رحلات الشواء... أكل وترفيه ولمّ شمل
يبدأ مع فصل الشتاء موسم رحلات الشواء، لكون الطقس البارد يشجع على الخروج إلى الحدائق، أو الصحراء للتمتع برحلة تجمع بين الأكل اللذيذ، ولم شمل العائلة أو الأصدقاء، ما يؤدي إلى كسر روتين الحياة اليومية حسب بعض من التقتهم «الإمارات اليوم»، وبينما يركز أفراد على أهمية النشاطات الترفيهية في تلك الرحلات، لأن هدفهم الأساسي هو الترفيه، يستحوذ لدى آخرين الشواء على الأولوية، فيعتنون بكافة تفاصيله، بدءا من اختيار نوعية اللحوم ووضع البهارات وكذلك إعداد الخضار المرافقة، وصولا إلى تفاصيل أخرى تتعلق بالنار واختيار الفحم المناسب الذي بلا شك يؤثر على نكهة الأكل.
فبداية قال عمر أيوب (لبنان) الذي يعطي أهمية خاصة لتجهيزات رحلات الشواء ، إن أفضل «أنواع اللحوم التي يجب أن تؤخذ للرحلات هي اللحوم الحمراء ويفضل ألا تحتوي على الدهون كي تكون شهية، كما أن أهمية تخير نوع الفحم لا تقل عن أهمية اختيار نوعية اللحم؛ كونه يؤثر في الحفاظ على نكهة الطعام»، معتبرا أن الفحم المصنوع من خشب السنديان هو الأفضل.
أما لجهة التنويع في أنواع اللحوم فاشار أيوب إلى أن الدجاج والسمك ليسا من الأنواع المفضلة في الحدائق، كون الأخير لا يخرج بصورة مثالية علاوة على الرائحة، فيما الدجاج يأخذ الكثير من الوقت. وذكر أن الهدف الأساسي من الخروج في تلك الرحلات هو متعة الأولاد وإشراكهم في نشاطات جديدة في الطبيعة، ولذا يجب الاتجاه للأنواع السهلة الشواء حسب أيوب.
نشاط
ورأى المواطن خالد الحمادي أن «رحلات الشواء تعد نشاطا ترفيهيا أساسيا في الإمارات». أما بالنسبة للأطعمة فإنه يفضل لحم الغنم على الأنواع الأخرى من اللحوم، رافضا شواء الدجاج أو السمك خلال تلك الرحلات، بينما يلجأ إلى السمك خلال الرحلات البحرية. وأضاف الحمادي «نعمل في رحلات الشواء على إعداد حفرة في الرمل، ويجب ألا تكون الأرض مبللة، ثم نضع الفحم الهولندي أو الصومالي، ولا نبدأ بالشواء إلا حين تشتعل النار جيدا»، وتابع «الرحلات سواء إلى الصحراء أو إلى الحدائق تعتبر جزءا من تراثنا فهي ليست وليدة الأيام الحالية، بل موروثة عن أجدادنا».
في المقابل، لم يتفق المواطن حسين عبد الله مع الحمادي، لأنه يأخذ معه كل أنواع اللحوم في رحلات الشواء، مشيرا إلى أن أبرز العوائق التي تواجه الناس في تلك الرحلات هي الرطوبة التي تستدعي الاعتناء بالنار والعمل على إشعالها بالاستعانة بالكاز والأوراق، مؤكدا أن المتعة الأساسية فيها هي جمع الأصدقاء والأهل، لأن تلك الرحلات لا تقتصر على التمتع بالشواء اللذيذ بل أيضا بالكثير من النشاطات الترفيهية». مضيفا أن «من يتولى الشواء في المجموعة يجب أن يكون على خبرة ودراية به، ولهذا نأخذ معنا شخص مختص ليقوم بالمهمة كي يكون الأكل لذيذا».
واعتبر عبد الرحمن الفندي ان «تخير اللحوم الجيدة يعد الأساس لنجاح الرحلة، بالإضافة إلى أن الأصدقاء المرافقين أيضا يساعدون على نجاحها، كما ان الرحلات في البر أفضل من الحدائق، كونها لا تسبب إزعاجا للناس». وذكر أن «الفحم العادي أفضل من الحجري، وكوني صاحب خبرة في تحضير الطعام بحكم عملي كطاه، أفضل الحطب كونه لا يؤثر كثيرا على نكهة الطعام».
