فيتامين «د».. أشعة الشمس قبل المكمّلات الغذائية
تلعب أشعة الشمس دوراً كبيراً في صناعة فيتامين «د» الذي يعتبر أحد أهم الفيتامينات التي تسهم في بناء جسم الإنسان، وتلعب دوراً كبيراً في حمايته من أمراض عدة، إلى جانب بعض الأطعمة، والمكملات الغذائية التي يتم تناولها، إلى جانب الوجبات الرئيسة لتحقيق التوازن المطلوب، وسد النقص الغذائي بطريقة صحية، والتي لابد من توخي الحذر عند تناولها، لتفادي نتائج نقصه الوخيمة التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد «لسد حاجة الجسم من فيتامين (د)، لابد من قضاء بعض الوقت في الخارج، للتعرض إلى أشعة الشمس التي تقوم بتصنيعه تحت الجلد، وتتوقف كميته على قوة الأشعة فوق البنفسجية. ففي وسط النهار، تقوم بصناعة كمية أكبر عن فترة الصباح الباكر، أو بعد الظهيرة، وفي حال كان الجو مشمساً». ولفتت إلى أن أخذ القدر الكافي من حاجة الجسم لفيتامين (د) لا يتطلب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، فبعض الأشخاص يأخذون احتياجهم منه بقضاء بعض الوقت خارج المنزل، أو عند تعرض أجزاء من جسمهم للشمس، كاليدين أو الوجه، في يومٍ مشمس. وقالت راشد لـ«الإمارات اليوم» «تقل كمية الفيتامين التي تقوم بتصنيعها أشعة الشمس عند تغطية الوجه، واستخدام واقي الشمس، والوجود في الأماكن المغلقة في ساعات النهار».
كمّية كافية
وعن الأشخاص الذين يمكن ألا تنتج جلودهم كمية كافية من فيتامين (د)، أفادت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي بأنهم أصحاب البشرة الغامقة، والمسنون الذين تقل قدرة جلودهم على تصنيعه، والرضع والأطفال الذين تكون معدلات نموهم عالية ويحتاجون إلى كمية عالية منه، والحوامل والمرضعات أكثر من السيدات الأخريات، لأنهن يحتجن إلى كمية أكبر من الفيتامين للطفل، والمراهقات لأنهن يكنّ في مرحلة بناء العظام. وأوضحت أن هؤلاء يحتجن إلى استخدام فيتامين (د) كمكمل غذائي، وكذلك الذين يعتمدون على أدوية المناعة للتشنج، لأنها تقلل كثافة العظام، والنباتيين، وأصحاب الأوزان العالية والذين يعانون من السمنة، بناء على نتائج دراسات أوضحت أن السمنة تعيق إنتاج فيتامين (د) تحت الجلد.
وفي المقابل، حذرت راشد من أخذ جرعات زائدة عن حاجة الجسم من فيتامين (د) الذي يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الدهون، إذ يسبب ذلك الإصابة بتسمم فيتامين (د)، وشددت على أن الاعتدال مطلوب، وأن خير الأمور الوسط، حتى في الإفادة من الفيتامينات. ومن أعراض تسمم فيتامين (د) «الشعور بالعطش الشديد، والطعم المعدني داخل الفم، وقلة الشهية، وآلام في العظام والمفاصل، وإعياء وتعب وصداع والقيء وتكرار التبول والإسهال، ويظهر في البول ارتفاع مستوى الكالسيوم والفسفور، وكذلك ارتفاعهما في الدم، ما يؤدي إلى تكون حصوة الكالسيوم في الكلى وتدمر خلاياه، ويؤثر في لزوجة الدم، ويؤدي إلى ترسب الكالسيوم فيه، وبالتالي، يؤثر في الأوعية الدموية للقلب والرئتين».
فوائد
وعن فوائد فيتامين (د) المتعددة، قالت اختصاصية الأمراض الباطنية، الدكتورة سعاد عبدالله، إنه «يساعد على امتصاص كمية كافية من الكالسيوم لسلامة وصحة العظام والأسنان، ولا يتم الاستفادة من الكالسيوم، في حال تم تناول كمية كافية من الغذاء الغني به، ما لم يتم الحصول على فيتامين (د)». وذكرت أنه يساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم، إذ يعد فيتامين (د) المنظم الأساسي لتوازن الكالسيوم في الجسم، فيزود العظام بالمعادن الأساسية ويبني الهيكل العظمي».
وأوضحت الدكتورة سعاد أن فيتامين (د) يساعد في تشكيل خلايا الدم المناعية وتمييز الخلايا، الأمر الذي يقلل من أخطار السرطان، وأن دراسات بينت قدرته على توفير الحماية من أمراض عدة، كالتهاب المفاصل المناعي وتصلب الأنسجة المتعددة، كما أنه يساعد في الحفاظ على مستوى الأنسولين الضروري في الدم، حيث توجد مستقبلاته في البنكرياس، حيث يتم إنتاج الأنسولين.
وفي حال لم يأخذ الجسم حاجته الكافية من فيتامين (د)، قالت الدكتورة سعاد عبدالله أن ذلك «يتسبب في إصابة الأطفال والرضع بالكساح، وهشاشة وترقق العظام لدى البالغين، ما يسبب آلاما شديدة في العظام»، ولفتت إلى أن دراسات أفادت بأن هناك علاقة بين نقصه والإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وأن نقصه يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو ضعف المفاصل. وذكرت أيضا أن أشخاصا قد يصابون بأمراض المعدة، كما أن نقصه يسبب خللاً في جار الغدة الدرقية التي توجد في الرقبة وتفرز هرمون (الباراثيرويد) الذي يساعد على تخزين واستخدام الكالسيوم والفسفور في الجسم، وعند حدوث أي خلل في هذه الغدة يعتمد العلاج على فيتامين (د).
ارتباط
ويؤدي نقص فيتامين (د) في الجسم أيضاً إلى ضعف تكوّن وبناء الكالسيوم في الأوعية الدموية، ما يساعد على تكون الجلطات في الأوردة الضعيفة، الأمر الذي يؤدي للإصابة بالسكتة الدماغية والجلطة في الشرايين ويسبب الوفاة، وهناك ارتباط بين التهاب المفاصل ونقص فيتامين «د»، وخصوصا التهاب مفاصل الورك والحوض لدى النساء المتقدمات في العمر، وفق الدكتورة سعاد عبدالله التي لفتت إلى أن دراسات توصلت إلى وجود ترابط بين ارتفاع ضغط الدم والمستوى المنخفض لفيتامين (د) في الجسم، حيث يؤدي انخفاضه إلى ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً للذين يعانون من أمراض الكلى، أو زيادة في نشاط جار الغدة الدرقية. وقالت «بينت دراسات أن المناطق التي تشرق فيها الشمس بصورة أكبر، تقل فيها نسبة الإصابة بالتصلب العضدي، وكذلك تقل لدى الذين يعتمدون في طعامهم على الأسماك، ولوحظ أن الشمس والسمك أهم مصادر فيتامين (د)، لكن هذا لا يعني أن تناول الفيتامين على صورة مقويات يؤدي إلى علاج مرض التصلب العضدي».
أطعمة