كوماتسو: الأحجار الكريمة أكثر من مجرد زينة.                   تصوير: أشوك فيرما

الأحجار الكريمة «صيدلية صلبة»

دخلت المصممة اليابانية كاكو كوماتسو عالم الأحجار الكريمة والمجوهرات بعد أن اختبرت أكثر من مجال فني، حتى اكتشفت العلاقة القوية التي تربطها بالأحجار، ولا تعمل حالياً على صياغة المجوهرات الخاصة بالأحجار الكريمة فحسب التي تعد «صيدلية صلبة»، بل يعتمد عملها الأساسي على قراءة معاني وطاقات الأحجار، إذ تستطيع أن تختار لكل سيدة الحجر الذي يناسبها، ليس بناء على تاريخ مولدها، كما يعمد كثيرون، بل من خلال قراءة الطاقة الكامنة في الحجر، حسب كوماتسو التي التقتها «الإمارات اليوم» على هامش المعرض الفني الذي تشارك فيه المصممة اليابانية في فندق كمبينسكي، والذي يستمر حتى 12 ديسمبر المقبل.

وسلطت كوماتسو الضوء على خصائص الأحجار الكريمة والفائدة التي تعود بها على حاملها، فالزمرد الأخضر يزيل الألم من العينين، في حين يساعد حجر التركواز على جلب مشاعر إيجابية، ويخفف توتر من يرتديه، بينما الحجر النحاسي ــ وفق قراءة الخبيرة اليابانية ــ يخفف آلاماً وأوجاعاً خاصة.

وعن بداياتها قالت كوماتسو «دخلت عالم الأحجار الكريمة منذ ما يقارب 15 سنة، ولم أكن اعمل في هذا المجال من قبل، لكنني فجأة حين زرت مرسم إحدى صديقاتي، وهي فنانة تشكيلية، قررت أن أكون مثلها، ولم تتضح لدي معالم الفن في ذلك الوقت، بل حاولت اختبار مجالات عدة، فاختبرت الرسم وحرفة صناعة الأغراض من القش المعروفة في اليابان إلى أن بدأت أصمم إكسسوارات من الأوراق»، مضيفة أن «أول قطعة صممتها كانت من اللؤلؤ، وقد صممتها لنفسي، فاليابان مشهورة باللؤلؤ، ولهذا اشتريت كميات منه، وبدأت أصمم به مجوهرات لي، وفي إحدى الحفلات أثارت القطعة التي ارتديها فضول كثيرين، وأرادوا مثلها، ويمكن القول إن ذلك كان بمثابة انطلاقتي في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة وهي التي دفعتني لدراسة الأحجار علمياً والتعمق في أسرارها».

 
سيرة مصممة

  دخلت كاكو كوماتسو عالم الأحجار الكريمة منذ ما يقارب الـ 15 سنة، ونظراً لمهارتها في قراءة الأحجار الكريمة منحت لقب «موصل الحجر»، وذلك لأنها تستطيع ان توصل الحجر المناسب للشخص المناسب. ولا تستخدم كوماتسو الأحجار الكريمة العادية، بل تختار الأحجار التي يتم عرضها في المــــتاحف نـــظراً لنفاستها وندرتها.

وشاركت كوماتسو في العديد من المعارض ونظمت العديد من المحاضرات حول قراءة الأحجار في دول عدة حول العالم وأبرزها اليابان والمكسيك وقطر وفرنسا وإسبانيا ولبنان وتشيلي والإمارات.

علاقة

وبنت كوماتسو أثناء دراستها لعلم الأحجار الكريمة علاقة وثيقة معها، موضحة «بدأت اشعر بالطاقة الموجودة في الأحجار، وكنت كلما أمسكت بحجر في يدي، ترتبط بذهني صورة حجر آخر، وبالتالي بدأت اربط علاقة الأحجار ببعضها بعضا، والطاقة التي تمنحها للإنسان، ومن هنا اكتشفت أسرار الأحجار»، مستطردة «ان تعلم علم الأحجار يعني فحص الأحجار في المختبر ومعرفة محتوياتها والتأكد من صفائها وما تحتويه، فيما شخصيا ركزت على الطاقة بداخلها وتأثيرها في الإنسان».