وأكد حسين سكاف، (سورية) أنه يقصد الحدائق في موسم الرحلات أي في فصل الشتاء، وقال «بشكل عام أركز على الدجاج، كون طعم اللحم في الإمارات يختلف عن طعم اللحم في بلادنا، وبالتالي أشعر أن الدجاج هو الأفضل». أما المعلومات الأساسية التي يعرفها سكاف عن إعداد الطعام والشواء فهي بسيطة، إذ يرى أن الهدف الأساسي من الرحلات هو كسر الروتين والخروج عن المألوف قليلا.
أما جواد بشري، (المغرب)، فأشار إلى أنه يقوم برحلات الشواء في العديد من الإمارات، وليس في دبي فقط، إذ يعمل على قصد الأماكن المخصصة لذلك في العين أو أبوظبي، لافتا إلى انه يأخذ أكثر من نوع من اللحم، لأنه يحب التنويع، مشيرا الى أن المتعة الحقيقية في هذه الرحلات هي المساعدة والعمل الجماعي بين الأصدقاء، بالإضافة إلى أنها تكون رحلة مليئة بالنشاطات الترفيهية، بالإضافة إلى التمتع بالطبيعة.
تقنيات
وأكد رئيس الطهاة في «اتولييه دي شيف» غريغوري خلوف أن التحضير للشواء يعد من المراحل المهمة للحصول على النكهة المميزة، كما أن طريقة التقطيع وتقنيات الشواء تسهم في التغيير من النكهة والنتيجة النهائية. وأضاف خلال درس له حول الشواء وكيفية التحضير أول من أمس في فندق لي ميرديان دبي، ان «أساليب الشواء مختلفة، فهناك الطريقة التقليدية التي يستخدمها البعض، وتكون بوضع اللحم مباشرة على النار، فيما الطريقة الأخرى تتمثل في وضع النار على الجانبين، ووضع اللحم في الوسط دون أن يكون مباشرة على النار».
وأشار إلى أن اختيار إحدى هاتين الطريقتين يكون بناء على نوعية اللحم، أو حتى نوعية الخضار التي نشويها، وكيف يتبل اللحم، وكيف توضع البهارات، فهناك أنواع من اللحوم تحتاج لأن توضع لفترة طويلة في البهارات، فيما أنواع أخرى توضع عليها البهارات قبل الشواء فورا، حسب خلوف الذي أفاد بأن اللحم المأخوذ من افخاذ الضأن يحتاج لنار خفيفة، ويجب أن يبقى على النار لمدة ساعتين، فهي الطريقة الأفضل ليكون ناضجا، أما الدجاج، فمن الأفضل أن يقطع ويوضع على الشواية لفترة طويلة، فيما السمك يفضل اختيار الفيليه في الحدائق، كونها سهلة التحضير.
واعتبر أن أسهل الأنواع التي تؤخذ للحدائق هي الفيلية على أنواعها «لأنها لا تتطلب التحضير المسبق في المنزل، بل توضع لها البهارات فقط ، فيما اختيار السمكة الكبيرة كقطعة واحدة ليس سهلا، بل يجب تغليفها قبل الوضع على النار، وهذا يعد صعبا، علما بأنها لا تتطلب الكثير من الوقت بل يكفي أن توضع لـ20 دقيقة من كل جانب»، مشددا على أن «الطريقة التي يحضر بها الشواء هي الأساس، وكذلك اختيار نوعية الفحم أو الخشب أو الغاز، لذا فوضع بعض الأخشاب في النار يؤدي إلى إضافة نكهة لذيذة للطعام».
خطوات أساسية
تحتاج الخضراوات الصلبة إلى السلق قليلاً في الماء قبل أن تشوى، ويجب أن توضع النار على جانبيها.
يمكن وضع اللحم مباشرة على النار مع الانتباه إلى عدم تحريك قطعة اللحم قبل أن تنضج من الجهة المعرضة للنار، فذلك يمنع التصاقها.
يفضل تقطيع الخضراوات إلى نصفين قبل الشواء، ويوضع على الطماطم الثوم والبهارات، فيما يوضع على البطاطا الزيت والملح فقط.
يعتبر الوقت المحدد لكل نوع من اللحوم أو الخضار أمراً معقداً، لأنه يعتمد على نوعية اللحوم والخضراوات، وكذلك طريقة وضع النار ومدى قوتها، لذا يفضل تذوق الطعام للتأكد من نُضجه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news