الماكياج.. أفكار تتخطى حدود ألوان التجميل
يتعامل بعض خبراء التجميل مع أدوات الماكياج وألوانه على أنها مواد جامدة صنعت لتجميل المرأة فحسب، فيما يتعامل آخرون معها على أنها فن يمكن من خلاله ابتكار أفكار أبعد من حدود اللون، بمساندة معدات تتعدى حدود عالم الماكياج. وحاول خبير التجميل الخاص بعلامة ماك بابلو رودريغيز، من خلال ورشة العمل التي قدمها أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي أن يبين كيفية الابتكار والخلق في الماكياج، مبيناً من خلال تنفيذه للماكياج كيفية تطويع أدوات وألوان الماكياج لتصبح وسيلة لابتكار قناع للوجه أو لتحديد ملامح شخصية مرعبة.
قدم رودريغيز خلال الورشة التي أقامها في سوق مدينة جميرا، نوعين مختلفين من الماكياج، الأول خاص بشخصيات المخلوقات العجائبية، والذي عمد أثناء تطبيقه إلى إخفاء حاجبي العارضة بواسطة خافي العيوب، أما ظلال العيون فاختار رودريغيز منه ألواناً تدرجت على العين من الأبيض إلى الأسود ثم الأحمر الذي وزعه بالريشة على الوجه فوق قطعة بلاستيكية مخرومة، فتمكن بهذه التقنية من ابتكار دوائر لونية على جبين وخدود العارضة.
ورفض رودريغيز منح العارضة مظهراً مخيفاً جداً، لهذا عمد إلى وضع اللون الأحمر على الشفاه لمنحها شيئاً من الأنوثة والنعومة. أما النوع الثاني من الماكياج الذي عمد رودريغيز إلى تنفيذه فكان قناعاً مرسوماً على الوجه بواسطة تحديد العيون بالسائل الأسود اللون، وعمد خبير التجميل في البداية إلى وضع علامات لتحديد مساحة القناع، وللانطلاق منها لرسم الأشكال الدائرية والنصف دائرية لتكوين القناع. وبعد رسم الدوائر قام بملأ الفراغات بين الدوائر بخطوط طولية وزين القناع في النهاية بحبوب الكريستال. وشدد رودريغيز أثناء تنفيذه للقناع على وجوب عدم لمسه أو محاولة مسح أي شيء حتى وإن كان خطأ لأن ذلك من شأنه أن يمنح البشرة لوناً رمادياً، موضحاً أنه من الممكن أن نصحح الخطأ في الرسم بإعادة رسم الدائرة بالشكل الصحيح بالقرب من الدائرة التي رسمت خطأ.
أنواع
وأكد رودريغيز لـ«الإمارات اليوم»، أنه دخل عالم التجميل بالمصادفة، وكان ذلك بعد ان عمل في تنفيذ الماكياج لعروض الأزياء، ثم ما لبث ان عمل في تنفيذ الماكياج الخاص بجلسات التصوير للمجلات، والذي في رأيه يفتح المجال لخبير التجميل بالابتكار، لافتاً إلى انه «خضع لدورات تدريب في كيفية وضع الألوان، والتي كانت ضرورية له لأن عدم التمكن من توزيع الألوان يقود إلى نتائج سيئة وغير جميلة».
وأشار إلى وجود اختلافات في التعامل مع الماكياج بين تصميم الأزياء والأفلام أو التصوير، موضحاً أن العمل في مجال الماكياج الخاص بالأزياء يجعل المرء محكوماً إلى حد ما بفكرة مصمم الأزياء، كما أن أي نوع من الماكياج يكون لائقاً. أما الماكياج المخصص للأفلام، فبحسب رودريغيز مختلف لأن الماكياج الخاص بالمخلوقات الغريبة على سبيل المثال يحتاج للكثير من الدقة وعلى خبير التجميل أن يرسم الماكياج نفسه على نحو يومي أثناء تصوير الفيلم، وهذا يتطلب الكفاءة العالية كي يكون متطابقاً بشكل تام.
