اللحم والحليب يقاومان فقر الدم
أشارت دراسة قام بها علماء في جامعة «أوتاغو» النيوزيلاندية، إلى أن تناول كميات مناسبة من اللحم والحليب، من شأنه أن يعزز قدرات الجسم على مكافحة مرض فقر الدم «الأنيميا».
ويعاني طفل نيوزلندي من بين ثلاثة من هذا المرض، في الوقت الذي يمتنع فيه كثير من الأطفال عن تناول الأغذية الغنية بالحديد، مثل اللحم والحليب. ويحتاج الإنسان في عامه الثاني إلى كميات متزايدة من الحديد، ويؤدي نقصه إلى الإصابة بالأنيميا. وفي حال استفحال المرض في هذه المرحلة، فإن ذلك يؤثر في نمو المخ، وقد ينتج عنه اضطرابات في السلوك.
وقامت الباحثتان في الجامعة الدكتورة آن لويس والدكتورة إيوا زيملاك غي بدراسة تأثير نقص الحديد في نمو الأطفال. ووجدتا أن الأطفال الذين تناولوا كميات معتبرة من اللحوم الحمراء أو الحليب المدعم (بالمعادن) لديهم قدرة أكبر على مكافحة مرض فقر الدم.
من جهتها علقت كبيرة الباحثين في كلية العلوم الطبية بالعاصمة النيوزلندية أوكلند، الدكتورة كلير وول على النتائج ، «أنها دراسة مهمة، وهي تؤكد نتائج دراسات سابقة أجريت في نيوزيلندا، والتي ربطت بين نقص الحديد وعوامل اختلال التغذية عند الأطفال في عمر السنتين». وأوضح الباحث أن «الأبحاث المحلية والدولية تؤكد أن تناول الحليب المدعم يساعد على الحد من المرض».
ويقول العلماء إن انتقال الطفل من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الأكل قد يسبب مشكلة في حال لم تنتبه الأمهات إلى النظام الغذائي اليومي، حيث إن كثيراً من الأطفال لا يحصلون على الكمية الضرورية من الحديد في الأطعمة التي يتناولونها.
وعادة ما يستهلك الأطفال، بعد السنتين، حليب الأبقار ويهملون الأغذية الأخرى التي تحتوي على كميات جيدة من الحديد، لذا دعا الأخصائيون إلى التنويع في الطعام، بحيث يتناول الطفل أصنافاً مختلفة من الغذاء، بما ذلك اللحم الأحمر، كما يتعين البدء بإعطاء الرضع، بعد بلوغهم سنة من العمر، حسب الأختصاصيين، كميات منتظمة من الحليب المدعم يومياً.
وينصح الأطباء النساء الحوامل اللواتي يعانين من فقر الدم بتناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بهذه المعدن، إضافة إلى المكملات التي من شأنها أن تضاعف من استفادة الجسم. ويكرر العلماء أن نقص الحديد في الانسان لا يكون بسبب عدم تناول الطعام المغذي، وإنما بسبب سلوك خاطئ، حيث تؤثر بعض العوامل في عملية امتصاص الحديد. ويكون الحديد الموجود في المنتجات الحيوانية سهل الامتصاص بشكل كبير، في حين لا يستفيد الجسم كثيراً من المادة التي مصدرها من الخضروات أو الفواكه. كما تنصح الحوامل بعدم الإفراط في تناول «فيتامين أ»، لأنه قد يضر بالجنين.
وتساعد بعض الفواكه في امتصاص الحديد، مثل البرتقال وعصير الفواكه والفراولة وغيرها، كما تلعب خضراوات مثل البروكلي والطماطم والبطاطا والفلفل الأخضر والأحمر، دوراً إيجابياً في الامتصاص. وفي المقابل تعيق القهوة والشاي هذه العملية، كما أن تناول الحبوب الكاملة ومنتجات الصويا يعيق الامتصاص أيضاً. ساينس أليرت ومجلة «هيلث كاسل».
أعراض الأنيميا
الشحوب وسرعة التعب، والضعف العام بالعضلات،
والصداع، والدوار مع الشعور بعدم الثبات، وطنين الأذنين ونفخات انقباضية وظيفية.
إذا استمر فقر الدم مدة طويلة تظهر تغيرات في الفم واللسان والأظفار، وتضمر الحليمات اللسانية، ولا يشعر اللسان بالالم إلا إذا أصيبت بقع منه بالالتهاب.
قد يبدو الغشاء المخاطي للفم والوجنتين بلون أحمر، وقد تظهر تشققات على جانبي الفم يقال لها الصوار.