الكريستالات أضافت فخامة على تصاميم فيرن ون.                  من المصدر

«أماتـو كوتـور».. ربيع مزهر في حديقة ملكية

لم يكن على مصمم دار الأزياء الإماراتية «أماتو كوتور»، فيرن ون، سوى أن يشارك في واحد من أسابيع الأزياء العالمية، ليتمكن من إبهار مدمني الأزياء الذين سخروا مدوناتهم للحديث عن عرضه. ومن خلال مشاركته في أسبوع لوس أنجلوس للأزياء منتصف الشهر الجاري، مقدما مجموعته من ملابس السهرة الراقية لربيع وصيف ،2010 استطاعت الدار كعادتها أن تقدم عرضا جمع بين فخامة تصاميم ملكية التأثير بلمسة سحرية أوبرالية، حولت العارضات إلى دمى ترتدي مزيجا مترفا من أمتار التول الفرنسي والكريستالات متعددة الأشكال، عبر خليط ألوان غير مكرر.

حديقة ملكية

بهجة الربيع في حديقة ملكية كانت الفكرة البادية لمجموعة ون التي ابتعدت عن الألوان الداكنة، وقدمت مزيجا مفرحا من الألوان المبهجة، بتدرجاتها الخالصة والمختلطة، لتتفتح زهور الربيع على فساتينه التي لم تخل من التفاصيل اليدوية التي زينت أغلب أجزاء الفساتين، والتي لم تخل من زخم كريستالات شواروفسكي، بأنواعها المختلفة، بينما تكررت فكرة تفتح الأزهار عبر تموجات الفساتين وقصاتها التي بدت كأنها بتلات زهور يانعة، تفتحت تحت سماء صارخة الزرقة، تناثرت غيومها فبدت لوحات قطنية البياض.

وبين درجات الوردي والبيج والأزرق، تركزت تصاميم المجموعة التي حرصت على البعد عن ظلاله المكررة، حيث فضل المصمم أن يمزج خليطه الخاص من الألوان، بين وردي فاتح بأذيال صارخة فوشيه، حولت العارضة إلى قطعة حلوى مغرية، وبين درجة وردي أخرى، أقرب للون الكرزي، وأخرى تدرجت من الوردي الداكن وحتى الفاتح، بينما تلون القالب في أحد الفساتين بالوردي الكرزي، وآخر بالمشمش الملوح بخجل وردي صارخ، بينما نزلت خطوط من اللون على التنورة البيضاء، والتي بدت كخيوط لون سائلة لم تجف بعد، إضافة إلى درجات الأزرق التي لم تخرج عن درجات زرقة سماء ربيعية بأمزجتها المختلفة، بين سماوي صارخ، وآخر أشبه بلون الغيوم، بينما امتزجت زرقة أخرى بكمية مكثفة من الأبيض، لتوجد درجة من الأزرق الثلجي، أو ما يمكن تسميته الأبيض المزرق. وعزز الاستخدام المكثف من طبقات وأمتار التول ذلك التأثير المتطاير المنفوش للفساتين، حيث بدت الفساتين غيوماً متحركة.

ومع درجات البيج، اكتملت مجموعة المصمم التي تفاوتت بين درجة الكراميل، وأصفر الـ«فانيلا» الفاتح جدا، والبيج المعروف بالـ«مشرومي»، إضافة إلى درجات البرتقالي بين الغني الصارخ والبطيخي الهادئ الأقرب إلى لون الحلوى، إضافة إلى الخوخي الرامي إلى حمرة خجولة، ليدخل المزيد إلى مجموعته الباستيلية من خلال اللون الليلكي، والأبيض المتدرج حتى الرمادي الداكن، على أطراف التنورة، إضافة إلى مزجه بين البيج الداكن والأزرق الصارخ، مزينا كليهما بزهور بنفسجية صغيرة وفاقعة.

