أزهار «أماتو» تتفتح في ختام «دبي للأزياء»

يوم ختامي متنوّع النكهات. تصوير: آشوك فيرما

الاحتفال بميلاد اللعبة باربي الخمسين أول من أمس، كان طريقة أسبوع دبي للأزياء ،2010 لاختتام الحدث الذي استمر خمسة أيام في فندق إنتركونتيننتال فيستفال سيتي في دبي. وقدم خلاله مصممون للأزياء في الدولة تصاميم خاصة للعبة الشهيرة التي تهادت عارضات الأزياء متشبهات بها، عبر الشعر والماكياج والإكسسوارات، على منصة العرض التي طليت خصوصا لذلك. وقدمت خمسة عروض أخرى، اختتمها المصمم فيرن ون من دار «أماتو كوتور» بتصاميم عالمية المقاييس لفساتين السهرة الراقية، من مجموعة ربيع وصيف 2010 التي تفتحت زهورها على تصاميم أماتو، سبقتها مجموعة تجريدية لآمبر فيروز.

 
«باربي».. ملهمة 

قدمت مجموعة كبيرة من المصممين المشاركين هذا الموسم وغير المشاركين تصاميم مختلفة للعبة «باربي» في العرض الختامي لأسبوع دبي للأزياء ،2010 أول من أمس، في فندق إنتركونتيننتال فيستفال سيتي في دبي، بمناسبة مرور 50 عاما على ظهورها الأول في ،1959 وهي تصاميم تفاوتت بين التي كانت قريبة للعبة وأخرى كانت بعيدة عن ما يمكن استيحاؤه من فكرة اللعبة وألوانها الشهيرة.

شارك في العرض مجموعة كبيرة من المصممين، منهم عايشة رمضان، و«أماتو كوتور»، وإيكتا سنغ، وآمبر فيروز، و«داس» لريم وهند بالجافلة، وحاتم العقيل، وحسن شهريار ياسين، وجيك آند جيجي، ودار أزياء «كنزي»، ومريم المزروع، ومايكل سينكو، و«رابية زي»، وريما الشمري، وسلمى خان، وسهاد عكوري، و«شوغار فينتاج».

بدأت عروض اليوم الأخير لأسبوع دبي للأزياء بعرض للعلامة التجارية «زد فور زد»، للمصمم الهندي زاييم جمال، بمجموعة من 30 فستانا، تفاوتت بين الربيعية الراقية المناسبة للخروج المسائي الهادئ وأخرى مناسبة للسهرة، على الرغم من بساطة عامة على كامل المجموعة لم تأخذ من أناقتها، إضافة إلى عرض خاص لشركة ديسانغ باريس للعناية بالشعر، وقدم خلالها خبراء الشعر ثلاث طرق لتزيين الشعر، منها الموجهة للمرأة العربية، وأخرى أوروبية، وثالثة آسيوية، تم العمل عليها مباشرة أمام جمهور العرض.

واستمرت العروض حتى المساء، وبدأت بدار «مس إليغانت»، للإماراتية نورة الهاشمي والمصمم الهندي التجريدي آمبر فيروز، اللذين قدما مجموعة غير مكررة من العبايات وفساتين السهرة والمساء، كانت بصمة فيروز واضحة فيها، بميله الدائم لتقنية الـ«باياس» في التفصيل، والحب الدائم لتقديم الغريب. ولم يمنع ذلك «أماتو كوتور» من إبهار الحضور المتزاحم، بتصاميم راقية بجودة عالمية، بدت أقرب إلى ما يقدمه مشاهير الموضة العالمية، بتأثيرات تراوحت بين فانتازية وجنون جون غاليانو، وعمق وقوة ألكساندر ماكوين على يد مصممها فيرن ون، الذي قدم مجموعة ربيعية من فساتين السهرة الراقية، والتي يمكن تحويل أي منها إلى فستان زفاف مترف، لما يحويه كل تصميم من عناصر البذخ والترف الشديد، في التفاصيل أو التزيين أو الفكرة، أو الحجم.

عبايات تجريدية

قدم كل من نورة الهاشمي وآمبر فيروز عبر «مس إليغانت» مجموعة عبايات اتخذت قصات وخطوطا تجريدية، قد يصعب ارتداء بعضها، استعان فيها فيروز بالناحية الفنية الإبداعية بشكل أكبر، وضمت العبايات مجموعة واسعة من أفكار تفاوتت بين القصيرة ومتفاوتة الأطوال، مقابل اتساع معقد من الخلف، إضافة إلى استخدامه فكرة شد القماش في نقاط معينة من العباية، وتحديدا عند الرسغ ومنتصف الظهر، بطريقة تجعل القماش يتجمع في مناطق معينة عند الحركة.

