المراهق الانطوائي

يوضح الاستشاري في الطب النفسي الدكتور علي الحرجان، أنه زاد في الآونة الأخيرة عدد المراهقين الذين يعانون الانطوائية، والعزلة والشعور بالمعاناة، وذلك من جراء الاكتئاب. وأكد الحرجان أن «مسألة الانطوائية في مرحلة المراهقة ترتبط بالكثير من الأمور، ومنها التنشئة والتربية، والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها المراهق، بالإضافة إلى عدم فهم الأهل احتياجات المراهق والظروف التي تمر بها المجتمعات». ولفت الحرجان إلى أن الظروف الحالية تتسم بالقلق والتوتر، والمشكلات المادية وانشغال الأهل بالحياة المعيشية، وبعدهم عن المراهق، ما يؤدي إلى أن يصبح المراهق وحيدا يعاني متطلبات الحياة ومتغيرات كثيرة تواجهه في حياته اليومية، فيعيش صراعا نفسيا بين حاجاته النفسية والحاجة الاجتماعية للرفقة». وأضاف الحرجان أن «المراهق يتعرف من خلال البيئة المدرسية إلى الكثير من الفئات المتباينة في المجتمع، وبالتالي يعيش بين أمواج متصارعة، ومتلاطمة ومتغيرة فيدخل الوسط الذي يلقى فيه الغني والفقير». وتخلق الفوارق الاجتماعية والفكرية عند المراهق، والكلام لحرجان «نوعاً من الاهتزاز والصراع وبالتالي يطرح السؤال، لماذا غيري يمتلك هذه القدرات وأنا لا أتمكن من تحقيق جزء يسير منها، وبالتالي ينعزل لاسيما إن لم يكن لديه من ينصحه أو يوجهه، أو يساعده على فهم النظرة الاجتماعية، وتطوير ذاته، كونه يعيش موجات تغيير اجتماعية ومادية وفكرية». وشدد الحرجان على وجوب اقتراب الأهل من المراهق في هذه المرحلة، «وأن يتفهموا انفعالاته، كما أن للمدرسة دورا مهما في تنشئة الطفل، فهي مؤسسة يجب أن تقدم التربية قبل العلم». وأكد الحرجان أن «المراهقة هي من أخطر المراحل في حياة الانسان، لأنه في هذه المرحلة، تحدث تغييرات هرمونية وينتقل من مرحلة الطفولة إلى الشباب، فتكون له شخصية وإرادة ومعتقدات، وأن هذا التغيير يترافق بالكثير من المشاعر ومنها الخجل، على سبيل المثال». ولفت الحرجان إلى أن «عدم استيعاب التغيير الفيزيولوجي من قبل المراهق والمراهقة، سيدفع إلى الكثير من الحدة في التعامل، بينما يفترض أن يتعلم المراهق كيف يتقبل غيره لينشأ بشخصية متوازنة».

تويتر