خامات مفضلة

لم يبتعد ون عن الاعتماد الرئيس على خامته المفضلة من التول الفرنسي الراقي، القادر على التشكل المطلق بالأسلوب الذي يبغيه المصمم، مستخدما إياه في تنفيذ جميع التصاميم، إلا أن ذلك لم يمنعه من إضافة أنواع خامات أخرى زينت الفساتين ووظفها، بحسب الحاجة، كاستخدامه قماش الأورغانزا المتصف بالثبات النوعي واللمعة الخفيفة، والتي أعانت على تشكل أذيال فساتين بتموج ثابت شكلها المصمم وردة متفحتة، بينما استخدم الحرير في تشكيل أحزمة لفساتين أخرى، إضافة إلى استخدامات خامات بارزة وسميكة لتشكيل وتصميم زينة يدوية الصنع لورود متفحتة متناثرة على أذيال الفساتين، ما أعطى غنى وقيمة عليا للتصاميم لوجود جانب المهارات اليدوية في التصاميم.

ومع شهرة وتميز فساتين الدار، بإتقان القوالب والمشدات الخاصة المبنية داخل الفساتين والداعمة لانحناءات الجسد، تنوعت أشكال القوالب عند منطقة الصدر والخصر بين المفتوحة الشبيهة بالقلب، والمستقيمة بزوايا حادة في النهايات، والأخرى الشبيهة بالفراشة، أو الشبيهة ببتلات الورود، ما أعطى غنى وتنوعاً في شكل الصدر الذي غالبا ما تحد من تنوع أشكاله مواصفات القالب الشاد والضام للجسد، إلا أن التنوع الكبير في قصات وأشكال التنانير أعان على توظيف ثبات شكل المشدات في تحديد شكل موحد للمجموعة، وإعطائها الطابع المتسلسل غير المتفرق، وعزز من انحناءات الفساتين وشكل التنانير التي عززت فكرة المصمم لفساتين على أشكال الأزهار والورود الربيعية.

 فانتازيا

 

مَيْل مصمم الأزياء فيرن ون من «أماتو كوتور» الشديد للتأثير المسرحي لعروضه أضاف إلى العرض لمسة «ماري أنطوانية» فانتازية خاصة، خلال عرضه الأخير في أسبوع لوس أنجلوس لأزياء الربيع والصيف ،2010 حيث تلونت وجوه العارضات بصبغة بيضاء، رسمت شكل القناع، بينما تلونت شفاههن بلون داكن، عزز من قسوة وغموض الشكل، ولم يمنع ذلك المصمم من تزيين رؤوس العارضات بشعر اصطناعي أبيض يرتفع فوق رؤوسهن، مضيفا إلى ذلك كميات متفاوتة من الأشياء المختلفة بلون أبيض أيضا، من دراجات، ونجوم، وخيول، وفراشات، وبرج إيفل، وكل ما يمكن تخيله من أشياء، تغطت حتى عنق العارضات بخمار شفاف من التول الأبيض المربوط تحت الذقن.

 

انطلاق

استطاعت دار أزياء «أماتو كوتور» التي انطلقت في الإمارات منذ 1999 من التوجه ابتداء من العام 2000 إلى العالمية، والانطلاق في أسابيع الموضة العالمية في ميامي ولوس أنجلوس وباريس، حيث حظيت الدار باهتمام وتشجيع العاملين في مجال الأزياء والمهتمين به. وتمكنت الدار أخيرا من نيل إعجاب عارضة الأزياء العالمية، هايدي كلوم التي رأت مصادفة عددا من تصاميم فيرن ون، مقررة الاستعانة به في تصميم فساتين العرض النهائي لمتسابقات «جيرماني نيكست توب موديل»، ومنذ ظهور التصاميم على منصة البرنامج، بدأ الاهتمام الإعلامي الأوروبي، وحظيت الدار بعروض أوروبية عديدة، وطلبات من نجماتها.

 

الأكثر مشاركة