إبطاء الشيخوخة.. خيارات لتعزيز جودة الحـياة
هناك الكثير من الأمور التي يجب أن يتعامل معها المرء بروية وببطء، ويعد التقدم في العمر أحدها، وذلك بحسب كل من الكاتبة كيت ماري ومساعدها البروفيسيور الطبيب كريستوفر توماس في كتابهما «العيش بسرعة والشيخوخة البطيئة»، والذي يقدم عدداً من النصائح للحياة بطريقة تعين على الشعور بالشباب لأطول وقت ممكن، وعلى الرغم من انتشار كلمة «مضادات الشيخوخة» إلا أن الكاتبين يعتقدان بأنه من الحكمة استخدام كلمة «مبطئات الشيخوخة» كونها أمراً يمكن تحقيقه، بينما لا يمكن منع الشيخوخة وإعادة الزمن إلى الوراء.
ويشبه الكتاب الشيخوخة بتلك «الأمور التي تترك غير محمية من عناصر وظروف الحياة، فإنها ستشيخ ، حيث تبهت ألوانها، وتبدو أجزاؤها أكثر قسوة ويغلب عليها الصدأ، الأمر الذي لا يعد بعيداً في وصفه عما يحصل في جسم الإنسان»، ففي داخل جسم الإنسان، بحسب الكتاب، هناك الكثير من العناصر المضرة والمساهمة في التقليل ونقصان بناء الجسم ووظائفه ارتباطاً مع التقدم في العمر، والتي حدد الكتاب أهم أربعة عناصر منها، وهي «الكيلوغولز»، التي تُعد وحدة لقياس الطاقة في الطعام، والشقائق الحرة والتي تعمل على الأكسدة في الجسم، إضافة إلى عملية تغير البروتينات بسبب السكر إلى جزيئات جديدة ضارة تعرف بالمنتجات المتقدمة للغلوزة والمعروفة باسم «أيه إي جي»، كما تعد الالتهابات المزمنة في داخل الجسم، أحد الأسباب الرئيسة للشيخوخة السريعة أيضاً والمعروفة باسم «إنفلام إيجينغ»، ومع التدخل الواعي لمنع أو التخفيف من التعرض لهذه العناصر الأربعة، وحماية الجسم من عواقبها، يمكن للمرء تحسين جودة حياته، من خلال تعزيز صحته.
اختيارات شخصية
ويضيف الكتاب، إلا أن الأمراض والشيخوخة، هي غالباً نتائج لاختيارات شخصية يقوم بها المرء مع مرور الأيام، أو هي لاختيارات عجز المرء عن القيام بها، والتي ترتبط مباشرة، بالأنظمة الغذائية المتبعة، والأنشطة الجسدية، والبيئة المحيطة، وأسلوب الحياة المتبع، بينما يبين الكاتبان أن هناك عدداً من الأمور التي يجب القيام بها للتمكن من البدء بعملية «إبطاء الشيخوخة»، والتي تبدأ «بتقييم الصحة العامة، والتحكم في البيئة المحيطة، وتحويل النشاط الرياضي إلى أولوية حياتية، والحرص على صحة العقل، والبحث دائماً عن الجودة في الحياة».
وفي ما يخص الصحة العامة، يوضح الكتاب أنه يمكن للمرء الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة التي أصبحت قادرة على التعرف إلى المخاطر الصحية التي يمكن أن يواجهها المرء في حياته، والتي يمكن علاجها مبكراً، مثل الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، بينما تعد الإشارات الأولية لاحتمال الإصابة بها واضحة في كثير من الأحيان، إضافة إلى الفحوص الأخرى التي تعين على قضاء شيخوخة جيدة، مثل اختبارات السمع، والتي يحتاج الأفراد فوق سن الـ65 من القيام بها كل عامين، أو ممن يعانون من مخاطر عالية لفقدان السمع.
وتعد البيئة المحيطة واحدة من أهم المؤثرات الرئيسة في كيفية تقدم المرء في العمر، والتي يحددها الكتاب بأنها قد تكون مؤثرات بيئية عاطفية أو مادية، ما يعني أهمية الحرص على التخلص من العناصر المحيطة بالمرء والمسببة للتوتر والقلق المستمر، وهي المسببات التي تختلف من شخص لآخر، فساعة الزحام المروري قد تسبب التوتر والإجهاد، بينما يجدها آخرون أمراً يعين على الاسترخاء والحصول على القليل من الهدوء بعيداً عن زحام الجدول اليومي، والقيام بالاختيارات التي تشعر المرء بالسعادة، والراحة يمكن أن تسهم في تقليل فرص التقدم السريع في العمر، إضافة إلى أهمية الابتعاد عن المواد السمية للجسم، مثل البعد عن استخدام المواد البلاستيكية، وتناول الطعام العضوي، وتفادي التعامل مع المواد الكيميائية.
