عروض مسرحية وترفيهية شهدتها مواقع عدة في دبي.                       من المصدر

ديــزني و«بيتربان» و«ماما ميا» على مسرح العيد

تباينت حظوظ الفعاليات ومناطق الجذب المختلفة لقضاء عطلة العيد في دبي التي امتدت متواصلة مع احتفالات الدولة باليوم الوطني، حسب رصد «الإمارات اليوم» في الأيام القليلة الماضية. واستحوذت الحدائق على أعداد هائلة من المتنزهين، وأعرب رواد عروض عالمية أتاحتها فعالية العيد في دبي عن رضاهم لاستبعاد الحفلات الغنائية، وطالب بعضهم بشكل خاص بالسعي إلى ترشيح عروض أكثر تعبيراً عن الثقافتين العربية والإماراتية، معتبرين أن عرض «فريج فولكلور» من العروض الإماراتية التي تحتفي بالأصالة، وتضاهي من جهة الإبهار والتقنية الحديثة غيرها من العروض العالمية. وأشارت العروض إلى أن «مخاطبة مخيلات الأطفال في عروض موجهة بالأساس لهم في أثناء التخطيط لحفلات العيد هو الضامن الأكبر لمزيد من كثافة الحضور خلال عطلة العيد، خلافاً لفعاليات غنائية تراهن على المراهقين والكبار».

وفي السياق نفسه، أحالت العروض مراكز التسوق التي ضمتها إلى مناطق شديدة الجذب بالنسبة للجمهور، ما شكل حركة تجارية نشطة في الأيام الماضية، وبشكل خاص في دبي فيستفال سينتر التي استضافت عروضاً متواصلة لشخصيات ديزني الشهيرة، بسبب مجانية العروض واختيار مكان العرض في بهو مدخل المركز نفسه، الأمر الذي جعل أسوار الأدوار الداخلية الثلاثة للمركز وكل وجهاته المطلة على الفعالية، بما فيها وجهات المطاعم والمصاعد الثابتة تكتظ بالرواد، بعد أن امتلأ المسرح الرئيس جميعه، وجلست مئات الأسر بأطفالها في الطابق الأول لمتابعة العروض.

في مقابل استضافة «فيستفال سنتر» عرضاً مجانياً مفتوحاً للجمهور، استضاف «العربي سنتر» في دبي أحد عروض «بيتر بان» الشهيرة، لكن اعتماد العرض على تذاكر مدفوعة، تبدأ من 175 درهماً للفرد الواحد أثر في مستوى الإقبال، لا سيما أنها أقيمت على مسرح داخل خيمة، تم نصبها ملحقة بـ«العربي سنتر»، وليس في جزء أصيل من المركز، كما الحال في عروض «ديزني لاند» بـ«فيستفال سنتر» .

وعلى الرغم من أن العرض العالمي «ماما ميا» على الجليد سبق تنظيمه في دبي في مناسبات متعددة، فإن مستوى الإقبال على متابعته كان معقولاً، بعدما فضل منظموه افتتاح عروضه في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، في مركز معارض مطار دبي الدولي، حيث شهد العرض الافتتاحي حضوراً أسرياً لافتاً بسبب مناسبة العرض لشرائح عمرية متباينة، بخلاف عرض «بيتر بان» في العربي سنتر الموجه بالأساس إلى الأطفال، لكن مشكلات متعلقة بارتفاع مستوى الصوت بشكل خاص كانت من سلبيات العرض الأول الذي لم يراع فيه بشكل خاص مساحة القاعة التي تزيد بمحدوديتها من تلك الإشكالية.

وكانت القرية العالمية أيضاً واجهة رئيسة مفضلة لآلاف الأسر التي فضلت تخصيص إحدى سهرات العيد هناك، لا سيما في ظل وجود فعاليات ترفيهية عديدة جنباً إلى جنب مع فرص التسوق التقليدية، وهو أمر يمكن أن يفصح عنه منظر الازدحام المروري في الطرق المؤدية إلى القرية، من دون الحاجة إلى الرجوع للإحصاءات المتعلقة بعدد زوار القرية، ما يؤكد نجاح تجربة مزج الترفيه بالتسوق، والتي جعلت من «فيستفال سنتر» وجهة أولى بين مختلف مراكز التسوق في دبي خلال عطلة العيد.

تحسن الأجواء وارتباط عيد الأضحى بظاهرة الشي على الفحم جعلت الحدائق خياراً أساسياً للأسر والعائلات بشكل خاص وجهة مفضلة لقضاء أحد أيام العطلة الطويلة، وربما أكثر من يوم . وبدا واضحاً أن الحدائق الأكثر اهتماماً بتوفير مناطق ألعاب خاصة بالأطفال هي الأكثر جذباً، مثل حديقة زعبيل في بر دبي وحديقة الخور وحديقة الممزر، لا سيما أن الحدائق توفر في الوقت نفسه مناطق مثالية للشواء

