اضطرابات الـنوم تنخفض بعد التقاعد

معدلات مواجهة اضطرابات في النوم في السنوات السبع الأولى بعد التقاعد، تنخفض بنسبة 26٪. أرشيفية

كشفت دراسة فنلندية جديدة نشرت في دورية «سليب»، أن التقاعد يتبعه انخفاض شديد في ظهور وشيوع اضطرابات النوم، وأوضحت نتائج الدراسة أن التحسن في النوم قد يكون ناتجاً عن تخلص المرء من المسؤوليات المرتبطة بالوظيفة، والتوتر الناتج عنها، وليست نتيجة أسباب صحية بسبب التقاعد.

وبينت نتائج الدراسة أن معدلات مواجهة اضطرابات النوم في السنوات السبع الأولى بعد التقاعد، تنخفض بنسبة 26٪ مقارنة بالسنوات السبع قبل التقاعد، إذ انخفض شيوع اضطرابات النوم لدى 14714 متطوعاً من 24.2٪ في العام الأخير قبل التقاعد، إلى 17.8٪ بعد السنة الأولى من التقاعد، بينما سجل الانخفاض الأكبر في اضطرابات النوم لدى الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو الإرهاق العصبي السابق للتقاعد، كما أن التحسن في عادات النوم كان واضحاً بالشكل الأكبر لدى الرجال، والموظفين في المستويات الإدارية التي يواجه أصحابها ضغوطاً نفسية، والأفراد الذين ترتبط وظائفهم بالمناوبات الليلية.

وبينت المسؤولة عن الدراسة البروفيسورة في قسم الصحة العامة في جامعة توركو في فنلندا جوسي فاهتيرا أن المتطوعين كانوا يحظون بامتيازات وظيفية نادراً ما يحظى بها الموظفون حالياً، ومن ضمنها الاستمرارية المضمونة في الوظيفة، والتقاعد المضمون والقانوني بين عمر 55 و60 عاماً، والراتب التقاعدي بنسبة 80٪ من الراتب الفعلي، مشيرة إلى أن «هذه الميزات، تعين أيضا في نتائج تحسن عادات النوم بعد التقاعد، ففي بلدان يعاني متقاعدوها من رواتب تقاعدية قليلة وضمانات مالية متزعزعة، قد يواجه المتقاعدون اضطرابات شديدة في عادات النوم، بنسبة أكبر منها قبل التقاعد».

وضمت الدراسة موظفين من الشركة الوطنية الفرنسية للبترول والكهرباء، الذين تقاعدوا بين عامي 1990 و،2006 في متوسط عمر 55 عاماً، وشملت الدراسة بيانات لـ11581 موظفاً، و3133 موظفة، ممن كانوا يعانون من اضطرابات النوم على الأقل مرة واحدة قبل عام من التقاعد ومرة بعد عام من التقاعد، وكشفت الدراسة أن 35٪ من المتطوعين للدراسة عملوا في مناوبات ليلية، وأن 17٪ منهم يعانون من الاكتئاب، بينما جمعت قياسات سنوية لمدة سبع سنوات قبل وبعد التقاعد، وهي فترة الدراسة، واستكمل خلالها المتطوعون مجموعة من الاستفتاءات واستطلاعات الرأي متعلقة بالصحة وأسلوب المعيشة، وأخرى شخصية واجتماعية، أو متعلقة بالأسرة، إضافات إلى حقائق متعلقة بالوظيفة، بينما تم تأكيد وجود اضطرابات في النوم من خلال الاستطلاعات، تضمنتها 50 حالة صحية واجهها المتطوعون خلال السنة السابقة للتقاعد.

وبينت النتائج أيضاً وجود ارتفاع شيوع اضطرابات النوم وارتباطها مع التقدم بالعمر، التي تمت ملاحظتها قبل التقاعد وبعده، ورغم وجود الاضطرابات بعد التقاعد أيضاً واستمرارها، إلا أنها انخفضت بين السنة الأولى وحتى السابعة، بين 17.8٪ وحتى 19.7٪ وبقيت أكثر انخفاضاً بشكل ملحوظ عن نسبتها قبل التقاعد، إلا أن الاستثناء الوحيد الذي خرج عن نتيجة تحسن النوم، كان بنسبة 4٪ للأفراد الذين ارتبط تقاعدهم من العمل بأسباب صحية، والذين قاموا بالتقاعد في وقت مبكر بسبب أمراض مزمنة ومستمرة، والذين عانوا من ارتفاع نسبة اضطرابات النوم بعد التقاعد بنسبة 46٪.

وخلص الخبراء إلى أنه خلال الفترة الحالية، وعلى الرغم من توقع تحسن الحالة المعيشية في الوقت الحاضر، وتوقع استمرار عيش الأفراد بعد التقاعد لسنوات طويلة، إلا أنه يجب أخذ إعادة هيكلة قوانين العمل وما تقدمه من امتيازات للموظفين في الاعتبار، للتمكن من الاستمرار في أسلوب معيشة جيد وفعال اقتصادياً، من دون التقليل والتغاضي عن حالاتهم الصحية لأسباب اقتصادية.

تويتر