعت لصورة الثدي (الماموغرام)، وحينها قررت العودة إلى دبي التي لم تكن إقامتها فيها للعمل تتعدى ستة شهور، لتلقي العلاج فيها، والذي بدأ بعملية استئصال الورم، تبعها العلاج الكيميائي لمدة أربعة أشهر، ثم خضعت للعلاج التأهيلي 28 يوما، وتعرفت من خلاله على مصابات بالمرض، استمدت منهن الإصرار والعزيمة على تحدي المرض، وكان لها ما أردت، بحسب تعبيرها .
وقالت سي فاي (48 عاماً - من جنوب إفريقيا) «خلال الاستحمام، اكتشفت وجود ورمٍ صغير في الثدي، وما إن علمت صديقتي بذلك، حتى نصحتني على الفور بضرورة مراجعة الطبيب للتأكد، فزرت الطبيب الذي نصحني بضرورة إجراء خزعة السحب، للتأكد من نوع الورم، ولكن نتيجة الخزعة لم تكن واضحة».
وأضافت «بناء على النتيجة، كان قرار إجراء عملية استئصال الورم راجعٌ إلي، حينها شعرت بعدم ارتياح دفعني إلى قرار إجراء العملية، والحمد لله، أنني بالفعل أجريتها، وتبين من خلالها أن الورم السرطاني كان خبيثاً»، مشيرة إلى أنها خضعت على إثر الجراحة لعلاج كيميائي لمدة ستة أشهر، تلاه العلاج التأهيلي لمدة سنة ونصف السنة.
وأضافت «تجربتي مع مرض سرطان الثدي كانت مريرة جداً، تجرعت خلالها مقداراً كبيراً من الألم النفسي والجسدي، تجاوزته بفضل الله والعزيمة والاكتشاف المبكر للمرض، واقتصر الأمر الآن على أدوية لابد من المواظبة على تناولها لمدة خمس سنوات، إلى جانب إجراء الفحوص الدورية كل ثلاثة أشهر».
وتميز عرض أزياء «الناجيات من سرطان الثدي» بروح الأمل والتفاؤل بغدٍ أفضل، واستهل بأغنية (فلتنعمي بصحة وعافية)، تم تأليفها خصوصاً للحملة ولجميع النساء، تبعها أداء راقص لثلاث فتيات استخدمن فيه أشرطة وردية تعزيزاً لرسالة الحملة.
وعرضت الناجيات مجموعة منوعة من الملابس العملية، وفساتين السهرة البسيطة، إلى جانب الجلابيات. وحملن في ختام العرض رسالة توعية كتبت على لوحات كونت مع بعضها بعضاً «كوني على دراية بسرطان الثدي، وقومي بالفحوص الدورية».
ميللر: إصابة الرجال بسرطان الثدي تبلغ 1%.. وشاء القدر أن أكون منهم.