أغراض شخصية قديمة ترسم ابـــــــتسامات جديدة
باتت فكرة بيع الأغراض الشخصية المستعملة في الفترة الأخيرة مقبولة لدى كثيرات، فبعد أن كانت غالبية سيدات يفضلن رمي مقتنياتهن الشخصية المستعملة في حاويات المهملات، وإن كانت بحالة جيدة، أصبحت كثيرات ينظرن إلى الأمر بصورة مختلفة، خصوصاً بعد انتشار معارض تروج لفكرة الاستفادة من الأغراض القديمة، راسمة ابتسامات على وجوه مقتنين جدد للأشياء المستعملة.
وفي خطوةٍ تعد جديدة، اقتحمت مواطنات سوق الأغراض المستعملة، من خلال بيع أغراضهن المستعملة من الماركات العالمية، بدءاً من الملابس، ومروراً بالحقائب، ووصولاً إلى الإكسسوارات والأحذية، في محاولة منهن للاستفادة من قيمتها المادية، بدلاً من بقائها مكومة في الأدراج والخزانات المنزلية من دون الحاجة إليها، واللجوء إلى استغلالها.
تجربة جديدة
وقالت منسقة معارض، ومنها معارض بيع المقتنيات الشخصية المستعملة، ميلاني بيسي لـ«الإمارات اليوم» «تعتبر تجربة بيع الأغراض الشخصية المستعملة من حقائب وإكسسوارات وأحذية جديدة على المواطنات، حيث لم يعتدن عليها، نظراً لعدم رواجها في الدولة، على خلاف الدول الأجنبية والأوروبية التي تنتشر فيها وبكثرة هذه المعارض». وأوضحت أن حاجة المواطنات للمشاركة في معارض بيع الأغراض الشخصية المستعملة تكمن في لجوئهن في الغالب إلى شراء أغراضهن الشخصية، بدءاً من الملابس، ومروراً بالحقائب، ووصولاً إلى الإكسسوارات والأحذية، من أرقى دور الماركات العالمية، ولا يلجأن إلى استخدامها كثيراً، لاسيما أنها مرتبطة بالموضة المتغيرة باستمرار.
وأضافت بيسي «ظهرت هذه الحاجة في مشاركتهن في المعرض الذي نظمته أخيراً في القصباء ليومٍ واحد، إلى جانب مجموعة من المقيمات في الدولة، حيث عرضن مجموعة كبيرة من أغراضهن الشخصية المستعملة للبيع، مفضلات الاستفادة من قيمتها المادية، بدلاً من بقائها مكومة في الأدراج والخزانات المنزلية من دون استغلالها». وتلقى الأغراض، لاسيما الحقائب ذات الماركات العالمية المعروفة، إقبالاً كبيراً من الفتيات والنساء اللاتي قصدن المعرض.
وذكرت بيسي أن عملها يقتصر على تنظيم المعرض، ولا تملك الحق في التدخل في وضع القيمة المادية للأغراض المعروضة للبيع، فهذا من اختصاص أصحابها . وترى أنهن الأجدر في تحديد قيمتها، بناء على معرفتهن بسعرها الحقيقي في السوق. وتقول « لعل أبرز ما يميز معارض بيع الأغراض المستعملة هو إمكانية الحصول على مجموعة كبيرة من الماركات العالمية في حالٍ ممتاز وكأنها جديدة، بأسعار منخفضة مقارنة بالسوق».
«القصباء»
ومن المواطنات اللاتي شاركن في معرض بيع الأغراض الشخصية المستعملة في قناة القصباء في الشارقة، الذي نظم أخيراً، وخضن تجارب شخصية أخرى في هذا المجال، نهى أسد (26 عاماً) التي قالت لـ«الإمارات اليوم» «حين انتقلت لمنزلي الجديد، أدركت أنني أمتلك مجموعة كبيرة من الأغراض الشخصية التي لم أعد أرغب في استخدامها، تتعدى الحقائب والملابس والأحذية لتصل إلى التحف الفنية». وأضافت «كان أمامي خياران، أن أرميها في سلة النفايات ولا أستفيد منها ولا غيري، أو أبيعها لأستفيد من قيمتها، حتى ولو كانت منخفضة، وفي الوقت نفسه، أفيد غيري من الفتيات والسيدات اللاتي قد يعجزن عن شراء هذه الأغراض بقيمتها الأصلية من السوق، لاسيما أن أغلبها من الماركات العالمية ذات الأسعار المرتفعة، مثل حقائب (غوتشي) و(ديور) الكلاسيكية التي لا ترتبط بالموضة كغيرها».
