الأميركيون يتلقون المعلومات على مدى أكثر من 8 ساعات يومياً. فوتوز .كوم

الأميركيون يصابون بتـــــــخمة رقمية

أفادت دراسة حديثة، قام بها باحثون في جامعة كاليفورنيا، بأن الأميركيين يقبلون على استخدام الشبكة العنكبوتية بشراهة. وأفاد تقرير نشرت تفاصيله على موقع «هوت هاردوور» بأن معدل الاستهلاك المنزلي في الولايات المتحدة للإنترنت وصل إلى 3.6 زيتا بايت العام الماضي. والزيتا بايت يعادل 1000 مليار غيغا بايت. وتفصيلاً ، قال الباحثون إن الفرد الأميركي استهلك 34 غيغا بايت يومياً، أي ما يعادل 100 ألف و500 كلمة كل يوم.

وتشمل المعلومات التي يستخدمها الناس أخبار الفضائيات والبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو والإنترنت والرسائل النصية القصيرة، وغيرها من وسائل الاتصال. والمثير للقلق توجه ناس كثيرين إلى الشبكة العنكبوتية، حيث وجدت الدراسة أن عدداً كبيراً من الأميركيين يقضون نصف يومهم أمام التلفاز والكمبيوتر، ويستهلكون كماً هائلاً من المعلومات. وفي المعدل، يستخدم الأميركي حاسوبه ساعتين يومياً، ويشاهد التلفزيون أكثر من أربع ساعات.

ألعاب الفيديو

إضافة إلى الكم الهائل من المعلومات التي ترد عبر أجهزة التلفزيون والكمبيوتر، فإن وسائل أخرى تتنافس لتنقل المزيد من المعلومات، بما في ذلك الهواتف الذكية والراديو. وأحياناً ، يستخدم الشخص وسيلتين في آن واحد، مثل الحديث عبر الهاتف واستخدام الحاسوب أو مشاهدة التلفزيون. ووجد التقرير علاقة بين كمية المعلومات التي تستهلك والوقت الذي يقضيه بعضهم أمام ألعاب الفيديو. وفي ذلك، يقول الأستاذ في إدارة التكنولوجيا في الجامعـة، روغر بون، «تبين أن ألعاب الفيديو أسهمت في رفع كمية الاستهلاك الرقمي، وباتت تحتل حيزاً مهماً في وقتنا»، ولاتقتصر الألعاب على البسيطة منها أو التقليدية، بل تشمل الألعاب التي تتطلب قدرات ذهنية، مثل «تيترييس» وألعاب الشبكات الاجتماعية.

في المقابل، شهدت نسبة المحتويات المطبوعة من الإنترنت تراجعاً كبيراً، فلايزال القراء يتزاحمون على آلاف المواقع التي تجعل في متناولهم القصص والأخبار والكتب. وفي حال أضفنا وقت التصفح الذي لا يتم من دون قراءة، فإن الأميركيين باتوا يقرأون أكثر من أي وقت مضى. ويضيف موقع «هوت هاردوور» أن استهلاك المعلومات في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 5.4٪ سنوياً ما بين 1980 و.2008 وإذا استمر الحال هكذا، قد نصل إلى مستويات قياسية، يصعب تقديرها بالمقاييس الحالية، حيث يترتب علينا ابتكار مصطلحات جديدة، بدل «زيتا بايت».

تلقي المعلومات

وتذكر الدراسة أن الأميركي يتلقى المعلومات على مدى 8.11 ساعة يومياً، ما يعني أن الدماغ يظل نشطاً طوال اليوم. وخلافاً لما هو شائع، فإن البالغين يقضون وقتاً أمام التلفزيون أكثر من الأطفال، وتبين أن الأشخاص ما بين 60 و65 عاماً يقضون في المعدل سبع ساعات أمام التلفزيون، في حين يقضي المراهقون نحو أربع ساعات فقط. هذا ويبقى عشاق الألعاب ساعة على الأقل أمام الكمبيوتر يومياً. ويقول الباحثون إن الكم الذي يستهلكه الأميركي كل يوم يمكن أن يملأ سبعة أقراص «دي في دي»، أي ما يعادل 2555 قرصاً سنوياً.

وقال الباحث المشارك في الدراسة، جيمس شورت، إن الأميركي يواجه ترسانة هائلة من وسائل نقل المعلومات، حسب موقع «تروسلانت». وفضلاً عن أجهزة الكمبيوتر، يوجد «مئات الملايين من أجهزة التلفاز وما لا يقل عن 50 مليون هاتف ذكي بين أيدي الأميركيين»، مضيفاً أن تكنولوجيا الاتصال تتطور يوماً بعد يوم «ما سيحولنا إلى أشخاص نعتمد على المعلومات الرقمية والمشاهدة المقروءة، بشكل شبه كامل».

ويرى مدير معهد كاليفورنيا للاتصال والمعلومات، لاري سمار، وهو أحد العلماء الرواد في مجال الإنترنت، أن «التوجهات الاستهلاكية للأميركيين من شأنها أن تقلب الموازين رأساً على عقب، سواء بالنسبة للتخطيط أو الاستثمار، والمسألة معقدة للغاية».

 

الأكثر مشاركة