الشيب .. «تاج» مُختلَف عليه
تتباين نظرة كثيرين إلى الشيب، وظهور الشعر الأبيض في الرأس، فبينما يراه بعضهم مجرد علامة على التقدم في العمر، وتاج وقار، يعتبره آخرون من العيوب التي يصعب تقبلها، خصوصاً لدى النساء، حيث يعرف ميل المرأة إلى صبغ الشعر، حتى في سنوات عمرها المتقدمة، في حين يعتبر أشخاص الشيب بالنسبة للرجل أمراً اعتيادياً وطبيعياً، بل أكثر جاذبية في رأيهم، لا يحتاج إلى إخفائه مع التقدم بالعمر، بينما يواجه بعضهم التماعة الشعر الأبيض في أعمار مبكرة جداً، وهو ما أثبتته دراسات تبين أن الشيب عملية بيولوجية لا علاقة لها بالسن.
معتقدات خاطئة الحرارة العالية: لا يسبب تعرض الشعر لدرجات الحرارة العالية، مثل تسريح الشعر بمجففات الشعر القوية إلى تحول الشعر إلى اللون الأبيض، وإن كان التعرض للحرارة يسبب الشيب، لكان تحول شعر الفتيات الشابات إلى الأبيض واضحاً ومكرراً، كونهن الأكثر استخداماً له. تضاعف الشيب بسحبه: الفكرة الشائعة عن أن سحب الشعر الأبيض من الرأس يسبب تكاثر الشيب وتضاعفه أمر غير منطقي، وسيكون طريقة سهلة لزيادة الشعر الأبيض في مناطق عن أخرى، في طريقة لتحسين توزيعه أو على سبيل الموضة، الشيب مبرمج جينياً في حال بعض الأسباب المرضية، ولا يتأثر بسحب الشيب من مكانه. التدخين والشيب: ليس هناك من دراسات تثبت تسبب التدخين في الشيب مباشرة، وما أثبت أن التدخين قد يساعد في ظهور علامات التقدم المبكر في العمر. وفي حال تعرض الشخص لعلامات التقدم في العمر أساساً، مثل ظهور الشيب أو تساقط الشعر، فإن التدخين يعين على جعل الأمر أكثر فاعلية وقوة، وبينما يقل الميلانين المسبب لتلون الشعر مع تقدم العمر، أو التوتر والضغط النفسي، بينما يضيف التدخين المزيد من التوتر إلى الجسم، ما يعني أن التدخين قد يكون سبباً غير مباشر لتطور الشيب. عن «هير فايندر.كوم» |
وبين أخصائي الأمراض الجلدية، الدكتور مهدي محمد، أن هناك أسباباً عدة لظهور الشعر الأبيض، عدا العامل الوراثي، والتقدم الطبيعي بالعمر، لظهور الشعر الأبيض «منها العامل النفسي، والهزال والضعف البدني العام، وسوء التغذية وما ينتج عنه من نقص في النحاس، وحمض الفوليك وفيتامينات، إضافة إلى أمراض في الجهاز الهضمي، وفقر الدم، واختلال إفرازات الغدة الدرقية».
وقال لـ«الإمارات اليوم»: «يجب علاج الأسباب الرئيسة، ليس فقط لتفادي بياض الشعر، بل لخطورة الأسباب المؤدية إلى هذا العارض، منها علاج الأسباب، الاهتمام بالصحة العامة، الاهتمام بصحة الشعر ونظافته وتغذيته بالفيتامينات اللازمة، إزالة الأسباب المؤدية إلى إنتاج الصديد في الجسم، ومن أهمها التهاب اللوزتين، وتدليك فروة الرأس لتجديد الدورة الدموية».
طرق
وتختلف أنواع الشيب بحسب خبراء التجميل، منها نتيجة تكون مادة الميلانين المسؤولة عن لون الشعر بوساطة الخلايا المكونة له، والتي تكون في بصيلة الشعر، الأمر الذي يحدث لأسباب مختلفة، منها الوراثية ومنها المكتسبة.
