«آريان».. 30 عاماً من الإنجازات في الفضاء
انطلق الصاروخ الفضائي الأوروبي «آريان 1» من مركز غويانا الفضائي، جنوب القارة الأميركية، لتدخل أوروبا في مجال المنافسة الفضائية، بعد أن كانت حكراً على الأميركيين والسوفيت. ولم تكن المشكلات الفنية البسيطة عائقاً أمام الإطلاق التجريبي في 24 من ديسمبر .1979 وفي ذلك يقول المدير السابق لمركز الأبحاث الفضائية الفرنسي، فرديريك دالسي «لو أخفقنا في الإطلاق ذلك اليوم كان أولى بنا أن نتخلى عن الفكرة»، مضيفاً «لقد حالفنا الحظ ولم تكن معجزة، لأن المعجزة تحدث مرة واحدة فقط». وجاء في تقرير خاص حول الموضوع نشر في صحيفة «لوفيغارو» الأسبوع الماضي، ان مشروع آريان فتح الباب أمام الأوروبيين لغزو الفضاء واستكشافه بشكل مستقل تماماً عن الأميركيين. وابتداء من 1980 بدأ الصاروخ في تنفيذ مهام دقيقة تمثلت في حمل أقمار اصطناعية إلى مداراتها حول الأرض. ويقول القائمون على المشروع إن آريان «لم يواجه مشكلات كثيرة، حيث أخفق الإطلاق 10 مرات فقط من أصل 193 مهمة». وحقق آريان على مر العقود الثلاثة الماضية وبنسخه الخمس، نجاحات علمية واقتصادية معتبرة، وبلغ مستوى الاعتمادية في إطلاق الأقمار 95٪، وأنجز آريان خمس من مهامه السبع هذا العام بنجاح ودون أخطاء، من بينها إطلاق القمر الاصطناعي «تيرستار1» الذي يعتبر أثقل قمر في العالم، أطلق إلى الآن في المدار، وبلغ وزنه سبعة أطنان.
تشكيك في البداية
كاد الحلم الأوروبي أن يتحول إلى إحباط كبير لولا إصرار مجموعة من العلماء الفرنسيين والأوروبيين يساندهم بعض القياديين آنذاك. وفي ذلك يقول دالسي «كان كثير من صناع القرار آنذاك مقتنعين بأن المغامرة ستؤول إلى الفشل»، ولم تكن الحجج تنقص أولئك المشككين. ويضيف دالسي وكان الكثيرون يقولون لماذا علينا أن نعيد ابتكار ما سبقنا إليه آخرون، وأصبحوا يتقنونه جيداً، إلا أن العلماء الفرنسيين تجاهلوا هذا الاتجاه وأصروا على «الاستقلال» في المجال الفضائي. وما حفز الفرنسيين على المضي قدماً في مشروعهم رفض الأميركيين السماح بالمنافسة في مجال الاتصالات اللاسلكية. حيث رفض الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون أن يتم إطلاق أقمار اصطناعية منافسة من على الصواريخ الأميركية. واستطاع أعضاء مركز الأبحاث الفضائية إقناع الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو للبدء في مشروع فضائي متكامل، ولكنه اشترط ان يكون أوروبياً. وفي الوقت الذي رحب فيه البلجيكيون والسويسريون بالفكرة عارض الألمان والبريطانيون المشروع، ولم يتوصل الأوروبيون إلى اتفاق إلا بحلول يوليو .1973
كسر الاحتكار
ويبدو أن النجاح قد فتح الشهية الأوروبية وكسر حاجز الخوف الذي تركه مشروع «يوروبا» في بداية السبعينات، كما تقول شبكة «يورو نيوز» الإخبارية، وتم اعتماد الجيل الثاني ومن ثم آريان 3 في بداية الثمانينات وآريان 4 في منتصف عام ،1988 وسرعان ما أخذ آريان حصة مهمة في سوق الأقمار الاصطناعية فى المدار الثابت للأرض. ويقول مدير مركز غويانا الفضائي، جان بيار موران «اكتسب آريان شهرة وحافظ على سمعة موثوقة، غير أن التجربة الأوروبية خصوصاً آريان 5 لم تنجح بعد في القيام برحلات مأهولة، وقد تعول وكالة الفضاء الأوروبية على آريان 6 الذي يدخل في الخدمة عام 2025 لكسر الاحتكار الروسي والأميركي لمجال الرحلات المأهولة إلى الفضاء. وقد تم التخلي عن احتمال تمكين هذا الصاروخ من نقل رواد إلى الفضاء في التسعينات بسبب التكلفة العالية. ويقول المدير الفني لشركة «استريوم سبايس تراسنبورتيشن» جيرار بريار، إن «برنامج (ايرميس) هجر لأن أوروبا لم تكن تملك الإرادة السياسية الفعلية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news