وأضاف أن «ماكياج الأفلام للمخلوقات الغريبة ليس من الضروري ان يتكون من الكثير من الألوان، بل من الممكن استخدام ألوان محددة وقد قدمت هذا النوع من الماكياج في الورشة بواسطة أربعة ألوان فقط»، مشيراً إلى أنه يحرص على إبقاء عنصر الجمال موجوداً في تنفيذ ماكياج المخلوقات الغريبة، ولهذا يعمد إلى إضافة أحمر الشفاه الجميل كي يعطي المرأة لمسة نعومة وأنوثة ويبعدها عن الشكل المخيف.
مفهوم
ونوّه رودريغيز بأن هذا النوع من الماكياج يجب ان يجربه خبير التجميل أكثر من مرة لأنه في كثير من الأحيان تكون النتيجة مختلفة تماماً عما نتوقع. أما اختيار الألوان للفكرة فلا يتطلب الكثير من الدقة، بل إنه أيضاً عامل يرتبط بالاختبار ومدى غرابة الفكرة التي ستجسد من خلال الماكياج. وشدد على ان الماكياج كفن لابد أن يحمل مفهوماً، لأنه ليس هناك من فنان يمكن أن يقدم ماكياجاً فنياً من دون فكرة وهدف، مركزاً على أهمية تغيير الملامح في هذا النوع من الماكياج، لأنه ماكياج خاص بمناسبة معينة أو خاص بالتصوير وبالتالي لا حدود معينة يلتزم فيها الخبير.
وتابع رودريغيز «علينا أن نذهب إلى ابعد من حدود المواد التي نستخدمها في الماكياج حين نتحدث عن فن الماكياج في السينما، وعلى خبير التجميل أن يعرف كي يستخدم ويطوع الكثير من المواد غير التجميلية للوصول إلى الإطلالة والشكل الذي يريد، فقد أضفت الكريستال وكذلك عمدت الى استخدام البلاستيك المخروم وكلها أمور دخيلة على الماكياج». واعتبر أنه لا يمكن لجميع خبراء التجميل أن يقوموا بهذا النوع من الماكياج، فهناك مجموعة من خبراء التجميل تفضلن الالتزام بالماكياج كوسيلة للتجميل وهم يبرعون في هذا المجال، فيما من الجهة الأخرى هناك نسبة من الذين يمكنهم الابتكار. ولفت الى انه لا يمكن القول إن الذي يتعامل مع الماكياج كفن لا يمكنه ان يبرز جمال المرأة. أما الصعوبة أو التحديات التي تواجه خبير التجميل في هذا المجال، فهي بحسب رودريغيز تتوقف على مدى براعة الخبير، وكذلك على الأبحاث التي قام بها قبل وضع أفكاره النهائية، بالإضافة إلى حسن اختياره للفرشاة. أما الأفكار التي يستلهم منها أفكاره، فهي ليست في جديد الماكياج على الإطلاق، بل إنه يبحث في الإنترنت عن الأعمال الفنية والرسم، وكذلك التصوير بالإضافة إلى متابعة جديد الأفلام.
إطلالات النجوم
ذكر خبير التجميل بابلو رودريغيز الذي تعامل مع الكثير من النجمات العالميات إلى انه لا يجد اختلافاً في التعامل مع النجمات أو السيدات العاديات، لأنه يعتقد أن هناك الكثير من العوامل التي تؤخذ في عين الاعتبار قبل وضع الماكياج، ومنها ماذا تريد السيدة أن ترتدي؟ وكذلك ما أسلوبها وما المناسبة؟. وأضاف «هناك نوعان من السيدات، فبعضهن يرفضن التغيير وأخريات من السهل ان يختبرن كل ما هو جديد، وبالتالي إني كخبير تجميل أحب التعامل مع السيدة المغامرة أكثر، فهذا يتيح لي الابتكار. أما الملامح التي أحب أن أقدمها فهي ان أعمل على الإطلالات المتوازنة فمن الممكن أن يكون الماكياج قوياً وبارزاً عند العيون فقط أو العكس خفيف عند العيون مع أحمر شفاه قوي». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news