أميركيون يمارسـون «لعبة الصدمة» الــقاتلة

اللعبة انتشرت في صفوف المراهقين. أرشيفية

راجت في السنوات الأخيرة ألعاب عنيفة أدمنها المراهقون في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، من بينها الألعاب التي يطلق عليها الخبراء «لعبة الصدمة»، التي اشتهرت في أوساط المراهقين في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهما، باسم «سبايس مانكي» أو «قرد الفضاء». وتعتمد اللعبة على «الخنق»، ويطلق عليها البعض اسم «لعبة الإغماء». ويتشارك شخصان في اللعبة ويقوم أحدهما بالشد على ربطة العنق التي يرتديها الآخر. وما يحدث في هذه المرحلة أن الشد على الرقبة قد يؤدي إلى توقف ضخ الدم إلى المخ ومن ثم انقطاع الأكسجين، الذي يوهم الشخص بأنه يرتفع إلى الأعلى. وعادة ما يصاب الشخص بالإغماء.

تقول اختصاصية الأعصاب في مستشفى قوس قزح للأطفال والرضع بمدينة كليفلاند الأميركية، نانسي باس، إن لعبة الصدمة لم تؤد إلى وفيات كثيرة، على مرور الـ15 عاماً التي قضيتها في المستشفى، مضيفة «سجلت أربع حالات وفاة جراء ألعاب الصدمة منذ التحاقي بالمستشفى». وعلى الرغم من أن أسباب الوفاة تكون أحيانا غير واضحة، ويرتبط بعضها بالانتحار، فإن مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة قالت في تقرير صدر في فبراير ،2008 حسب ما نشر في صحيفة «شيكاغو تربيون»، إن 82 شخصاً توفوا بسبب اللعبة العنيفة، في الفترة ما بين 1995 و.2007

وتوضح باس، «على الرغم من أن ألعاب الصدمة ليست بخطورة السلوكيات المنحرفة مثل المخدرات، إلا انها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة».

وأشارت صحيفة «وليامز كاونتي» إلى أن 11٪ من المراهقين في ولاية أوهايو، قالوا انهم لعبوا «لعبة الصدمة» ولا يشمل الرقم الأشخاص الذين عبروا عن رغبتهم في تجربتها أو المراهقين الذين جربوا اللعب ولو مرة واحدة. وعقب وفاة طالب في مدرسة بولاية تكساس، قامت دورية الوقاية من الحوادث بمسح لعدد من المدارس، وجدت أن 68٪ من المستطلعة آراؤهم قد سمعوا باللعبة الصدمة، وقال 45٪ منهم انهم يعرفون شخصاً خاض تجربة مع هذه اللعبة. وجاء في صحيفة «تايمز هيرالد» أن الإحصاءات بينت أن اللعبة تلقى إقبالا من الأطفال ما بين تسعة و16 عاماً، وأحياناً لا يتم إسعاف الأشخاص الذين يغمى عليهم وينتهي بعضهم إلى الموت. وتستخدم في اللعبة الأحزمة وربطات العنق والأغطية والبطانيات وغيرها.

وفي فرنسا تسجل 10 حالات اختناق تؤدي إلى الوفاة بسبب هذه اللعبة سنوياً، منذ سنة ،2000 حسب موقع «لوجو دي فولار»، الذي يسعى إلى التوعية بمخاطر هذه اللعبة التي يروح ضحيتها أطفال أبرياء بحثاً عن الإثارة والمتعة، إضافة إلى ذلك يقول الموقع المتابع لهذا الموضوع، إن الطفل أو المراهق يصاب بمشكلات نفسية بعد ممارسته اللعبة، كما تبقى علامات الكدمات على جسم الضحية طول حياته، أحياناً. وكان الطفل كيفن راش (13 عاما) الذي توفي بداية الشهر الجاري، بعد تعرضه للاختناق بسبب ممارسته اللعبة، آخر ضحية لهذه الممارسات القاتلة. وقال الأطباء إنه عانى إصابة قاتلة في المخ، وعلى الرغم من أن الطب الشرعي لم يثبت حدوث الوفاة بسبب اللعبة إلا أن الخبراء يرونه السبب الأكثر احتمالاً. أما إيفان، والد الطفل كنتان الذي لقي حتفه بسبب اللعبة القاتلة، فلم يتردد في الظهور على قناة «آر تيل الألمانية» ليحذر من هذه اللعبة. ويقول متحسراً إنه لم يستطع أن يفعل شيئاً لطفله الوحيد (تسع سنوات).

تويتر