وعلى الرغم من كثرة التشديد العام على أهمية ممارسة التمارين الرياضية، إلا أن الكتاب، يوضح أن التمارين الرياضية ليست قادرة فقط على التخفيف وتثبيط العمليات المسببة للشيخوخة، بل يمكن أيضاً أن تعمل على عكسها أيضاً، حيث تعين على محاربة السمنة، وتعزز من قوة ومناعة الجسم ضد التوتر والإجهاد النفسي، وتحمي الجسم من الأمراض المزمنة، كما أنها تعين على أن يبدو المرء بأفضل حالاته الجمالية، بينما قدم الكتاب الوصفة الرياضية المطلوبة، والتي تحتوي على «القليل من رياضة الأيروبيك ذات الشدة المتوسطة، والقليل من تمارين القوة المتوسطة إلى القوية، والقليل من الرياضات التي تعمل على مرونة الجسم».
المهارات الذهنية
لا تمس الشيخوخة الجانب الجمالي والصحي للإنسان فقط، «بل سيعاني الجميع من تجربة نقصان المهارات الذهنية مع التقدم في العمر، ويبين الكتاب أهمية تمرين الذهن كحال الجسم، مع أهمية تناول الأطعمة المقوية لنشاط الذهن مثل تناول الـ«أوميغا،3 وفيتامينات بي، والمواد المضادة للأكسدة، والتي تعد المغذيات الرئيسة للدماغ»، كما يجب على المرء أن يتحكم في مستويات التوتر والإجهاد النفسي لحماية العقل، إضافة إلى القيام بالتمارين الذهنية والمقوية للذاكرة، والمنشطة للدماغ، مع الحرص على أخذ الوقت الكافي للاسترخاء والتفكير بالمصادر المسببة للقلق والتوتر والتعامل معها.
وتُعد الأمور الجانبية الأخرى في الجسم أحد الأسباب الرئيسة لتثبيط وإبطاء عمليات التقدم في العمر، والتي تعزز من جودة الحياة قبل ومع بدء الشيخوخة، وهي العناية بالبشرة، والعناية بالعظام والعضلات، والعناية بالحواس، ومن أهمها السمع، والبصر، والحرص على العناية بكل منها بشكل موحد وباعتبارها وحدة مهمة.
ويؤكد الكاتبان أهمية أن يتخذ المرء القرارات المهمة في حياته وصحته، ويكون المقرر والمسير لها، «بدلاً من أن يكون مسافراً غريباً داخل جسده»، وأن يأخذ الوقت الكافي للتفكير والتعامل مع الحياة والبيئة المحيطة بالطريقة المثلى، والبدء بتكوين خيارات إيجابية حيال الأمور التي يمكن القيام بها اليوم مع التفكير بعواقبها غداً.
نظام غذائي مخفف
- الحرص على تناول الأطعمة الطازجة التي تُعد الاختيار الأمثل، إلا أن الامتناع عن تناول الأطعمة المعالجة هو أيضاً طريقة صحيحة للبدء بخطوات صحيحة.
- التقليل من الأطعمة المزودة بالطاقة السكرية، واستبدال الأطعمة المعززة بالسعرات الحرارية العالية، بأخرى ذات كمية قليلة من الـ«كيلوغولز». - الحرص على تناول الأطعمة التي تعطي القيمة الغذائية للجسم بسرعات بطيئة، والتي تكون غالباً طازجة بعيدة عن الأغذية المعالجة، وقليلة السكريات، والغنية بالألياف. - الحرص على تناول المفيد، والمفيد فقط من الطعام وتفادي إدخال أي نوع من الأطعمة التي لا يمكن أن تقدم الفائدة للجسم، وهناك دائماً بدائل صحية لكل ما يميل المرء لتناوله. - تناول الأطعمة الطبيعية الملونة، وتعزيز النظام الغذائي بالملون من الخضراوات والفواكه، وكلما تنوعت ألوان صحنك كلما زادت قيمته الغذائية. - لتكن الخيارات صحية، فهناك دائماً الجيد والسيّئ لكل العناصر الغذائية، فلتكن الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات الجيدة، هي اختيارك، مع التقليل من تناول السكريات واستبدالها ببدائل طبيعية. - التقليل من تناول الطعام المطهو، والإكثار من تناول الأطعمة النيئة التي لا تحتاج إلى طهو يعين على تعزيز القيمة الغذائية. - تناول الأكلات المفيدة، مثل أنواع التوت المتعددة، والخضراوات الصليبية، مثل «القرنبيط، والبروكلي، والملفوف»، والبقوليات، والزبادي، والفواكه، والشوكولاتة الداكنة، والشاي الأخضر، والتي تعين جميعها على تحسين جودة الصحة والتقليل من سرعة التقدم في العمر. |