وبـ30 عباية، قدم فيروز تصاميم تداخلت معها خامات بألوان صارخة، حددت خطوط الياقات والأكمام، وتطرزت بألوان متباينة أخرى، أعطت العبايات غنى وعمقا . وقدم عبايات كانت شديدة الاتساع، بدت دقة التفصيل فيها واضحة بطريقة الـ«باياس»، وكما الحال مع العبايات، قدم فيروز 16 تصميما شديد الأناقة لفساتين حريرية تنوعت ألوانها السادة بين الدرجات الباردة التي خرجت بخطوطها التجريدية شديدة الابتكار عن المعتاد في الفساتين، محولا التصميم إلى لوحة بخطوط معقدة بمهاراته الذكية في التفصيل والقص، وقدرته الفذة على التنفيذ من دون أخطاء، مقدما فساتين قصيرة تضيق عند الأرداف، وتتسع متهدلة عند الجذع والأكمام، وأخرى تبدو طويلة من جهة وشديدة القصر من جهة أخرى. وتتجمع الخامات منسدلة بعقد عفوية متجمعة على الظهر، مكونة أذيالا تتهادى بغرور، وبين أمواج وكسرات وطبقات والتفافات وعقد حول فيروز جسد المرأة إلى ساحة جدال عنيف مع الخامات على ما يمكن أن يكون أكثر أناقة وإغواء على الجسد.

أماتو باريسي

بمجموعة شديدة الإتقان، وبمعايير عالمية في الابتكار والتنفيذ، قدم فيرن ون مجموعته من فساتين السهرة الراقية لربيع وصيف ،2010 وتركزت فكرتها الرئيسة على تفتح الأزهار، وانتشرت على التصاميم بطرق وتقنيات وأفكار مختلفة، وكان قادرا على أن يوظفها من دون ملل، وطريقة مبتكرة في تصميم قوالب حديدة نحتت الجسم ورسمت تفاصيله بخطوطها المتوازية والمتداخلة، مكونة أردافا وانحناءات رسمت التصاميم. وقدم خلال العرض محاولاته الأولى في القطع العملية، من سترات وسراويل وتنانير قصيرة، بعيدا عن الفساتين التي يبدع فيها غالبا، وهي القطع التي بدأ بها عرضه، مفاجئا بها جمهوره الذي لم يتوقف عن التصفيق مع كل تصميم، ابتداء من السترات القصيرة والطويلة ذات التأثير المسرحي، مزينة برسومات أسطورية شبيهة بلوحات ما قبل عصر النهضة، وتطريزات بارزة عززت من غنى التصاميم، وهي سترات ضاقت عند الخصر أو انسدلت مفتوحة، بأكمام طويلة ضيقة، وأكتاف بارزة مثلثة فانتازية.



وقدم المصمم سراويل حريرية كانت تفاوتت في فكرتها بين الـ«شروال» وسروال ركوب الخيل، تزينت جميعها بأحزمة محبوكة يدوية بالخيوط والأحجار، وانسدلت منها شرابات كبيرة مزينة بالكريستال، إضافة إلى تنانير قصيرة من الريش المصغر التي تزينت هي الأخرى بأحزمة عريضة ومشغولة، وعدد من الفساتين القصيرة الواسعة، والتي اختفت تحتها سراويل ضيقة مطرزة بالكامل وملونة، أو أخرى من التول المخروط بالكامل متدرجة الألوان.

وتعتبر الفساتين القصيرة الضيقة بقوالب مثبتة للصدر، بلونها الكريمي ولوحاتها الأسطورية على الجذع، واحدة من أكثر قطع المجموعة تميزا، والتي انسدلت عليها عبايات طويلة من دون أكمام، وبحمالة واحدة على الكتف، من التول البيج الشفاف الذي تهادى وتموج بإغواء شديد فوق الفساتين الضيقة الواصلة حتى الركبة. وتدرجت الألوان البنفسجية والوردية في نهايات التول وأذياله، ومع انتهاء المجموعة أسطورية اللوحات، بدا بذخ «ون» الشهير، في استخدام كريستالات شواروفسكي، وأمتار التول غير متناهية في فساتين سهرة شديدة الإتقان، ومتعددة التفاصيل، لم تخرج عن الألوان الربيعية المفرحة، بين فاتحة وصارخة، تدرجت جميعها بأكثر من ثلاثة ألوان، يترأس أحدها المشهد، يتبعه البقية في تدرج على الأذيال وكريستالات الصدر التي غلبت عليها فكرة القلب العاري من دون أكمام أو حمالات. وتغطى بعضها الآخر بسترات قصيرة شبيهة بسترات الـ«ماتادور»، مشغولة بالكامل من تطريزات مكثفة بارزة تتزين بالكريستال.

 
تنظيم 

استطاع منظمو أسبوع دبي للأزياء، وللموسم الثاني على التوالي من تولي تنظيم الحدث، أن ينجحوا في استيعاب كل التفاصيل التي يمكن أن تعين الإعلاميين المتابعين للحدث، وتلبية كل احتياجاتهم على اختلافها. وعلى الرغم من تزاحم العروض والواجبات التي تتخللها، فذلك لم يمنعهم من توفير طرق لراحة الإعلاميين وزوار الحدث، وتوزيع المهام بتنسيق وتنظيم يمكن أن ينافس وبقوة أسابيع الموضة العالمية الشهيرة.

 

 

 

 

 
تويتر