ولا تعتبر المصممة اليابانية أنها هي من يختار الأحجار، بل تؤكد أن الأحجار هي التي تختارها «فحين أشتري الأحجار أو كذلك حين أبحث عنها في الجبال، اشعر ان شكل الحجر هو الذي يختارني كي أعمل عليه، فدائماً يجذبني تصميم ما». ولا تعمل كوماتسو على التغيير في أشكال الأحجار التي تصمم بها مجوهراتها، اذ قالت «أضع تصميم المجوهرات الذي يبرز شكل الحجر، فالذهب أو الفضة الذي أضعه لا يضيف إلى الحجر، بل يوضع ليبرزه لأن الحجر يتمتع بمزايا خاصة لا اعدل فيها. وأحياناً أغلف الحجر بالذهب، وأحياناً أضعه ككرة داخل تصميم خاص من الذهب، بالإضافة إلى أن حجم الحجر وشكله يحتمان تصميمه كقرط أو سلسلة أو خاتم».

أما انتقاء الذهب أو الفضة لتغليف الحجر فهو يتوقف على سعر الحجر، وفي هذا الخصوص أفادت كوماتسو « غالباً عندما يكون الحجر مرتفع الثمن أقوم بوضعه مع الفضة وليس الذهب لأجعل سعره مقبولاً»، لافتة إلى أنه لا توجد قواعد تحكم ألوان الأحجار وألوان الذهب أو جمع الحجر مع الذهب أو الفضة، مستدركة «لكن أحياناً حين أضع الأحجار في الفضة وحين يكون الحجر قوياً وثقيلاً جداً أضع له القليل من الذهب على حدوده، بينما الفضة لا يمكن ان تحمل الأحجار قوية الطاقة». ورفضت كوماتسو ربط الأحجار الكريمة وتصاميمها بالمجوهرات، مؤكدة أن الأحجار تتميز بتصاميم خاصة ومختلفة، معتبرة نفسها خبيرة أحجار أكثر من كونها مصممة مجوهرات.

معانٍ

وتمنح كوماتسو تصاميمها أسماء خاصة تتمتع بدلالات ومعانٍ تمنح المرأة التي ترتديها طاقات محددة، وقالت عن تصاميمها «لدي تصميم يدعى أنكور، وهي كلمة أجنبية تعني المرساة، ولفتت كوماتسو الى أنها وضعت الحجر الأحمر على شكل مرساة، كي تمنح من يرتدي القلادة القوة لأن مرساة السفينة تدل على القوة وبالتالي التصميم يعني القوة والترابط.

أما حجر الزمرد الأخضر، فيعمل ـ حسب كوماتسو ـ على إزالة الألم من العينين، في حين ان التركواز يساعد على تهدئة المرء، لاسيما ان وضع مع النحاس الذي يمتص الطاقة السلبية التي تخرج من الجسم، مشيرة إلى أن التركواز مفيد لجلب المشاعر الإيجابية والحب، تماماً كما أن المجوهرات التي تأخذ أشكال القلوب تفيد في الحب، وكذلك في تخفيف الوزن.

ورفضت كوماتسو مقولة اختيار الأحجار تبعاً لتاريخ ميلاد المرأة «إذ يتعين على المرأة أن تقتني أي حجر تريد من خلال الخيارات التي تقدم من خلال جلسة قراءة الحجر، والتي تحدد لها كيف ترتديه في الوقت المناسب، بالإضافة إلى أنه لا بد من أخذ البلد الذي تعيش فيه المرأة بعين الاعتبار».

أما قراءة الحجر، فكما أشارت كوماتسو تتم من خلال جلسة خاصة، تستخدم فيها بعض الأوراق، وكذلك عينات تختصر ما يقارب 70 نوعاً من الأحجار الكريمة، وبالتالي بعدها تختار الخبيرة الحجر للمرأة بما يتناسب وطاقتها. أما اختيار الحجر كهدية، فيتطلب كما أكدت كوماتسو قراءة للحجر، لذا تنصح بعدم ابتياع أي حجر كهدية من دون إجراء قراءة خاصة بالأحجار للمرأة.

 
النحاس والأوجاع

أكدت خبيرة الأحجار الكريمة كاكو كوماتسو، أن النحاس من المواد المهمة إليها التي تستخدمها في تصاميم المجوهرات والأحجار الكريمة، لأنه يعمل على إزالة الأوجاع من الجسم. مشيرة إلى أنها تستخدم الحجر الأخضر والذي يدعى الحجر النحاسي لأنه يهدئ الجسم ويخفف من التوتر.

الأكثر مشاركة