تدريب الأطفال للتغلّب على الخوف

الأطفال يمرون بمراحل وتجارب حســب البيئة والظروف العائلية.

يعتبر الشعور بالخوف أمراً طبيعياً يرافق مراحل النمو المختلفة والتطور عند الأطفال، فكل مرحلة من مراحل النمو تواكبها خبرات واكتشافات جديدة للطفل، وغالباً ما يظهر الخوف عندما يخطو الطفل خطوات كبيرة في مرحلة النمو، ويجد البعض صعوبة في التعامل مع هذا الخوف. وفي الوقت الذي يقول فيه الخبراء إن ظاهرة الخوف في العادة تكون مرحلية سرعان مايتغلب عليها الإنسان مع الوقت إلا أن باحثين يؤكدون أن العقد المتعلقة بالخوف تبقى أحياناً في الإنسان إلى مراحل متقدمة من العمر.

وخلصت دراسة أجريت أخيراً إلى أنه بإمكان الأطفال التأقلم مع الخوف من الأشباح و«الوحوش الوهمية» أو التغلب عليه، وذلك بالتفاوت حسب الأعمار. كما أكد باحثون أميركيون في جامعة كاليفورنيا، في الدراسة التي نشرت على موقع «أي بي سي نيوز» أن لدى العائلة القدرة على مساعدة أطفالها في تخطّي حاجز الخوف من الأشياء الحقيقية أو الخيالية. واقترح العلماء استراتيجية علمية لتجاوز مراحل صعبة في حياة الطفل. وقامت الباحثة في الجامعة ليات سايفان وزملاؤها باختبار الاستراتيجية وطلبت من 48 طفلاً متطوعاً الاستماع لسلسلة قصص قصيرة.

 الغريزة والافتراضية 
يشتكي بعض الأطفال في المرحلة مابين ثلاث وخمس سنوات، من الاستيقاظ ليلاً خائفين، أو أحيانا الخوف من الذهاب للنوم بمفردهم والخوف من الظلام، وغالباً ما يكون هناك سبب حقيقي مهم وراء شعور الطفل بالخوف. وينصح الخبراء بعدم ترك الأطفال يشاهدون أفلاماً مرعبة خصوصاً بمفردهم. وغالباً ما يزول الخوف عند الأطفال بمرور الوقت. ويقسم العلماء الخوف عند الأطفال إلى صنفين: الخوف الافتراضي: لا ينشأ بشكل طبيعي مع الإنسان، ويتولد بتأثيرات خارجية، والخوف الغريزي: ينشأ عندما يبدأ الطفل بالمشي؛ حيث يصبح أكثر تعرضاً لخطر الوقوع والاصطدام.

تناولت كل قصة حكاية طفل تعامل مع مخلوق مخيف حقيقي، مثل الدب، أو كائن خيالي مثل «الساحرة»، وشملت القصص مخلوقات أو كائنات تخيف الأطفال. وتقول سايفان إن الهدف من عرض القصص هو جعل الأطفال يخوضون تجربة التعامل مع المخلوقات المخيفة عوض «تخويف الأطفال». وتستدرك الباحثة، «لم أكن أعتقد أن أولياء الامور يريدون منا تخويف أطفالهم».

وأوضح الباحثون أن الأطفال فضلوا أن يتجنب أبطال القصص مواجهة الوحوش الحقيقية، ولاحظوا فرقاً واضحاً بين الجنسين في التعامل مع المخلوقات المذكورة. وفي حين «وجدت أن الأولاد يفضلون مهاجمة الحيوانات المتوحشة أو قتلهم، نرى أن البنات يفضلن الهروب والاستعانة بالأولياء».

كائنات خيالية
تقول سافيان إن التعامل مع المخلوقات الخيالية لم يختلف كثيراً بين الجنسين، إلا أن الأمر اختلف بين الفئات العمرية. وعمل الباحثون مع الأطفال في مرحلة الروضة على التقليل من ظاهرة الخوف من الكائنات الخيالية. وطلبت سايفان من التلاميذ أن «يتخيلوا بأن الساحرة شيء جيد». ومع أن الأطفال في سن الرابعة يدركون ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، إلا أنه من الصعب عليهم استخدام هذا الإدراك من أجل التأقلم مع الخوف والتوصل إلى إحساس إيجابي.

في المقابل، تمكن الأطفال في سن السادسة والسابعة من التغلب على الخوف بتذكير أنفسهم بأن المخلوقات التي شاهدوها ليست حقيقية. وأوضحت الباحثة ان «الأطفال في سن السابعة يستخدمون إدراكهم لما هو حقيقي وخيالي للتغلب على الشعور السيئ». وتضيف الباحثة انه لايتعين على الآباء إقناع أطفالهم بأن الأشياء المخيفة التي يرونها في الأحلام غير حقيقية. ويرجع ذلك إلى طبيعة الطفل التي يغلب عليها الخيال، حيث إنه من الصعب عليه التفكير بشكل أكثر واقعية.
تويتر