وقالت خبرة التجميل، مرينا مراد، لـ«الإمارات اليوم» إن السبب الوراثي قد يأتي مع الولادة، «أو أن يبدأ الشعر الأبيض بالظهور، ابتداء من الثلاثينات أو العشرينات، أو أقل من ذلك، بينما تختلف سرعة ظهوره باختلاف العوامل الوراثية أيضاً»، وأوضحت أن طرقا عـدة تعين على تغطية بياض الشعر، منها الكيميائي مثل صبغات الشعر المتنوعة التي تقدم خيارات عدة للراغبين في إخفاء الشيب، ومنها الألوان الداكنة مثل الأسود والبني، والتي غالباً ما تكون غير ناجحة بالشكل الكامل، كونها لا تتمكن من إخفاء بياض الشعر لفترة طويلة، وغالباً ما يتمكن الشيب من الفوز في معركته معها في فترة بسيطة، وخلال أيام فقط.
وأفادت بأن صبغات الشعر الفاتحة قد تكون الطريقة الأمثل لإخفاء الشيب لفترة أطول، «وتكون من خلال اختيار ألوان، مثل الأشقر الرمادي، والأشقر الرمادي الفاتح، أو بالاستعانة بفكرة تخصيل الشعر، ما يعني استخدام درجات مختلفة تصل في أفتحها إلى الأشقر البلاتيني مثلاً، والتي يمكن تركيزها في مناطق ظهور الشيب بطريقة متناسقة ومتوازنة».
حناء
ولفتت مراد إلى وجود طرق طبيعية لصبغ الشعر، منها الحناء، ولا تسبب ضرراً لفروة الرأس أو البشرة، مقارنة بالأصباغ الكيميائية التي قد تتسبب في تهيج البشرة والحساسية. وقالت «الحناء ينتج عنها تلون الشعر بالدرجات الحمراء البرتقالية، أو قد تظهر نتائج لون أخرى بحسب طبيعة الشعر وما إذا كان مصبوغاً، كما أن درجة اللون لا يمكن التحكم بها بين مناطق الشعر الداكنة والأخرى البيضاء، ما يعني تلون الشعر، إلا أن الأبيض منه يبقى فاتحاً أقرب إلى البرتقالي، مقارنة ببقية أجزاء الشعر». مستدركة أن الاستعانة بالصبغات لإخفاء الشيب قد لا تكون الحل الأمثل لمن يصابون بالشيب لأسباب مرضية، أو لضغوط نفسية شديدة، أو بسبب سوء التغذية، فهي أسباب وقتية تذهب بذهاب العلة أو المشكلة.
وكشفت دراسة ألمانية أن عملية تبييض الشعر وتحويلها إلى اللون الأشقر البلاتيني، والذي كانت نجمتا القرن الماضي جين هارلو ومارلين مونرو تستعين بها، وجدت في خلايا جلد فروة الرأس، وفقاً لفريق البحث، ويمكن أن يؤدي الاكتشاف في يوم ما إلى «علاج» لبياض الشعر، بما يسمح للناس بالاحتفاظ بلون شعرهم الطبيعي طوال حياتهم.
وقال الدكتور هاينز ديكر، من معهد الفيزياء البيولوجية في جامعة ماينز في ألمانيا، إن «المصدر الأصلي للعملية كلها هو بروكسيد الهيدروجين الذي نعرفه أيضاً بأنه عنصر تبييض، ومع تقدم العمر، يتكون بروكسيد الهيدروجين بكميات كبيرة في حويصلات الشعر، وفي النهاية يثبط تكوين مادة الميلانين المادة الملونة للشعر». وتظهر النتائج في مجلة اتحاد الجمعيات الأميركية للبيولوجيا التجريبية، ويشير البحث إلى علاجات جديدة لعملية شيب الشعر المبكر واضطراب لون صبغة الجلد (مرض الوضح، وهو ظهور بقع بيضاء على البشرة).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news