استثمار
وأضافت نهى «بدأت بتصميم نشرات إعلانية كثيرة ضمت الأغراض المستعملة محددة أسعارها، ووزعتها على صديقاتي وقريباتي، وبين السيدات في أماكن تجمعهن مثل الصالونات ومراكز التسوق. ومن خلالها، حظيت بإقبال كبير من الفتيات، وعلى دعوة للمشاركة في معرض الأغراض المستعملة الذي أقيم في قناة القصباء في الشارقة، وتشارك فيه مواطنات ومقيمات من مختلف الجنسيات أدركن أخيراً أهمية العمل على استغلال الأغراض الشخصية المكومة في الأدراج والخزانات المنزلية، من دون استغلالها».
ووصفت نهى الإقبال على أغراضها المستعملة التي عرضتها في القصباء، وتنوعت بين الحقائب والملابس والأحذية لتشمل التحف الفنية، بأنه كان «متوسطاً من النساء العربيات والأجنبيات». وقالت «ما أثار انتباهي ودهشتي في الوقت نفسه تقبّل الزائرات المواطنات لفكرة بيع الأغراض المستعملة وشرائها كذلك، مدركات أهمية العمل على استغلال الأغراض الشخصية المستعملة، وعدم تركها مكومة في خزانات الملابس من دون الحاجة إلى استعمالها، واللجوء إلى استغلالها».
وأكدت نهى أنها تعتزم تكرار التجربة، لاسيما أنها باعت أغراضاً بقيمة 2500 درهم في يومٍ واحد، ولم تتكبد أي تكاليف مالية، سوى 200 درهم رسوم التسجيل، لكنها ستوسع مشاركتها من خلال انضمام صديقاتها اللاتي أدركن أهمية اللجوء إلى مثل هذه المعارض بيع الأغراض المستعملة، بدلاً من تخزينها من دون الحاجة إليها.
وتحدثت المواطنة نور العلي عن مشاركتها في معارض بيع السلع والأغراض المستعملة، وقالت «كنت أشارك على نطاق ضيق، منها مشاركات في (بازارات) الجامعات والمدارس والجمعيات الخيرية التي يعود ريع البيع فيها لصالح أعمال الخير، وأعتزم في الفترة المقبلة أن أستفيد من بيع الحقائب النسائية والأحذية والملابس غير المستعملة التي بدأت تتراكم في خزانتي، وتحول دون تمكني من شراء ملابس جديدة. ولهذا، شاركت في بازار يقام في مركز (أبتاون مردف) في دبي قريباً، حيث يمكن الاشتراك وحجز طاولة وعرض السلع والمنتجات المستعملة، بأسعار مخفضة».
ولم تواجه العلي صعوبة في الترويج لمنتجاتها المعروضة، كونها شبه جديدة وغير مستهلكة، فضلاً عن أن المنطقة التي يقع فيها المركز (مردف) مأهولة بأجانب ذوي ثقافة بيع الأغراض والمقتنيات الشخصية المستعملة، حسب العلي.
القديم.. أحلى
أيدت مقيمات مشاركات في بازار مردف فكرة بيع الأغراض المستعملة، خصوصاً الشخصية منها، مثل الإكسسوارات والأحذية والحقائب ومساحيق التجميل والملابس النسائية، وأكدن أن الفكرة قد تكون جديدة في الدولة، ولكن ثقافة شراء وبيع الأغراض المستعملة رائجة في دول عربية كثيرة، مثل وجود أسواق متخصصة لبيع الملابس المستعملة. وقالت نضال سامي (لبنانية) إنها تستمتع ببيع وشراء المنتجات المستعملة، وتفضل اقتناءها على شراء المنتجات الجديدة، خصوصاً أن الجديدة غالباً ما تكون أسعارها مرتفعة، وأوضحت أن معارض البازار تشهد إقبالاً من محدودي الدخل الذين يفضلون شراء حقائب أصلية مستعملة بأسعار مخفضة، ولاحظت أن أغلب المواطنات يقبلن على شراء حقائب الماركات العالمية في معارض الأغراض المستعملة، في حين أن الآسيويات يقبلن على شراء الملابس |