نساء ورجال على أبواب عيادات التجميل

تزايد الإقبال على عمليات الليزر في الإمارات. تصوير: مصطفى قاسمي

من الممكن القول إن العصر الحالي فرض على الناس، رجالاً كانوا أو نساء، الاهتمام بالمظهر الخارجي، حيث بات المظهر يحتل مرتبة مهمة ضمن الأولويات الحياتية، ليس لأنه يؤثر في رضا المرء عن نفسه فحسب، بل أيضاً لأنه يؤثر في نظرة الآخرين وفي الحياة المهنية. ويلجأ كثير من النساء اليوم إلى وسائل الطب التجميلي لتصحيح عيوب في الوجه أو تعديل بعض ملامحه، وكذلك للقضاء على علامات التقدم في السن، والتمتع بمظهر أكثر شباباً، وذلك بسبب سهولة هذا الطب وقلة آثاره الجانبية. ويمكن القول إن كل هذا يبقى مقبولاً طالما هو في حدود المعقول، حيث إن المفارقة الأساسية تكون مع الهوس الذي قد يصاب به البعض بهذه الوسائل، إذ إن أي تعديل تجريه المرأة يعتبر حبة من المسبحة التي فرطت.

 الثقة بالنفس  

في المقابل رأى رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي الدكتور محمد رمضان أن الرضا عن النفس شكلاً وروحاً وجسداً هو مفتاح الصحة النفسية والسعادة. وأكد رمضان أن «الجمال الحقيقي ينبع من داخل الإنسان وليس من شكله، وبالتالي فإن هذه العمليات إن منحت شيئاً من الثقة فلن يكون كبيراً، لأن الثقة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان».


وتقول الاختصاصية في العلاجات التجميلية والليزر الدكتورة رغد القيسي، إن «هناك فرقاً بين الطب التجميلي والجراحات التجميلية، كون الأول يشمل كل أنواع الليزر والبوتوكوس والحشوات والتقشيرات الكيميائية وكل الوسائل التي تغنينا عن الجراحات التجميلية، التي تعد سهلة الإجراء». وأوضحت أن «التطور في الطب التجميلي أتاح إجراء الكثير من التعديلات التي كانت تجرى بالجراحات فقط، ومنها على سبيل المثال تعديل شكل الأنف، فقد أصبح بإمكاننا أن نعدل شكل الأنف من خلال الحشوات»، لافتة إلى أن علامات الجمال أصبحت كهوس الموضة، وكثيراً ما يُطلب تنفيذ تغييرات في شكل الأنف تبعاَ لمعايير الجمال السائدة، من دون أن يكون شكل الأنف بحاجة لأي تعديل».

وأكدت الدكتورة رغد القيسي أن هناك إقبالاً من قِبل الرجال على العلاجات التجميلية الجديدة، فهناك إقبال على الليزر، لاسيما لإزالة الندب الناتجة عن حب الشباب، أو حتى آثار الجروح التي يتعرض لها الذكور كثيراً في صغرهم، بالإضافة إلى التخلص من الشامات، منوهة إلى أن النتائج تكون ظاهرة وواضحة أكثر على بشرة الرجال، كونهم لا يُخضعونها لهذه الوسائل باستمرار. وأضافت القيسي أن «إرضاء الرجال أسهل بكثير من إرضاء النساء، لأننا حين نحدث تغييراً عند النساء بنسبة 80٪ غالباً ما تنسى المرأة التحسن وتنظر إلى النسبة المتبقية، في حين أن الرجال يُقدّرون نسبة التحسن، حتى إن لم تتعد 20٪».

طلبات خيالية

وردّت الطبيبة الهوس الحاصل والانتشار الواسع للطب التجميلي، إلى النتائج الجيدة التي يمكن ضمانها والحصول عليها، بالإضافة إلى المنافسة أو الطلبات الخيالية التي تطلبها بعض النساء، حيث إن بعض النساء اللواتي بلغن الخمسين لا يردن أن يظهر لديهن أي نوع من التجاعيد، منوهة إلى أن اللجوء إلى واحدة من الوسائل كنفخ الشفاه مثلا من الممكن أن يدفع إلى اللجوء إلى الوسائل الأخرى كتعديل الوجه أو الخدود، لأن سهولة الطب التجميلي وقلة المضاعفات وعدم خطورتها، بالإضافة إلى سهولة إجرائها تشجع على ذلك. وأكدت القيسي أنه «لا يمكن الاستغناء عن الجراحات التجميلية، فيما يمكن القول إن الليزر لإزالة الشعر هو أكثر الوسائل التي تجذب الفتيات في الإمارات، بالإضافة إلى الليزر الجراحي الذي يعمل على تقشير البشرة مع تحديد عمق التقشير».

