المنصوري: مصمم الأزياء يتأثر بالواقع المحيط به.                  تصوير: إريك أرازاس

«تناقضات» المنصوري.. أناقة بـ«أمصال وأقنعة»

على كلمات وأنغام أغنية «أنفلونزا الخنازير» للمطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، ووسط دهشة وترقب الحضور، قدمت مصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري رسالتها الجديدة، والتي تعكس فيها رأيها في وباء «أنفلونزا الخنازير» الذي بات يسبب حالة من الرعب اجتاحت العالم، وهو ما عكسه التصميم الذي تركت فيه المنصوري جماليات تصميم الأزياء جانباً، وركزت فيه على إبراز قناعتها بخصوص هذا الوباء، والذي تجد فيه وفي غيره من الأوبئة التي تهاجم العالم بضراوة، ثم تختفي بمجرد ان تقوم الدول بشراء كميات ضخمة من الأمصال المضادة لها «بما يشبه الحروب بالأوبئة التي حلت محل الحروب التقليدية».

وعبرت المنصوري عن الفكرة من خلال فستان بلون أقرب للون الخنزير، ووضعت على احد كميه صور عملة نقدية، بينما انتشرت علب الأدوية والأمصال المضادة على صدره، كما وضعت على رأس العارضة قبعة طويلة شكلتها من أقنعة وحقن بلاستيكية، وغطت انفها بقناع، وهي الرسالة التي نجحت المصممة في توصيلها لجمهور العرض الذي شهدته الشيخة الدكتورة هند القاسمي رئيس مجلس سيدات أعمال الإمارات، وأقيم في افتتاح معرض «ليدي شيك» الذي يختتم فعالياته اليوم، بتنظيم من شركة الحاضر، برعاية مجلس سيدات أعمال أبوظبي، الذي ترأسه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس الاتحاد النسائي العام.

المجموعة ضمت 35 تصميماً مختلفاً.

تصحيح أفكار

وذكرت المنصوري لـ«الإمارات اليوم» أنها سعيدة بالصدى الذي حققته الرسالة لدى الجمهور، وبما تقوم به مثل هذه الرسائل من تصحيح للأفكار السائدة لدى كثيرين، والتي تذهب إلى ان عالم الموضة يقتصر فقط على الأزياء والأناقة والبحث عن جديد، بعيداً عما يحدث في الواقع والحياة اليومية، حيث تؤكد هذه الرسائل ان مصمم الأزياء يتأثر بالواقع المحيط به، ولديه آراء حول ما يحدث في العالم من أحداث، وفي بعض الأحيان يتجه لتصميماته ليعبر من خلالها عن هذه الأفكار، كما يعبر الشاعر عن نفسه وأحاسيسه بقصائده.

إلى جانب الفستان الرسالة، جسد العرض الذي شهده عدد من الفنانات من بينهن أريام وعريب وأوتار، عنوان «تناقضات» الذي اختارته له المصممة، والذي قصدت من خلاله إبراز حجم التناقضات التي تحفل بها حياتنا اليومية، وأيضاً التناقضات الكبيرة في أذواق الناس، فقدمت المنصوري ما يقرب من 35 تصميماً، مال عدد منها للبساطة والنعومة الواضحة سواء من حيث الأقمشة أو القصات أو التطريز، في حين اتسم عدد آخر من التصميمات بكثافة التطريز، وبالقصات ذات الطابع الفانتازي استخدمت فيها الكرانيش بمختلف أشكالها وأحجامها، كما استخدمت المنصوري فيها إضافات متنوعة مثل الريش الملون، والشك والتطريز. وجاءت الألوان لتعكس هذا التناقض فاعتمدت التصميمات البسيطة على ألوان ناعمة، ومال بعضها الآخر للأقمشة المنقوشة، كذلك قدمت المنصوري خمسة تصميمات باللون الأسود، الذي اعتاد ان يظهر في عروضها على استحياء في تصميم واحد أو تصميمين، وحملت التصميمات التنوع الذي حملته بقية المجموعة من حيث التناقض في التصميم بين البساطة والفانتازيا.



أجواء إماراتية

وتضمنت المجموعة خمسة فساتين للعرس سيطر عليها اللون الأبيض، وجسدت التصميمات عنوان «تناقضات»، فاتسم اثنان منها بالبساطة والقصات الانسيابية سواء الضيقة أو المتسعة مع الاعتماد على الشك، واعتمدت الثلاثة الباقية على القصات الواضحة والتطريز الكثيف والشك الذي يغطي التصميم كافة، والذيل الطويل الذي اتخذ أشكالاً مختلفة كوردة كبيرة أو كورنيش ضخم منتفخ، في حين زينت احد التصميمات بكرانيش طائرة، وظهر على احد جانبي الفستان قناع كبير مستوحى من أجواء مدينة «البندقية» الساحرة.

وفي ختام العرض قدمت المنصوري لفتة جميلة أسعدت الجمهور، حيث ارتدت عارضات الأزياء كوفية من الريش تلونت بألوان علم الإمارات، على أنغام أغنية «دار زايد»، بينما زينت المنصوري صدرها بخريطة مصغرة للإمارات.

وتضمن المعرض مجموعة من عروض الأزياء التي تنوعت تنوعاً كبيراً في أذواقها وتخصصاتها، والتي اختلفت بين أزياء الهوت كوتير والجلابيات التقليدية والعباءات البحرينية أو المغربية، وتواجدت كذلك الشيلة والعباية التقليدية في أكثر من عرض ظهرت خلالها بتصميمات وأفكار متفاوتة عكست مدى المساحة التي أصبحت تحتلها من اهتمام مصممي الأزياء.

وشهد المعرض مشاركة من شركات وجهات متخصصة في الموضة والأناقة والمجوهرات والساعات وخدمات الزفاف والضيافة وغيرها.

الأكثر مشاركة