تعليم أطفال الروضة الألمان لعبة الشطرنج
بنيامين وكيكو يحملق كل منهما بتركيز شديد في عيني الآخر. يرغب الصبي بصورة كبيرة في معرفة ما يدور في خلد كيكو، وترغب هي في معرفة ما يحمله في جعبته. فجأة، يتحرك بنيامين خطوة، ليطيح بأحد البيادق البيضاء الخاصة بكيكو من خلال تحريكه لملكه الأسود. ويبلغ عمر كلا الصغيرين خمس سنوات، وهما في واحدة من رياض الأطفال في كيندرنست في هاتينغن بألمانيا، ويشاركان في برنامج لترويج وتعليم الشطرنج في 173 من دور رياض الأطفال في هاتينغن وبلدات قليلة قريبة منها في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الواقعة شمال غرب ألمانيا.
وقال رالف شرايبر، منشئ البرنامج، إنه المشروع الوحيد من نوعه في ألمانيا وإلى الآن ينشط في 12 من دور رياض الأطفال، ويشارك فيه ما مجموعه 500 طفل. ويراقب باحثون المشروع وتوصلوا بالفعل إلى بعض النتائج بشأن آثاره. واستهوت اللعبة الاستراتيجية كيكو وبنيامين، فالطفلان يحركان البيادق والأحصنة وباقي قطع الشطرنج على لوحة اللعب بتحكم مبهر. ويحذر بنيامين بلطف «لا، لا تحركي وزيرك.. إذا فعلت فسأضع ملكك تحت التهديد (كش ملك)». وعلى جانب الطاولة يجلس الصغير نيك، ينظر بأعين مفتوحة، وهو في الخامسة من العمر أيضاً، ويجلس فخوراً بنصره في مباراة مع أحد المعلمين في واحدة من رياض الأطفال.
وبزغت لدى شرايبر- هو نفسه مولع بلعب الشطرنج- فكرة تشجيع اللعبة في رياض الأطفال عندما بدأت صغيرته سارة، عامين ونصف العام، في التساؤل حول اللعبة. وانجذبت الصغيرة إلى لوحة اللعب وتعلمت سريعاً كيفية تحريك القطع المختلفة والقواعد الأساسية. وقال شرايبر (50 عاماً)، إن الأساليب التي استخدمها كانت دليلاً على القدرة العقلية السريعة للأطفال في هذا العمر. وقال شرايبر «إذا كان شخصاً ما يعتقد أن لعب الشطرنج هو تكليف كبير جداً بالنسبة لطفل، فإن هذا يتلاشى عندما يأكل الأطفال الصغار الحلوى والشيكولاتة». وكانت مديرة رياض الأطفال، سيلفيا ماله، لا تعلم شيئاً عن الشطرنج قبل بدء المشروع، لكنها متحمسة الآن للعبة. وقالت «لاحظنا وجود مستويات أعلى من المساعدة والصبر والاحترام والعزيمة والتركيز الطويل وقوة الحفظ عند الأطفال».