وأوضحت القيسي الفرق بين البوتوكس والحشوات التي تجذب الكثير من السيدات، قائلة إن «البوتوكوس يعمل على معالجة الخطوط الديناميكية التي تظهر من خلال الحركة، ولكن الحُقن لا تدوم فترة طويلة، بل تأثيرها يمتد من أربعة إلى ستة أشهر، وبالتالي فإن الحلول المؤقتة هي التي تدفع المرأة إلى إعادة الحقن من جديد». أما الحشوات فهي تعبئ الفراغات، وبالتالي هي مادة يمكن تشكيلها في الوجه حسب الحاجة بعد تعبئتها مباشرة، وإننا نستخدمها في الأماكن التي تترهل مع التقدم في العمر بالإضافة إلى أننا نستخدمها لرسم الوجه». وميزت القيسي بين نوعين من الحشوات، الدائمة أو التي تذوب بعد سنتين، موضحة أن الدائمة هي ذات نتائج سلبية على المدى الطويل، كون الوجه يتغير شكله وبالتالي يصبح شكل الحشوات غير جميل مع التبدلات الحاصلة، فيما النتائج على المدى القصير أفضل بكثير، لأنه يمكن تعديلها كل سنتين». وشبهت الدكتورة «وسائل الطب التجميلي بالعناية بالشعر، فعندما تصبغ المرأة شعرها للمرة الأولى ستجبر على متابعة العناية به، وهذ ما يحدث تماماً مع البوتوكس والحشوات، لأنه بعد فترة سيزول أثرها وتعود كما كانت قبل الحقن».

وقسّمت القيسي النساء إلى نوعين، «أولا النساء اللواتي يتطلبن كثيراً وهؤلاء لا يمكن إرضاؤهن، فيما هناك نوعية ثانية وهن اللواتي يمكن القول عنهن مهووسات، كونهن يطلبن تغيير شكلهن بشكل دائم، ويردن اختبار كل جديد، وهذا برأيي كطبيبة غير مقبول، لأنه ليس كل ابتكار يمكن أن يكون جميلاً على كل سيدة».

جراحات تجميلية

من جهتها لفتت الدكتورة الاختصاصية في الجراحات التجميلية والترميمية في مستشفى بلهول كاثرين جالي، إلى أنه «لا يمكن القول إن هناك هوساً بالجراحات التجميلية، وذلك بسبب ديمومتها، وكذلك الحاجة إلى بعضها، فمثلاً شفط الدهون لا يتم في الحالات التي يمكن أن تنفع معها الحميات الغذائية أو التقنيات الحديثة كالليزر، فيكون ضرورة عندما يعاني المرء من أكثر من 70 كيلوغراماً زيادة عن الوزن الطبيعي». وتابعت، إن «الاتجاه اليوم إلى الجراحات التجميلية جيد، على الرغم من شيوع الوسائل البديلة، وذلك لأن بعض الحلول لا تقدم إلا من خلال الجراحات، ومنها على سبيل المثال تصحيح شكل البطن بعد خسارة الوزن بسبب الترهل الذي يكون متركزاً في هذه الأماكن، فالليزر لا يمكّن من شدها».

وأشارت جالي إلى أن وسائل الطب التجميلي التي أحدثت هوساً عند النساء مهمة، وتجذبني كطبيبة أيضاً، لأن «الناس تريد أن تتعامل مع الوقت بطريقة عصرية، فليس من الضروري أن تظهر علامات التقدم في العمر، لكن يجب الحرص على إجرائها مع طبيب، منوهة إلى أنه ليس من الضروري أن تقود إلى المتابعة أو الإعادة، لأن من الجميل أن تكون البشرة جميلة». ووجهت جالي نصيحة إلى السيدات، بوجوب البدء بالعناية بالبشرة في عمر صغير من خلال الكريمات والتقشير والوسائل البسيطة، كونها تؤخر الشيخوخة وتؤخر فرص اللجوء إلى هذه الوسائل التي تعتبر حلاً مؤقتاً يجب اللجوء إليه بين الفترة والأخرى».
تويتر