في وسط هذا الكرنفال الاحتفالي الذي تكامل مع مظاهر كثيرة للاحتفالات بالعيد ، لم يكن مأسوفاً على غياب الحفلات الغنائية للمرة الأولى منذ فترة طويلة عن فعاليات «العيد في دبي»، على الرغم من استضافته في أعياد سابقة نجوماً عرباً وخليجيين مشهورين، مثل جورج وسوف وشيرين عبدالوهاب ونانسي عجرم ورابح صقر وراشد الماجد ومحمد حماقي ويارا ونوال الزغبي وغيرهم. ورأى بعضهم أن «الفعاليات الغنائية بشكل خاص يمكن أن تنظم في مناسبات أخرى كثيرة، بخلاف عطلة الأعياد التي تحتاج فيها الأسر إلى فعاليات تناسب مختلف الشرائح العمرية لأفرادها، وبشكل خاص، الأطفال الذين يشكلون في الغالب القوة الدافعة للتوجه إلى المتنزهات وأماكن استضافة فعاليات العيد المختلفة».

في هذا السياق، تساءل إبراهيم الجابر عن سبب غياب العروض العربية أو الإماراتية عن فعاليات «العيد في دبي»، وقال «بسبب شهرة عروض (ماما ميا) وإقامتها في المنطقة الرسمية لاستضافة الحفلات الكبرى، وفي مركز معارض مطار دبي الدولي، فقد حرصت على أن أصطحب عائلتي للاستمتاع بعروضها في العيد، وبغض النظر عن الجانب الفني والجمالي في العرض، شعرت بأن العرض على الرغم من عالميته لا يتناسب مع خصوصيتنا، وليس له أي علاقة بعبارة (العيد في دبي)، ولهذا ، أتساءل عن سبب غياب عرض مثل (فريج فولكلور) لمحمد سعيد حارب الذي سبق أن استضافه مسرح أرينا في مدينة جميرا، ولماذا لا يتحول هذا العرض إلى أحد العروض التي تُقدم لقاصدي قضاء عطلة العيد في دبي، والذين من المؤكد سيكونون متعطشين لعروض تعبر بالفعل عن خصوصية دبي».

«عالمية العروض» بالنسبة لسالم الطنيجي «مهمة لأي حدث يقام على أرض دبي، فالمدينة التي تجاور بين ثقافات كثيرة متعددة، يجب أن تزخر فعالياتها بعروض عالمية»، حسب تعبيره، لكنه رأى أن «فرصة استضافة تلك العروض تغدو ذهبية للتعريف بالنتاجين العربي والإماراتي في مجال الفنون والخصوصية الثقافية والتراثية للآخر، بشرط عدم الإغراق في المحلية أو الإقليمية، لأن دبي وفق نمط مقيميها وزائريها مدينة عالمية، في الوقت الذي تتمسك فيه بهويتها الخليجية والعربية».

ورأى ناجي المزروعي الذي اصطحب طفليه خالد وحمدان في عرض «بيتر بان» أن هناك غياباً غير مبرر للخصوصية الإماراتية في حفلات العيد في دبي، على الرغم من تأكيده أن غياب الحفلات الغنائية هذا العام «ظاهرة محمودة» . وقال «هناك شخصيات كرتونية إماراتية كثيرة ظهرت خلال الفترة الأخيرة، من الممكن أن تطور عروضا صالحة لاستقطاب الأطفال خلال العيد، بشرط الابتعاد عن سطحية المعالجات البسيطة التي تكتفي بتخفي أجسام بشرية وراء أقنعة شخصيات كرتونية». وأشار إلى أنه لم يسبق له أن حضر عرض «فريج فولكلور»، لكنه سمع عن براعة مخرجه محمد سعيد حارب في الاستعانة بأدواته التقنية على نحو عالمي.

 حارب: فاتنا العيد  

قال المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، مبدع العرض المسرحي (فريج فولكلور) « فاتنا العيد »، موضحا أنه كانت هناك نية بالفعل لعرض «فريج فولكلور» في أبوظبي، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال إجازة العيد الأخيرة، وتم التواصل مع الهيئة في هذا الخصوص قبل أن تعود الأخيرة وتُعقب بأن الكلفة المادية للعرض مرتفعة.

ورحب حارب بعرض «فريج فولكلور» لمصلحة أي جهة داخل الإمارات، مقترحاً أن يكون العرض ليوم واحد فقط من أجل تقليص ميزانية العمل، مبدياً اندهاشه من تواتر العروض التي توسم بالعالمية، في ظل غياب عرض وطني واحد سيكون دعمه بمثابة دعم لجيل جديد من المبدعين الإماراتيين الذين باتوا ينظرون إلى تجربة «فريج» بشكل عام بمزيد من الترقب.

وبرر التباين في ميزانية عرضه وغيره من العروض الأخرى، بقوله «عرض مثل (ماما ميا) مضى نحو 10 سنوات على إنتاجه، لذلك، حقق مردوداً مادياً ضخماً لمنتجيه، وهو الآن في مرحلة تالية لجني الأرباح، أما (فريج فولكلور) فلم يتم عرضه سوى في مناسبتين، وحضره 20 ألف شخص، منهم فنانون عرب أكدوا أن العروض الإماراتية دخلت حيز العالمية من بوابة (فريج فولكلور)، مثل جوليا بطرس التي رأت أن العرض تجاوز الخبرات اللبنانية في العروض المسرحية».

الأكثر مشاركة